أتمني علي أهل الذكر والاختصاص وعلماء النفس والاجتماع والحكماء والأطباء أن يمددوا مجتمعنا المصري علي أسرة التشخيص والدراسة والتحليل ليفسروا لنا ماذا حل بنا بالضبط؟!وليشرحوا لنا ماذا حدث لنا ولماذا انقلبنا الي هذا الحد؟! دائرة العنف اتسعت وبلغت حداً ينذر بالدمار والفناء والضياع.. احداث دامية يندي لها الجبين.. مجازر بشرية ترتكب جهاراً نهاراً.. جثث القتلي تعج بها الأرصفة حروب طاحنة بين أبناء الوطن الواحد.. في البيت الواحد اكثر من حزب.. في الشارع الواحد اكثر من متشاحن. قتل وسلب ونهب.. تخريب وتدمير واغتصاب. خطف وسرقة وقطع طرق.. سطو مسلح علي بنوك وشركات صرافة ومحلات تجارية وصيدليات ومحطات وقود.. سرقة سيارات.. تعدي علي أملاك دولة.. بناء علي أراض زراعية.. استيلاء علي شقق وعمارات.. احتلال شوارع بأكملها.. خطف أطفال وشباب ورجال أعمال وطلب فدية بالملايين.. احراق مرافق حكومية.. الاعتداء علي ممتلكات عامة وخاصة.. اقتحام أقسام شرطة والتعدي علي ضباط وتهريب مساجين وسرقة أسلحة.. تفجيرات خطوط بترولية.. تهريب آثار ومخدرات.. اغتصاب نساء وأطفال.. بلطجة.. فوضي.. انفلات .. فساد مستشر حتي العظم.. الطفولة تستباح وتذبح علي موائد الاجرام.. الجارلا يعرف جاره.. الفتنة قائمة.. ومستيقظة حوارات صارخة عقيمة.. فرسان يمتطون خيول الفسق والنفاق والخيانة.. أين العقل والعقلاء؟ أين الحكمة والحكماء؟ أين هؤلاء إزاء ما يجري من أحداث خرجت عن المنطق والأعراف والتقاليد والأخلاق والشرع والدين والقيم والموروثات الانسانية؟ حتي عن أطر السياسة نفسها فالقضية ما عادت اصلاحا أو ثورة أو حرية أو ديمقراطية؟! القضية باتت عصية عن الفهم وصعبة علي الوصف واختلط فيها الحابل بالنابل والحقيقة ماعت ولم نعد قادرين علي استبيان الغث من السمين ولم نر سوي مستقبل مظلم وواقع مرير ما أتعسه وما أتعسنا؟! فهل من مغيث!؟ يوسف القاضي وكيل الثانوية الصناعية بديروط