رغم انهم نزلاء سجون.. ورغم انهم مقبلين علي امتحانات.. الا اننا كنا نري علامات السعادة والأمل في عيونهم. كل واحد فيهم يشعر ان ما يفعله يمثل خطوة لتحقيق حلمه.. في ان يكون انساناً جديدا.. يستغل فترة سجنه في الحصول علي شهادة علميه.. تجعله مرفوع الرأس امام أقرانه ومعارفه.. خاصة بعد خروجه من السجن.. داخل لجان السجون هناك 1370 نزيلا يؤدون الامتحان في داخل مختلفة. .. حتي أن هناك عددا كبيرا منهم يستعد لتحضير الماجستير والدكتوراه.. ومنهم من أنتهي فعلا من الدكتوراة. »أخبار الحوادث« عاشت يوما كاملا داخل ليمان طرة.. وشاهدت وسجلت علي أرض الواقع شعور المساجين أثناء تأدية امتحانهم والتقينا باللواء عاطف شريف مساعد أول وزير الداخلية لقطاع السجون.. فماذا قالوا؟!.. وماذا رأينا. الامتحانات داخل السجن فعلا شكل تاني.. فهنا معظم المساجين من كبار السن. أو علي الاقل ممن تخطوا المراحل العمرية للثانوية العامة.. حتي ان شعورهم مختلف.. فالكل هنا يحلم ويتمني. اما عن الاجواء داخل لجان امتحانات الثانوية العامة فهي لا تختلف عن اي لجان بالخارج.. فهي تخضع لرقابة وزارة التربية والتعليم.. وتعامل بنفس معاملة اللجان العادية.. من حيث مواعيد تسليم ورقة الجابات والاسئلة.. الاان داخل لجان السجون تجد كل نزيل يجلس وبجواره زجاجة المياه المعدنية.. وكوبا من العصير.. وفرته وزارة الداخلية لمساعدة النزلاء علي التركيز في اداء الامتحانات. جولة سريعة! بدأت جولتنا في سجن طرة من الساعة الثامنة صباحا.. كانت الاجواء خارج السجن تبدو أكثر حركه.. ففي هذا اليوم تزداد اعداد سيارات الترحيلات التي تأتي من بعض السجون الاخري.. حاملة النزلاء لأداء الامتحانات.. أما في الداخل فكان الجميع يعمل علي قلب رجل واحد لتهيئه المناخ المناسب للسجناء.. حتي يؤدون امتحاناتهم. وقبل بدأ الامتحان بدقائق كانت »أخبار الحوادث« تلتقي بالسجناء.. ليحكو لنا عن تجربتهم داخل السجن.. وعن سبب استعدادهم للامتحان والحصول علي شهادة الثانوية العامة.. في البداية حكي احد السجناء قائلا: اسمي علي طه السيد.. ابلغ من العمر السابعة والعشرين عاما.. تم اتهامي من قبل في قضية اتجار بالمخدرات.. وحكمت علي المحكمة بالسجن 01 سنوات.. قضيت منها حتي الان 6 سنوات كاملة. بصراحة لم يكن في نيتي استكمال تعليمي.. فانا حصلت قبل دخولي السجن علي معهد صنايع.. الا انني داخل السجن رأيت بعيني الكثير من النزلاء قرروا تحسين انفسهم.. والحصول علي شهادات تعليمية اكثر.. وشجعتهم علي ذلك ادارة السجن.. لذلك تقدمت بطلب لادارة السجن بأن التحق بالثانوية العامة.. وبعد ايام جاءني الرد بالموافقة.. وبدات اجراءات تقد اسمي .. والحمد الله استطعت العام الماضي الانتهاء من المرحلة الاولي.. وهذا العام اخوص امتحانات الصف الثاني . ولدي امل كبير في النجاح .. واستكمال دراستي لكي التحق بالجامعة.. تحديدا كليه الحقوق. واختتم كلامه قائلا: لم اعاني من اي مشاكل داخل السجن.. فالمعاملة هنا فعلا جيدة.. لكن ما اتمناه هو نقلي من سجن القطا الجديد الي سجن المرج.. لانه السجن الاقرب لاسرتي.. خاصة ان والدي متوفي.. وامي مريضة تعاني مشقة السفر لكي تزورني. قدوة لابني! أما عبدالرحيم يونس قال لنا: ابلغ من العمر »93 عاما« تم اتهامي في جريمه قتل وحكمت المحكمة علي بالمؤبد وعلي الرغم من ذلك قررت ان اتعلم والتحق بالثانوية العامة.. ثم ألتحق الجامعة! وعن سبب استكمال تعليمية قال: قررت ان اتعلم حتي اكون قدوة لابني الذي يبلغ الان سبع سنوات من العمر.. فأنا اخطأت واستحق العقاب وقررت ان اسير علي الطريق المستقيم بعد ذلك.. حتي لو امضيت بقية حياتي داخل السجن.. ما يهمني ان يعلم ابني أنني اصبحت انسان »كويس«.. استغل كل وقتي في المذاكرة لأ كون قدوة حسنه له.. إتمني ان التحق بعد الثانوية العامة بكلية الحقوق.. لانها الانسب لي من حيث المذاكرة والمصروفات. اما فرحان سالم وهو احد المساجين ايضا الذين التقينا بهم فقال: ابلغ من العمر »82 عاما«.. اتهمت من قبل في قضية مخدرات.. واقضي عقوبة المؤبد.. قضيت منها حتي الان خمس سنوات بالتمام والكمال.. ونفسي انجح في الثانوية العامة والتحق بالجامعة حتي يكتشف الجميع انني اصبحت انسانا جديدا. 55 غرفة! واثناء تجول اللواء عاطف الشريف مساعد اول وزير الداخلية لقطاع السجون داخل لجان الامتحانات للاطمئنان علي النزلاء التقينا به فقال: السجون الان اصبحت تحفز النزلاء علي استكمال دراستهم التعليمية.. حتي يسفيدوا بأوقاتهم داخل السجن.. وتهيأتهم لحياة جديدة بعد الخروج منها.. اما عن عدد الدارسين للثانوية العامة فبلغوا هذا العام 371 نزيلا.. من 0371 نزيلا يتلقون تعليمهم حتي الحصول علي الماجستير والدكتوراه. وأضاف حرص وزير الداخلية علي تهيئة المناسب المناخ للنزلاء الذين يدرسون بتخصيص 55 غرفة للاستذكار. بالاضافة إلي تجهيز جميع المكتبات لاستيعاب النزلاء من القراء والدارسين خلال الفترات الصباحية.. ايمانا منا بقدسيه رسالة السجون باعتبارها رسالة انسانية واجتماعية في المقام الأول.. تهدف إلي تأهيل السجناء واعادتهم للمجتمع مرة اخري كمواطنين صالحين..