عباس شراقي: فيضانات السودان غير المعتادة بسبب تعطل توربينات سد النهضة    البداية الرقمية للنقل الذكي في مصر.. تراخيص إنترنت الأشياء للمركبات تدخل حيز التنفيذ    وزير الإسكان: بدء تصنيف حالات الإيجار القديم وفق شرائح الدخل    لماذا كل هذه العداء السيساوي لغزة.. الأمن يحاصر مقر أسطول الصمود المصري واعتقال 3 نشطاء    مقتل شخص وإصابة 15 في هجوم روسي على مدينة دنيبرو الأوكرانية    تشكيل منتخب مصر أمام نيوزيلندا في كأس العالم للشباب    سلوت عن جلوس صلاح على مقاعد البدلاء أمام جالاتا سراي: رفاهية الخيارات المتعددة    خطة إطاحة تتبلور.. مانشستر يونايتد يدرس رحيل أموريم وعودة كاريك مؤقتا    مصرع 7 عناصر إجرامية وضبط كميات ضخمة من المخدرات والأسلحة في مداهمة بؤرة خطرة بالبحيرة    الأرصاد: الخريف بدأ بطقس متقلب.. واستعدادات لموسم السيول والأمطار    مفتي الجمهورية يبحث مع وفد منظمة شنغهاي آليات التعاون ضد التطرف والإسلاموفوبيا    مواقيت الصلاة فى أسيوط غدا الأربعاء 1102025    ماجد الكدوانى ومحمد على رزق أول حضور العرض الخاص لفيلم "وفيها ايه يعنى".. صور    أمين الفتوى: احترام كبار السن أصل من أصول العقيدة وواجب شرعي    ولي العهد يتسلم أوراق اعتماد سفراء عدد من الدول الشقيقة والصديقة المعينين لدى المملكة    محافظ القاهرة يناقش ملف تطوير القاهرة التراثية مع مستشار رئيس الجمهورية    من القلب للقلب.. برج القاهرة يتزين ب لوجو واسم مستشفى الناس احتفالًا ب«يوم القلب العالمي»    بعد رصد 4 حالات فى مدرسة دولية.. تعرف علي أسباب نقل عدوى HFMD وطرق الوقاية منها    جارناتشو يقود هجوم تشيلسى ضد بنفيكا فى ليلة مئوية البلوز    البورصة المصرية.. أسهم التعليم والخدمات تحقق أعلى المكاسب بينما العقارات تواجه تراجعات ملحوظة    هل يجوز للمرأة اتباع الجنازة حتى المقابر؟ أمين الفتوى يجيب.. فيديو    "أنا حاربت إسرائيل".. الموسم الثالث على شاشة "الوثائقية"    أحمد موسى: حماس أمام قرار وطنى حاسم بشأن خطة ترامب    محافظ قنا يسلم عقود تعيين 733 معلمًا مساعدًا ضمن مسابقة 30 ألف معلم    داعية: تربية البنات طريق إلى الجنة ووقاية من النار(فيديو)    نقيب المحامين يتلقى دعوة للمشاركة بالجلسة العامة لمجلس النواب لمناقشة مشروع قانون "الإجراءات الجنائية"    بلاغ ضد فنانة شهيرة لجمعها تبرعات للراحل إبراهيم شيكا خارج الإطار القانوني    "الرعاية الصحية" تطلق 6 جلسات علمية لمناقشة مستقبل الرعاية القلبية والتحول الرقمي    البنك الزراعي المصري يحتفل بالحصول على شهادة الأيزو ISO-9001    محمود فؤاد صدقي يترك إدارة مسرح نهاد صليحة ويتجه للفن بسبب ظرف صحي    مصر تستضيف معسكر الاتحاد الدولي لكرة السلة للشباب بالتعاون مع الNBA    بدر محمد: تجربة فيلم "ضي" علمتنى أن النجاح يحتاج إلى وقت وجهد    «العمل» تجري اختبارات جديدة للمرشحين لوظائف بالأردن بمصنع طوب    بعد 5 أيام من الواقعة.. انتشال جثمان جديد من أسفل أنقاض مصنع المحلة    المبعوث الصينى بالأمم المتحدة يدعو لتسريع الجهود الرامية لحل القضية الفلسطينية    اليوم.. البابا تواضروس يبدأ زيارته الرعوية لمحافظة أسيوط    حسام هيبة: مصر تفتح ذراعيها للمستثمرين من جميع أنحاء العالم    موعد إجازة 6 أكتوبر 2025 رسميًا.. قرار من مجلس الوزراء    الأمم المتحدة: لم نشارك في وضع خطة ترامب بشأن غزة    انتشال جثمان ضحية جديدة من أسفل أنقاض مصنع البشبيشي بالمحلة    وفاة غامضة لسفير جنوب أفريقيا في فرنسا.. هل انتحر أم اغتاله الموساد؟    