كنت أقوم بتصوير مظاهرات أفراد الشرطة داخل مركز شرطة أجا بالدقهلية وبعد الانتهاء من التصوير.. ركبت دراجتي البخارية متجهاً إلي مكتب تموين شبراويش، وأثناء سيري علي الطريق السريع أمام قرية الديرس وكان الطريق خاوياً ولكن في لحظات انشقت الأرض بكائن غريب وهو التوك توك يقف بالعرض أمامي في منتصف الطريق وبداخله ركاب ولم يتحركوا.. وأنا الآخر فقدت السيطرة علي إيقاف دراجتي البخارية فالموت أمامي علي بُعد لحظات ولكن في آخر لحظة تذكرت الركاب الثلاثة فأغمضت عيني ودخلت بدراجتي البخارية في مؤخرة التوك توك من شدة الاصطدام انقلب التوك توك وعلي طريقة الأفلام الأمريكية طار جسدي في الهواء أعلي التوك توك وسقطت علي بُعد ثلاثة أمتار علي الأسفلت وتدفقت الدماء من رأسي كالسيل، أول سيدة كانت بجواري في مكان الحادث تخلع الإيشارب من حول رقبتها وتلف به رأسي لكي يتوقف نزيف الدم.. هذه السيدة من قبل جاءت لي تشكو من المسئولين بالتموين عندما تقدمت لهم لاستخراج بطاقة تموينية، وكانوا من فلول النظام السابق والفاسدين فطلبوا منها دفع مبلغ 150 جنيهاً، وهي لا تملك فذهبت إليهم وقمت بإنهاء أوراقها دون دفع أية مبالغ مالية حتي سلمتها بطاقتها التموينية.. يشاء القدر أن تكون هذه السيدة التي كانت تمر بالصدفة أول من يضمد جراحي.. ومازال المصريون بخير فقد توقفت السيارات وتجمع المواطنون والكل يتسابق لنقلي داخل سيارته إلي المستشفي.. اشتري بعضهم لي العصائر وبعضهم اشتري لي ملابس بدلاً من الملابس الغارقة في دمائي وآخرون اشتروا لي العلاج.. فهذه هي شهامة المصريين. نصر حسين النفادي أجا- دقهلية