تخوض القوات السورية معارك عنيفة ضد الفصائل المسلحة في شرق حلب، مع محاولتها مواصلة التقدم في عمق الاحياء الشرقية بعد سيطرتها علي اكثر من 60% منها. جاء ذلك في وقت اكدت فيه الفصائل المسلحة انها ابلغت واشنطن بأنها لن تنسحب من مدينة حلب.. وقتل 46 مدنيا علي الاقل واصيب العشرات في غارات نفذتها طائرات حربية »يرجح انها روسية» علي بلدة كفرنبل في ريف ادلب الجنوبي شمال غرب سوريا. وأعلن التليفزيون السوري أن الجيش أحكم سيطرته علي حي كرم الميسر وحي كرم الطحان. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ان »قوات الجيش تسعي إلي التقدم والسيطرة علي حي الشعار والاحياء المحيطة بهدف دفع الفصائل إلي الانسحاب بشكل كامل إلي جنوب الاحياء الشرقية».. في الوقت نفسه، اعلن مسئول كبير بالمعارضة إن الفصائل أبلغت الولاياتالمتحدة أنها لن تترك حلب ردا علي دعوة موسكو لإجراء محادثات مع واشنطن بشأن انسحاب كامل لمسلحي الفصائل من الأحياء الشرقية في المدينة المحاصرة. وقال » نحن لا يمكن أن نترك مدينتنا وبيوتنا للمليشيات المرتزقة التي حشدتها الحكومة في حلب. وأضاف إن الرسالة وُجهت إلي المسئولين الأمريكيين الذين تم الاتصال بهم أمس الاول بعد تصريح روسيا.. وطالبت الفصائل مجددا المجتمع الدولي بالتحرك لوقف الهجوم علي شرق حلب.ودعت الهيئة العليا للمفاوضات الممثلة لاطياف واسعة في الفصائل السورية في بيان »مجلس الأمن وكل الدول الصديقة والمجتمع الدولي عامة إلي الاضطلاع بمسئولياتهم والعمل الفوري علي إيقاف القصف والمجازر التي تتعرض لها عدة مناطق في سوريا وحلب بشكل خاص». وطالبت ب»السعي الحثيث لإدخال المساعدات الإنسانية غير المشروطة» بعدما »أصبحت حلب مدينة منكوبة مهددة بكارثة كبري».. وبعد ايام من سيطرتها علي القطاع الشمالي في شرق حلب، دعت قيادة الجيش السوري »سكان الاحياء الشمالية الشرقية لمدينة حلب للعودة إلي منازلهم» بعد اعادة »الامن والاستقرار» إلي تلك الاحياء. وبعد توقف استمر اكثر من اربع سنوات، استأنفت امس الاول حافلات النقل الحكومية رحلاتها من غرب مدينة حلب إلي الاحياء الشرقية. وتوجه مئات الاشخاص لتفقد منازلهم وممتلكاتهم.. واعلنت روسيا امس ارسالها قافلة تضم اكثر من 30 شاحنة محملة المساعدات انسانية إلي »السكان الذين عانوا خلال العملية العسكرية» في حلب.. من جهة اخري، أعلن آشتون كارتر وزير الدفاع الأمريكي أن الولاياتالمتحدة لا تريد أن تري في روسيا عدوا لها، وعليها إبقاء الباب مفتوحة أمام التعاون مع موسكو. وأضاف أن الولاياتالمتحدة لا تريد حربا مع روسيا »لا باردة ولا ساخنة»، ولكنها »ستدافع عن حلفائها، والنظام العالمي، وستواجه نية تقويض الأمن الجماعي». ووفقا لكارتر فإن »الموقف المتوازن» للإدارة الأمريكية من روسيا يتلخص في »ردع موسكو بالتزامن مع استمرار التعاون الثنائي معها فقط في المجالات التي توجد فيها أهداف ومصالح مشتركة». واتهم روسيا مجددا ب»استفزاز أوروبا»، وتصعيد التوتر في أوكرانيا، وبدورها »السلبي» في سوريا، إضافة إلي وقوف موسكو وراء »الهجمات الإلكترونية» و»التهديدات بسلاح نووي»، دون أن يقدم أي دليل علي ذلك.