مصر ولدت مع نشأة الكرة الأرضية وشبت منذ 250 ألف سنة، ومع بداية الكتابة والتاريخ منذ أكثر من 7 آلاف سنة، وجرت أول رحلة استكشاف للبحر الأحمر من قبل قدماء المصريين لأنهم حاولوا إقامة الطرق التجارية إلي بلاد »بونت» الصومال حاليا، ووقعت إحدي هذه الحملات حوالي 2500 ق.م »بواسطة الملكة حتشبسوت» وكانت الرحلة علي طول البحر الأحمر، أين إذن كانت السعودية؟ في أواسط القرن الخامس عشر الميلادي هاجر الجد الأكبر لأسرة آل سعود »مانع بن ربيعة المريدي» من جوار القطيف إلي »نجد» الرياض حاليا استقر وقام بتأسيس مدينة »الدرعية» وكانت بداية السعودية الأولي »إمارة الدرعية» علي يد محمد بن سعود سنة 1744م والتي انتهت سنة 1818م، ثم الدولة الثانية إمارة »نجد» وانتهت هي الأخري سنة 1891م، وجرت محاولات لتأسيس دولة ثالثة علي يد عبدالعزيز آل سعود سنة 1902م، فأصبحت سلطنة »نجد» ثم بعد ذلك مملكة الحجاز إلي أن أصبحت المملكة العربية السعودية المعاصرة سنة 1932م، إنه فرق كبير بين مصر الحضارة الطاعنة في عمر الكرة الأرضية، ودولة وليدة في القرن العشرين، وجاءت إرهاصات السعوديين ضد مصر ورئيسها، وبعض السعوديين رأوا مسعي مصر لتوفير احتياجاتها النفطية من دول أخري، عملا عدائيا ضدهم! هل كان المطلوب أن تبقي مصر رهينة لشركة بترول سعودية؟!، فهل هي معاقبة مصر لأنها لا تسير في ركاب السياسة السعودية نظير الدعم الذي قدمته الرياض لمصر في محنتها؟!، هل نسوا فضل مصر عليهم وكانت أول سيارة تسير علي أرضها »هدية» من الملك فاروق إلي عبدالعزيز، نسوا التكيات »اللي اختشوا ماتوا»، »مصر لا تباع ولا تشتري» مصر لأهلها، ثم رفض الرياض لمشروع إنشاء قوة عربية موحدة للأمن العربي، وتريد الآن طرح بديل لهذه القوة، في إطار إسلامي »وهابي إرهابي»!.. يعرف الجميع انه من المستحيل تحقيقه.