من يرى "منى" وولديها لا يصدق انهم ابناؤها ، لكن يعتقد انهما شقيقيها الاصغر منها سنا ، والكثير يعتقد ان هذا شئ جميل وحلم يتمناه البعض ، لكن اذا اصبحت أم مطلقة عمرها لم يتعد 18 سنة وتحمل فوق عاتقيها تربية طفلين بمفردها وهى لازالت طفلة تحتاج من يحتويها ، فهذا بالطبع كارثة بكل المقاييس ، وما تعاني منه منى كان بسبب خطأ الأب التاجر الكبير الثري الذي فكر في أن يزوج ابنته لثري مثله ليضمن مستقبلها ، لم يدرى انه بزواجها من هذا الشخص فى هذا السن سيحطم حياتها ويحولها إلى جحيم بعد أن انتهت حياتها قبل أن تبدأ ، وشبح الطلاق أصبح يطاردها ودمر أحلامها الصغيرة وتحملت الهموم والمتاعب مبكرا وهى فى سن 21 عام فحسب. مأساة منى ترويها أمام محكمة اسرة الجيزة ، بعد أن تقدمت بدعوى نفقة لطفليها وسكن حضانة أمام المحكمة ضد طليقها ليس احتياجا للمال ولكن انتقاما منه فحسب. وتقول منى بدموع عينيها فى الدعوى التى حملت رقم 386 لسنة 2017 :منذ نعومة أظافري ومنذ أن فتحت عينى على الدنيا وانا مدللة ، ووجدت ابى تاجر الخرده الكبير يمتلك الكثير من الأموال التى لا حصر لها ، ورث مهنته أبا عن جد ، وتمكن بعمله وكفاحه أن يحافظ على المكانة التي وصل لها والده بل وزاد من النجاح والثراء. كنت مدللة انا واشقائى وشقيقاتى ، لم نطلب شيئا الا وجلبه لنا فورا ، كنا من سكان الحى الراقى بالجيزة ، لم يحرمنا والدى شيئا حتى هذه اللحظة ، فهو من أعيش بظله واحتمى به ، وهو من ينفق على وعلى ابنائى. ورغم كل ما فعله ابى نحوى ، الا انى احمله وزرى ، فهو من كان السبب فى أن يسلبنى حياتى ويطيح بأحلامى ، ويجعلنى زوجة صغيرة لا أفقه عن الزواج شيئا ، وأتحمل متاعب ومشاكل تربية أطفال وانا مطلقه لا أعرف شيئا عن الامومة. بمجرد أن التحقت بالمرحلة الثانوية بينما كان صديقاتي يفكرن فى الجامعه والالتحاق بكليات القمه ، زرع ابى فى عقلى فكرة الزواج والارتباط ، بعد أن جلب لى عريس يكبرنى سنا بخمسة عشر عاما ، لكنه كان ثري مثله فهو أيضا تاجر خردة ابنا لتاجر آخر كبير ، كان يمتلك شقة فاخرة فى أحد الأحياء الراقية وسيارة أحدث موديل ، والكثير من الأموال التى تمكنه من أن يجعلنى أعيش ملكة فى حياة مرفهة ، واعتقد أبى خطأ انه سوف يفعل ذلك ويمنحنى حياة لا مثيل لها ، ومع الأسف أعيش الآن حياة لا مثيل لها ولكن على النقيض! مرت أيام الخطوبة وانا سعيده كنت وقتها فى السنه النهائيه من الثانويه العامه ، وكان خطيبى يحضر الى المدرسه ليصطحبنى بسيارته الفارهه الاحدث موديل ، وكان كل صديقاتى يحسدوننى على ما انا فيه ، وكنت مغفلة صغيره لا اعرف شيئا ، فقط السعاده تملكتنى لم ادرك ما هو بانتظارى! بعد حفل الزفاف الكبير بالفندق الشهير الذى أحياه عدد من الفنانين والراقصات ، عشت وزوجى ايام من السعاده سفر وتنزه فى كل مكان ، لكن سرعان ما تحولت هذه السعاده وانتهى فصل شهر العسل وبدأ فصل خريف العلاقه الزوجيه الذى استمر طويلا حتى انتهى بالطلاق! تستكمل الزوجه "منى" مأساتها قائلة: كنت اعلم ان زوجى يتعاطى المخدرات ، لكن لم ادرك ان تلك المكيفات تسلبه عقله وتجعله وحش يدمر كل ما حوله ، فقد كان يتعاطها ويتحول الى شخص آخر ، يهيننى ويضربنى بوحشيه على اتفه الاسباب ، ويطلب العلاقه الحميمية وما حرمه الله من فعله ونهانا عنه ، وكنت صغيرة لا اعرف ما هو المحرم او غير المحرم أدركت بعد ذلك كل افعال