أكد د. عصام خليفة رئيس الهيئة العامة لمشروعات الصرف في حواري معه مع »الأخبار» : حيث قال : غرق الاسكندرية والبحيرة لن يتكرر هذا الشتاء، مشيرا الي انه ضد تغطية المصارف تماما بهدف الاستفادة من عاملي الشمس والهواء في تنقية المياه.. وأضاف ان المواطنين في مصر يتعاملون مع المجاري المائية علي انها مقلب قمامة فكل مواطن عنده مخلفات زبالة أو اتربة يقوم بالقائها بالمصارف الزراعية، مما يؤدي الي حدوث مشكلة كبيرة وتكون المخاطر كبيرة ويؤدي ذلك الي ارتفاع منسوب المياه في المصاريف، وفي جميع دول العالم وخاصة الدول الاوروبية يتعامل المواطنون مع المجاري المائية سواء كانت ترعًا أو مصارف علي انها حدائق ومتنزهات، وتقوم باستخدام التكنولوجيا الحديثة في تحديد نوعية المياه ومتابعة مناسيب المياه في المصاريف بطرق اتوماتيكية وبصفة دورية، وجار العمل في قياس تلوث مياه المصارف عن بعد عن طريق بالموبايل.. وقال ان الهيئة بدأت في اتخاذ إجراءات تنفيذ شبكة صرف زراعي لمشروع ال 1.5 مليون فدان، وهناك عدة جهات ستقوم بعمل الدراسات البحثية لمشروع شبكة الصرف الزراعي ل »ال 1.5 مليون».. والي نص الحوار.. كيف تم الاستعداد لمواجهة أمطار الاسكندرية والبحيرة حتي لا تتكرر أزمة غرق العام الماضي ؟ - نحن علي كامل الاستعداد لاحتواء أية كمية مياه امطار متوقعة بمناطق غرب الدلتا،وتم وضع اربع خطط وسيناريوهات لمواجهة مخاطر الأمطار المتوقعة علي منطقة غرب الدلتا بمحافظتي الاسكندرية والبحيرة لضمان عدم تكرار أزمة غرق الأراضي الزراعية والمنشآت المدنية التي حدثت العام الماضي، واعلنا حالة الطوارئ القصوي وتخفيض مناسيب مياه المصارف والترع علي مستوي محافظات الدلتا لاستقبال اي كميات متوقعه من مياه الأمطار والانتهاء من اتخاذ إجراءات احترازية شملت تطهير وتعميق وازالة التعديات علي جميع المصارف واحلال وتجديد محطات رفع المياه بتكلفة تصل الي 700 مليون جنيه تم تمويلها من صندوق تحيا مصر لحماية المحافظتين من التغيرات المناخية، حيث تم تخفيض منسوب بحيرة مريوط لأكثر من 65 سم بالاضافة الي تقسيم منطقة غرب الدلتا الي 30 منطقة تم توزيع جميع المهندسين والمعدات الثقيلة عليها وربطها بغرفة عمليات مركزية للتحرك السريع بالمناطق الساخنة والتواجد بها في اقل من نصف ساعة. سيناريو بديل وما السيناريوهات البديلة لعدم تكرار الأزمة ؟ - تم تحديد جميع النقاط الحرجة واعتماد أربعة سيناريوهات بديلة في حالة زيادة كمية الأمطار الساقطة عن المتوقع لاحتواء اي مخاطر محتملة لغرق الاراضي والمساكن والمواطنين بالقري والمدن المحيطة بمنطقة غرب الدلتا ،ومصرف تعمير الصحاري جاهز لاستيعاب مليون متر مكعب يوميا من مياه الصرف الزراعي الخالي من الملوثات الصناعية تمهيدا لإعادة استخدامها من خلال خلطها بمياه الري لحل مشاكل اختناقات الري في المناطق المجاورة ومصرف الصحاري يخدم مساحة 100 ألف فدان بالمحافظات وتم الانتهاء من تطهير وتسليك سحارة مصرف تعمير الصحاري ( 1 ) الواقعه علي المصرف وذلك من اجل استيعاب التصرفات الزائدة عن القطاع التصميمي للمصرف.. هل تم تأهيل المصارف لاستيعاب مياه الصرف الزراعي ؟ - الخطة التي تم اعتمادها لمنع تكرار ازمة السيول التي تعرضت لها المحافظتان تضمنت حلولا عاجلة واخري يتم تنفيذها حيث تم البدء في تأهيل المصارف لأستيعاب مياه الصرف الزراعي والصحي سواء بتعميقها او بتعليه جسور بعضها وفقاً للمناسيب الهندسية الملائمة بالأضافه الي إزاله العديد من التعديات علي هذه الجسور والتي تسببت في غرق لبعض الاراضي الزراعيه لارتفاع منسوب المياه بالمصارف، كما تم فتح مغذيات من صرف العموم حتي يتم التوازن المائي داخل بحيرة مريوط البالغ مساحتها 22 الف فدان لضمان سريان الماء بمناسيب متوازنة وتجديد المياه التي تستفيد منها وزارة الزراعة في المزارع السمكية.فضلا عن رفع كفاءة محطات الرفع وشبكات المصارف والري بمحافظة الإسكندرية وزيادة عدد وحدات الرفع بمحطة أبيس والقلعة. مصادر التلوث ماذا عن مصادر تلوث المياه والاجراءات الضرورية للوقاية من التلوث؟ - الثلوث 4 أنواع (صرف زراعي وصحي وصناعي والمخلفات الصلبة) وجزء كبير من هذه الملوثات تلقي في المصارف الزراعية وهناك كمية من الصرف الزراعي تعود للمصارف بعد عمليات الري وهي مياه لا يوجد بها ملوثات نوعا ما، ولكن نسبة الملوحة أعلي قليلا من مياه الري نتيجة غسل التربة وهي مياه جيدة لاعادة الاستحدام سواء مباشر أو بعد خلطها بنسبة مختلفة طبقا لحالتها.. أما بالنسبة للصرف الصحي غير المعالج يتم صبها في المصارف للتخلص منها وهي نوعية رديئة جدا وتحد من اعادة استخدام المياه، والدولة تبذل مجهودات كبيرة لتوفيرخدمة الصرف الصحي للمواطنين.. وبالنسبة للصرف الصناعي فهو من أسوأ الملوثات لإن المصانع تقوم بالقاء المياه بالمصارف الزراعية دون معالجتها وتكون سامة وأيضا معالجة الصرف الصناعي اصعب وأكثر تكلفة، أما المخلفات الصلبة والتي تنتج عن مخلفات المنازل أو أي روث الحيوانات أو أي مخلفات فهذه تعوق سريان الميا وتزيد من تلوثها. ما الاجراءات لمواجهة الثلوث في المصارف الزراعية ؟ - كثافة التلوث في المصارف والترع وأي خلل في المصارف يؤدي إلي الغرق والعطش في نفس الوقت،فمشاكل الصرف الصحي الزراعي من أخطر المشكلات الزراعية التي تبحث عن حل سواء كان الصرف المكشوف أو المغطي الذي تمتد شبكاته لخدمة نحو 8.3 ملايين فدان بكامل الزمام المزروع علي مستوي الجمهورية.. وتبلغ أطوال المصارف المكشوفة 21 الف كيلو متر، وللحفاظ علي هذة المصارف من التلوث يتم عمل صيانه دورية للمصارف الزراعية المكشوفة باجمالي تكلفة 180 مليون جنيه في العام.. كما تم انشاء شبكات صرف مغطي لزمام 6 ملايين فدان من اجمالي 6.4 مليون فدان مستهدف بتكلفة 4.1 مليار جنيه بمتوسط 20 الف فدان في السنة، وتم احلال شبكات صرف مغطي لزمام 1.9 مليون فدان بتكلفة 2.6 مليار جنية بمتوسط 100 الف فدان في السنة. نوعية المياه سيتم استخدام التكنولوجيا الحديثة في تحديد نوعية المياه ومتابعة مناسيب المياه.. كيف يتم ذلك ؟ - نقوم باستخدام التكنولوجيا الحديثة في تحديد نوعية المياه ومتابعة مناسيب المياه في المصارف بطرق اتوماتيكية وبصفة دورية، وجار العمل في قياس تلوث مياه المصارف عن بعد عن طريق بالموبايل، وسنبدأ بمناطق استرشادية نظر الارتفاع سعر الاجهزة المستخدمة في هذة التكنولوجيا، كما سيتم استخدام الأقمار الصناعية في العديد من مشروعات الصرف مثل نوع المحاصيل، والانتاجية، ونوعية المياه بالمصارف. هل سيتم تنفيذ شبكة الصرف الزراعي ل »ال1.5 مليون فدان» ؟ - الهيئة بدأت في اتخاذ إجراءات لتنفيذ شبكة صرف زراعي لمشروع ال1.5 مليون فدان،وهناك عدة جهات ستقوم بعمل الدراسات البحثية لمشروع شبكة الصرف الزراعي ل» ال1.5 مليون »، منها معاهد »بحوث الصرف، صيانة القنوات المائية، بالإضافة إلي معهد الهيدروليكا»، وهي المكاتب التابعة للهيئة، بالإضافة إلي مركز بحوث المياه التابع للوزارة. وماذا عن اعادة استخدام مياه الصرف الزراعي مرة اخري ؟ - مصر دخلت مرحلة الشح المائي بسبب الزيادة السكانية، ونسبة العجز المائي في ازدياد، وتبلغ حاليًا نحو 24 مليار متر مكعب.. ويتم تعويض العجز المائي من خلال عدة وسائل من بينها إعادة استخدام مياه الصرف الزراعي الخالي من الملوثات، والمياه الجوفية، علاوة علي استخدام جزء من مياه الأمطار والسيول، حيث يتم سد العجز بين الموارد المتاحة والاستهلاك من خلال اعادة استخدام 18 مليار متر مكعب من مياه الصرف الزراعي،ونسعي خلال الفترة المقبلة إلي زيادة إعادة استخدام المياه في مصر عن طريق معالجتها وتدويرها. المجاري المائية ما الصعوبات التي تواجهكم في الحفاظ علي المجاري المائية داخل الكتل السكنية؟ - صعوبات عديدة تواجة الوزارة حاليا بشأن المجاري المائية سواء كانت ترعا ومصارف والتي تمر داخل الكتل السكنية، وتلك المجاري تتعرض للتعدي نتيجة الزحف العمراني ، بالقاء كل أنواع المخلفات سواء القمامة أو الصرف الصحي، وهذا الأمر يحمل أجهزة الوزارة عبئًا مضاعفًا للحفاظ علي المجاري المائية وعدم حدوث ازدحامات. والمواطنون يتعاملون مع المصارف بقسوة من خلال إلقاء القمامة بالمصارف رغم أهميتها كمتنفس لاستيعاب كل المياه الناتجة عن الأمطار والسيول والمخلفات وهو ما يستوجب رفع قدرتها علي استيعاب أكبر كمية من المياه. وماذا عن تغطية المصارف داخل الكتل السكنية؟ - انا ضد تغطية المصارف تماما والهيئة تقلل من تغطية المصارف قدر استطاعتها، بهدف الاستفادة من عاملي الشمس والهواء، في تنقية المياه، وعدم تغير لونها، حال التغطية الكثيرة.. والمواطنون في مصر يتعاملون مع المجاري المائية انها مقلب قمامة فكل مواطن عنده مخلفات زبالة أو اتربة يقوم بإلقائها بالمصارف الزراعية، مما يؤدي الي حدوث مشكلة كبيرة وتكون المخاطر كبيرة ويؤدي ذلك الي ارتفاع منسوب المياه في المصارف،كما ان القمامة تعوق سريان المياه مما يعرض القري المجاورة للغرق، لذلك أطالب جموع المواطنين بالحفاظ علي المجاري المائية.. كما أطالب الجهات