جلست مع مخرج الروائع حسن الإمام.. نفكر في ترشيحات الممثلين لفيلم »الحب المحرم» والذي تنتجه وتقوم ببطولته الفنانة الكبيرة مديحة يسري واتفقنا أن أصلح من يقوم بدور بنت مديحة يسري هي الفنانة مرفت أمين التي بدأت تخطو أولي خطواتها في عالم السينما وجاء التفكير فيمن يقوم بدور خطيبها الذي يقع في غرام والدتها.. ورشح حسن الإمام شكري سرحان.. ورغم صداقتي به فقد اعترضت لأن الدور لا يناسب سنه.. ورشحت لهم ممثلا ناشئا اسمه محمود ياسين وقد سبق أن رأيته في أدوار صغيرة في المسرح والسينما.. وتنبأت له بمستقبل واعد.. ولكن ترشيحي قوبل بالرفض الشديد فهو لا يمكن أن يغامر بوجه جديد لبطولة الفيلم.. وفاز شكري سرحان بالدور.. ولم تمض شهور قليلة.. حتي بزغ محمود يس كنجم يتسابق المنتجون للتعاقد معه.. فلقد أصبح نجم السينما العربية وكان من المتسابقين للتعاقد معه هو مخرج الروائع .. وعندما تقترب من محمود ياسين تلمس نقاءه وصدقه.. مجاملا إلي أقصي درجة.. لم تغيره الشهرة ولا النجومية.. إنه نموذج للفنان الذي نحت في الصخر لكي يصل إلي النجومية.. صادقا في كل الشخصيات التي يؤديها.. لقد أبكي كل العاملين الذين يقفون وراء الكاميرا ليشاهدوه مع نجلاء في نهاية فيلم » الوفاء العظيم».. في المشهد الذي تكتشف فيه أنه فقد ساقه في الحرب.. لقد رأيت الدموع في عينيه أثناء تكريمه في مهرجان الأسكندرية السينمائي.. وهو يري استقبال عشاقه.. وهم يشكرونه علي كل ما قدمه من فن طوال مسيرته في أفلام هادفة.. يغرس فيها القيم والمبادئ.. وأحس أنه أدي رسالته.. وللذكريات بقية.