السيئة معى! حملت فى ابنى الكبير بعد زواجى مباشرة ووجدت نفسى أم وعمرى لم يتجاوز 18 سنه ، ورغم انى بدأت ابتعد عن زوجى واشعر باشمئزاز نحوه ، لكن للاسف حملت فى ابنى الثانى بعده مباشرة ، وبدأت اتحمل الهموم والمتاعب مبكرا معاملة زوجى معى زادت سوء الضرب والاذلال والاهانه ، الخيانه والجرى وراء العاهرات والساقطات ، حتى انه كان يجلبهن الى بيت الزوجيه فى ظل عدم وجودى ، فكنت فى كل مره اذهب فيها لبيت والدى وبعد عودتى اكتشف اختفاء اشياء خاصه بى ، من عطور ومكياج واكسسوارات وحتى ملابس ، فى البداية اعتقدت انى افتقدتها فى اى مكان ، حتى بدأت اركز اكثر واضع له اختبارات ، واكتشف سرقة الاشياء! جن جنونى وسألته ، والكارثة بجاحته الشديده التى تحدث بها معى ، وهو يقول انى لست امرأه تملأ عينه واعترف بجرأه شديده انه يجلب العاهرات الى بيت الزوجيه ، وهو يتحدانى قائلا "أعلى ما فى خيلك اركبيه"! بكت الزوجه من قلبها وهى تتذكر تلك الايام ، التى وصفتها بانها اسوأ ايام فى حياتها ومرت عليها كالدهر بأكمله وتقول: تركت منزل الزوجية وعمرى لم يصل الى 21 عام بعد ، وقلت لابى على كل شئ ، الذى بدوره قام بعمل الكثير من الجلسات معه ومع والده بحضور عدد من المعارف والتجار اصدقائهم المقربين ، وانتهت تلك الجلسات بالاتفاق على طلاقى! لن انسى تلك الفتره ، عشت اسوأ ايام حياتى ، وجدت نفسى عدت الى منزل ابى بعد اربع سنوات فقط من الزواج ، لكنها كانت بمثابة عمر بأكمله من قسوتها ايام ، كنت انظر لنفسى فى المرآه اجد امامى امرأه عجوز تحمل هموم الدنيا ومشقتها ، بينما عمرى لم يتعد 21 ربيعا ، وانا احمل بين ذراعى طفلين صغيرين يحتاجون الاب والام ، وانا لا اعرف كيف اكون اما فكيف لى ان اقوم بدور الاب ايضا؟! مرت الايام وانا انهار نفسيا وجسديا ، ومن خوف والدى على ، قام بتأثيث شقه فاخره على احدث مستوى باسمى حتى اعيش فيها وابنائى ، واشترى لى سيارة احدث موديل ، وقام بتلبية كل طلباتى لمساعدتى على المرور بهذه المحنة الصعبة ، وكأنه يحاول تعويضى عما حدث معى ولكن بعد فوات الاوان فقد ضاعت حياتى واجمل سنوات عمرى! وبعد ان مرت السنوات وكبر الابناء وبدأت اسأل واعرف ويتفتح ذهنى ، ادركت ان لى حقوق ولابنائى حقوق على والدهم ، ويكفى ما فعله معى ، وبدأت اطالبه بنفقه لابنائه وان يعطينى مبلغا من المال مقابل السنوات الطويله التى وصلت الى 16 سنه من العذاب والانفاق ، ليس تعويضا عنهم ولكنها بالفعل اموال تحملها ابى من اجل تربية ابنائى ، من تعيلم ومأكل وملبس وغيرها من الامور الحياتيه ، حتى النادى لم يبخل ابى على اولادى واعتبرهم ابنائه اخر العنقود! والغريب انه رغم ثراء طليقى الفاحش ، الا انه يريد اذلالى مره اخرى ورفض دفع اى اموال لاولاده ، بل وهددنى بانه قريبا سيأخذهم بعد ان يصلا الى سن الحضانه لوالدهم ، ليس حبا فيهم ولكن انتقاما منى على انى تركته ووالدى اجبره على الطلاق رغما عنه! قررت التقدم بدعوى نفقه ومتجمد نفقه لابنائى عن سنوات طويله لم يدفع فيها والدهم اى اموال لتربيتهم ، وكذلك الحصول على اجر سكن حضانه ، وقدمت ما يثبت انى لم احصل على اى اموال منه خلال تلك السنوات! انتهى كلام الزوجه البائسه "منى" وانتهى معها سطور دعوى النفقه التى تقدمت بها ، والتى تحدد لها جلسه فى نهاية الشهر الحالى بعد فشل محاولات الصلح بينهما لعدم حضور الزوج لايا من جلسات الصلح!