الرقابية والمحافظين بتوعية المواطن وتوصيل رساله له بأهمية الحفاظ عليها، وان الخطر كبير في حال استمرار القاء المخلفات في المجاري المائية مع تغليظ العقوبة في القانون الجديد.. وفي جميع دول العالم وخاصة الدول الاوروبية يتعامل المواطنون مع المجاري المائية سواء كانت ترعًا او مصارف علي انها حدائق ومنتزهات.. طلبات التغطية ما هو الحل خاصة ان طلبات التغطية التي تصل الي الوزارة كثيرة؟ - يصل الي الهئية طلبات كثيرة لتغطية المصارف والترع داخل الكتل السكنية وهذ ليس حلا للمشكلة، لان هذا الامر يتسبب في تصدير قنبلة موقوته للوزارة حيث ان تنفيذ تلك التغطيات يحمل موازنة الوزارة أموالا كثيرة، فضلا عن قيام المواطنين بالقاء المخلفات أمام تلك التغطيات، بل وأكثر من ذلك التعدي علي التغطيات ذاتها بتوصيل الصرف الصحي مباشرة.. وهذا الامر يتسبب بصفة مستمرة في انسداد تلك التغطيات وتعرض القري والاراضي الزراعية في الأحباس قبل التغطيات الي مخاطر الصرف وارتفاع نسبة المياه بالمصارف، ويؤدي ذلك الي انخفاض كفاءة المصارف المكشوفة والمغطاة، فضلا غن ان التغطيات تسبب تكاثر البكتيريا اللاهوائية نظرا لمرور المياه داخل التغطيات دون التعرض لاشغة الشمس وعلي العكس تماما، حيث ان مرور المياه في القنوات يساعد علي تحسين نوعية المياه، بل وأكثر من ذلك فإن المساحات أعلي تلك التغطيات تصبح مطمعا للمواطنين مما يعوق أعمال الصيانة والحفاظ علي التغطية.. والحل الجذري لهذه المشكلة هو توفير خدمة الصرف الصحي للقري والتخلص الأمن من المخلفات الصلبة.. وماذا عن التعديات وماهي هي الصعوبات التي تواجهكم ؟ - تم ازالة 14 الف حالة تعد من اجمالي 20 الف حالة تعد علي مختلف المصارف الزراعية بأنحاء الجمهورية وذلك من بدء حملة انقاذ النيل عام 2015 ، لضمان جاهزية المصارف لاستقبال الأمطار والسيول المتوقعة خلال الشتاء، ويتم التنسيق مع الأجهزة الأمنية لإزالة باقي التعديات، كما نعمل علي تحسين شبكات المصارف، ورفع كفاءتها، وصيانة محطات المياه والرفع، وذلك لتلافي تكرار حدوث الأزمات جراء سقوط الأمطار الغزيرة. مصانع البلاستيك وماذا عن تطوير مصانع البلاستيك التابعة للهئية؟ - مصانع هيئة الصرف المغطي السبعة منتظمة في إنتاج المواسير البلاستيك التي تستخدم في تنفيذ مشروعات الصرف المغطي، وهذه المصانع في تطوير مستمر، والهيئة سايرت التكنولوجيا الحديثة في تنفيذ مشروعات الصرف المغطي، حيث بدأ إستخدام المواسير البلاستيك المثقبة قطر 80 مم منذ نهاية السبعينيات بدلا من المواسير الاسمنتية لتغطية احتياجات تنفيذ مناطق الصرف المغطي، وتقوم مصانع الهيئة بإنتاج مواسير الحقليات قطر80 مم وكذلك المجمعات بأقطار مختلفة، وتنفيذ شبكة الصرف المغطي يساهم في تحسين التربة والحفاظ علي خصوبتها ومنع حدوث تدهور في خواصها وزيادة إنتاجيتها وبالتالي زيادة الإنتاجية الزراعية بنسبة تتراوح مابين 17-25 %. مما سيكون له أثر ايجابي علي المزارعين بوجه خاص وعلي الاقتصاد القومي بوجه عام.