عام 1995 واخشي ان يعيد التاريخ نفسه صدر القانون رقم"93" واختار الرئيس المخلوع عيد الإعلاميين وقتها ليفاجيء جموع الصحفيين بتغليظ العقوبات في قضايا النشر الي الحبس واتذكر وقتها أيضا عندما قال مبارك بالحرف الواحد:"الصحفيين مش علي رأسهم ريشة"! .. ورد عليه في نفس الحفل الكاتب الصحفي الراحل /جلال عيسي بكل شجاعة وجسارة في الوقت الذي سكتت فيه افواه ولم تجرؤحتي علي ان تنبس ببنت شفة .. قال الكاتب الصحفي الكبير جلال عيسي: "لم نكن ننتظر ان تكون هذه هديتك لنا في عيد الإعلاميين "! .. وبعدها بسنوات قليلة مات المناضل الصحفي الذي كان أبا بطبيعته لكل الصحفيين الشبان بحسرته بعد ان حورب كثيرا .. ولكن الجماعة الصحفية تصدت في هذا العام للقانون المشبوه الذي لم يكن مقصده سوي بتر الاقلام وتكميم الافواه وهذا هو هدف الأنظمة الاستبدادية في العالم الذي تغيب فيه مؤسسات الدولة ولايظهر سوي فرد واحد يحكم وهو الطاغية!.. وامام نضال الجماعة الصحفية وهزيمة نظام فاسد قصد بخبث تأليب الرأي العام علي الصحفيين الذين يحصلون علي ميزة لا تجعلهم سواسية بين الناس اضطر مبارك إلي تشكيل لجنة من ممثلين عن نقابة الصحفيين والمجلس الأعلي للصحافة وعدد من رجال القانون لوضع مشروع قانون متكامل ينطوي في ثناياه علي كل القوانين والمواد المتعلقة بالصحافة وشئونها وبما يؤدي في النهاية الي الغاء أو تعديل المواد التي اعترض عليها الصحفيون في القانون رقم 93 لسنة 1995 ومرت شهور قليلة لسنة 1996 بالغاء بعض العقوبات السالبة للحرية واستبدالها بالغرامة وذهب مشروع القانون الي مجلس فتحي سرور.. ذهب ولم يعد بعدها الي نقابة الصحفيين حتي جاءت سنة ولا أقول عام الذي يعبر عن الرضاء في القرآن الكريم 2004 عندما أعلن رأس النظام الفاسد مبارك تأييده لمطلب الصحفيين بالغاء العقوبات السالبة للحرية في جرائم النشر وتم إلغاء خمس من هذه العقوبات ولايزال الصحفيون يناضلون لإلغاء بقية العقوبات التي ظلت سيفا مسلطا علي رقابنا! وها هو المنتج يعود من جديد .. لكن الصانع مختلفا هذه المرة! يوم 7 يناير وفي حديث خطير نشرته الزميلة مجلة الشباب احد اي صدارات مؤسسة الاهرام .. قال المتحدث الرسمي باسم جماعة الاخوان المسلمين الدكتور محمود غزلان للزميلة هاجر اسماعيل ان الدستور القادم لن يكون فيه ان الصحافة سلطة رابعة وقال ان الصحفيين ليس علي رأسهم ريشة ولان ماقاله الدكتور غزلان لا يخرج عن كونه كلاما مرسلا أقول له: "ان الصحافة سلطة رابعة في العالم كله لانها تعبر عن الامة ومرآة المجتمع وهي الترمومتر الحقيقي لحرية أي مجتمع انساني والاجدي بجماعة الاخوان المسلمين وذراعها السياسي حزب الحرية والعدالة ان يبحثوا عن برامج للنهوض بالبلاد ولا ان يفكروا في كبت وتقييد الحريات"! عجبا ايها الصحافة القومية! بالأمس كان الحديث عن أي كتاب يصدره الأستاذ والمعلم محمد حسنين هيكل خارج مصر طبعا رجس من عمل الشيطان إلا اذا كان هجوما بجهل اليوم نجد صحيفة قومية يتصدر صفحتها الأولي برواز يقول: لو.. كتاب جديد لعملاق الصحافة العربية محمد حسنين هيكل"! سبحان ربي مغير الأحوال علي رأس عمنا واستاذنا الراحل الكاتب الساخر الحكاء محمود السعدني!