الصورة التي كانت عليها الزوجة داخل محكمة الأحوال الشخصية بشبرا توحي بأنها كانت واثقة من أن النصر سوف يكون حليفًا لها , وإن المحكمة سوف تؤيد مساعيها فى الحصول على الطلاق من زوجها صاحب الوظيفة المرموقة. الزوجة الحسناء أذهلت كل الحضور فى المحكمة، حيث أقامت دعوى تطالب فيها الطلاق بعد عشرين سنة زواج بعد أن صدمت من شريك العمر واكتشفت أنه خائن رغم انها كانت نعم الزوجة خلال رحلة العلاج الزوجية وعبر الصدفة اكتشفت أنه يخونها مع ساقطات لا تقبل ان يكن من الخادمات طرفها. القضية تنظرها محكمة شبرا برئاسة المستشار محمد العنانى وعضوية احمد منصور وسيد الشاذلى وامانة سر ويليام عطالله وحسب سطور القضية التى خرجت من مكتب نبيل غبريال المحامى الذى تقدم إلى المحكمة بدعوى طلاق للزوجة بسبب خيانة الزوج لها رغم انها كانت نعم الزوجة له، حافظت على شرفه واشرفت على تربية ابنائها البنات الكل يشهد لها بحسن الخلق، اما الأبناء فهم مثل نجوم السماء، ومع تداول القضية فى المحكمة جاء الدور على الزوجة أن تتكلم امام هيئة المحكمة لتكشف عن اسرارها فى الحصول على الطلاق بعد أن رفضت مساعى الزوج فى الصلح والاعتذار عما بدر منه من خطأ فى حقها وتعهد للمحكمة بعدم تكرار ما حدث منه. الزوجة قالت لا للتصالح لأن خيانة الزوج جعلت قلبها ينزف دموعًا مثل عيونها, وعاشت ايامًا واسابيع لا يعلم اسرارها سوى خالق العباد. بكلمات صاحبها الشجن بدأت الزوجة فى سرد حكايتها مع الزوج الخائن وتكلمت امام المستشار محمد العنانى قائلة يا افندم صدقنى لو كنت مكانى وصدرت منك نفس افعال وسلوكيات زوجى الذى اطلب الهروب من حياته، كان هو الأول فى حياتي في كل شيء, هو اول رجل يلمس يدى، اول رجل يحنو علي, وهو اول رجل لم اخجل منه ان يرانى شبه عارية لأنه زوجى وحبيبى كان الأول فى حياتى فى كل شيء. منذ عشرين عامًا كان منزل اسرتى ممتلئ بأقاربنا من اجل الاحتفال بليلة زفافى حتى الآن لا تزال نصائح والدتى رحمها الله محفورة فى عقلى, اتذكر انها قالت لى كوني كل حياته, كونى مثل النسمة التى تسعده فى كل لحظة. نفذت كل نصائح والدتى واتحدى أن يثبت زوجي اننى كنت مقصرة معه فى اى شيء, كنت امرأة بأربع وجوه آخرهن وجه العشيقة التى تسعده إذا احتاجها لقضاء لحظة حنان. كان همى الأول فى الحياة إسعاده، كنت اعلم ان وظيفته حساسة ويحتاج الى معاملة خاصة ودلع خاص تمنحه الزوجة لزوجها باستمرار. وتواصل الزوجة اعترافاتها امام المحكمة قائلة عرفت خيانة زوجى عبر الصدفة منذ عدة شهور. مكالمات إباحية أثناء انشغاله بمتابعة إحدى المباريات ترك هاتفه فى غرفة النوم, وفور استيقاظى من النوم لا اعرف كيف امتدت يدي إلى هاتفه والإبحار فى محتوياته, وكانت الصدمة لما رأيته داخل هاتف زوجي المحترم. مكالمات إباحية مع ساقطات طرفها الثانى حبيبة العمر الذى كنت فى حياته شمعة تحترق من اجل سعادته, ولا أعرف كيف تعرف عليهن زوجى. ساعة كاملة والغضب تملك منى لما سمعته من ألفاظ تفوه بها لسان زوجى مع ساقطات. وقادنى الفضول أن احصل على نسخة من التسجيلات، وبالفعل حصلت عليها, وكل دقيقة مرت علي وأنا اسمع خيانة زوجي كنت اعيش لحظات لا يعلم آثارها سوى الرحمن. ولأن كرامتى اهدرت كان لابد أن اكون هنا ومعى دليل الخيانة وحاول زوجى الطعن عليه بأنه دليل مزيف لا اساس له من الصحة وانصفنى ضمير الأصوات الذى اكد تقريره صحة دليلى. انا هنا اليوم من اجل كتابة النهاية للحياة مع زوج لا يستحق أن اعيش معه, كنت خلال حياتى معه نعم الزوجة، ورد لى الجميل بأنه خاننى مع ساقطات, ولست انا المرأة التى تستحق ان تشرب من كأس الخيانة, كيف اعيش معه ولا يزال صوته مع الساقطات محفورا فى ذاكرتى؟ كيف استمر معه وقلبى اصبح صحراء يابسة, صعب جداً ان امنحه الحب والغفران واعتبار ما حدث مجرد نزوة او خطيئة. فتيات ليل وتضيف الزوجة، ما بدر من زوجي إهانة لحبي بعد ان حول زوجى قلبه الى شقة مفروشة مشبوهة سكانها من فتيات الليل. اعترف اننى ترددت كثيراً فى أن اكون هنا، التردد سببه اسرتى وابنائى الحمدلله انا من اسرة ثرية فى الأخلاق والمال. ورغم حضوري هنا فأنا لست مخطئة واطلب من كل زوجة تعرضت للخيانة أن تكون هنا للدفاع عن كرامتها. حرام ان تعفو وتفتح قلبها للحب مرة أخرى وكرامتها اهدرت مع زوج خائن, وكل شيء ممكن التسامح فيه عدا الكرامة. الصراحة التى تكلمت بها الزوجة جعلت الزوج يلزم الصمت، واكتفى دفاعه فى عرض الصلح وقبول الزوجة اعتذار الزوج . ولم تنتظر الزوجة حكم المحكمة، انصرف بعد آداء شهادته تاركه محاميها نبيل غبريال فى انتظار الحكم، وفى نهاية اليوم كان قرار المحكمة الذى اسعد الزوجة ومحاميها بعد أن قررت المحكمة منحها الطلاق. وخرج الزوج وهو غير قادر على السير بعد ان خسر نفسه امام زوجته وابنائه.