برج القاهرة يتزين ب لوجو واسم مستشفى الناس احتفالًا ب«يوم القلب العالمي»    لطلاب الإعدادية والثانوية.. «التعليم» تعلن شروط وطريقة التقديم في مبادرة «أشبال مصر الرقمية» المجانية في البرمجة والذكاء الاصطناعي    تعليم مطروح تتفقد عدة مدارس لمتابعة انتظام الدراسة    التقديم مستمر حتى 27 أكتوبر.. وظائف قيادية شاغرة بمكتبة مصر العامة    كونتي: لن أقبل بشكوى ثانية من دي بروين    «مش عايش ومعندهوش تدخلات».. مدرب الزمالك السابق يفتح النار على فيريرا    «الداخلية»: تحرير 979 مخالفة لعدم ارتداء الخوذة ورفع 34 سيارة متروكة بالشوارع    احذر من توقيع العقود.. توقعات برج الثور في شهر أكتوبر 2025    عرض «حصاد» و «صائد الدبابات» بمركز الثقافة السينمائية في ذكرى نصر أكتوبر    بيدري يعلق على مدح سكولز له.. ومركزه بالكرة الذهبية    الملتقى الفقهي بالجامع الأزهر يحدد ضوابط التعامل مع وسائل التواصل ويحذر من انتحال الشخصية ومخاطر "الترند"    قافلة طبية وتنموية شاملة من جامعة قناة السويس إلى حي الجناين تحت مظلة "حياة كريمة"    انكماش نشاط قناة السويس بنحو 52% خلال العام المالي 2024-2025 متأثرا بالتوترات الجيوسياسيّة في المنطقة    ضبط 5 ملايين جنيه في قضايا اتجار بالنقد الأجنبي خلال 24 ساعة    التحقيق مع شخصين حاولا غسل 200 مليون جنيه حصيلة قرصنة القنوات الفضائية    السيسي يجدد التأكيد على ثوابت الموقف المصري تجاه الحرب في غزة    الأهلي يصرف مكافآت الفوز على الزمالك في القمة للاعبين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



موراكامي‮: ‬أُشبه النَّاس‮ ‬ الذين‮ ‬يقرأون كُتبي

هاروكي موراكامي،‮ ‬صاحب‮ "‬كافكا علي الشاطئ‮" ‬الاسم الذي ذاع صيته وسط القراء في السنوات الأخيرةِ،‮ ‬رغم أنّه مُتواجِدٌ‮ ‬علي الساحة منذ عقودٍ،‮ ‬ولكن الأمر‮ ‬يعود في أوله وآخره إلي الترجمة والجوائز التي‮ ‬يحصل عليها العمل الأدبي لا‮ ‬أمر آخر‮ .‬
هذا جُزءٌ‮ ‬مِن حوارٍ‮ ‬طويلٍ‮ ‬معه،‮ ‬قد أجراه جون راي لصالح مجلة باريس ريفيو‮.‬
‮ ‬للتوِّ‮ ‬قرأتُ‮ ‬لك المجموعة القصصية الجديدة‮ " ‬بعد الزلزال‮ " ‬ووجدتُ‮ ‬كم هي ممتعة،‮ ‬فأنت بتلقائيةٍ‮ ‬تامةٍ‮ ‬مزجتَ‮ ‬ما بين أسلوبك في القصص الواقعية كما في رواية‮ " ‬الغابة النرويجية‮" ‬مع أسلوبك الآخر الشائع في‮ "‬أرض العجائب المسلوقة‮"‬،‮ ‬و‮" ‬نهاية العالم‮ "‬و"رياح كورنيل الطائر‮ " ‬هل تري أنَّ‮ ‬هنالك اختلافًا رئيسًا وجوهريًّا فيما بين هذين الأسلوبين ؟
عندما أُفكِّر في أسلوبي،‮ ‬فهو قريبٌ‮ ‬جدًّا إلي أرض العجائب المسلوقة،‮ ‬وعن نفْسي لا أحبُّ‮ ‬الأسلوب الواقعي،‮ ‬وأُفضِّل الأسلوب السريالي عِوَضًا عنه‮.‬
ولكن في‮ " ‬الغابة النرويجية‮"‬،‮ ‬قرَّرتُ‮ ‬أن أكتب روايةً‮ ‬واقعيةً‮ ‬كاملةً‮ ‬وتامةً،‮ ‬فأنا أحتاج إلي خبرة كِتابة الروايات الواقعية‮.‬
‮ ‬هل تعتقد أنَّ‮ ‬هذا الكِتاب كان نوعًا مِن التمرين للأسلوب الواقعي،‮ ‬أو هل كان لديك قصةٌ‮ ‬مُحدَّدةٍ‮ ‬في ذهنك لم تجد لها أسلوبًا أفضل مِن الواقعي؟
كان‮ ‬يُمكن أن أكون كاتبًا نموذجيًّا،‮ ‬لو ظلَّلتْ‮ ‬أكتب رواياتٍ‮ ‬سرياليةً‮.‬
ولكنَّني أردتُ‮ ‬أن أتجاوز هذا الحاجز،‮ ‬وأن أقتحم الاتجاه السائد وأُثبت أنني أستطيع أن أكتب كُتبًا واقعيةً،‮ ‬ولهذا السبب كتبتُ‮ ‬رواية الغابة النرويجية‮. ‬ولقد كانت الأكثر مبيعًا في اليابان،‮ ‬وتوقَّعتُ‮ ‬لها هذه النتيجة‮.‬
‮ ‬و بالتالي،‮ ‬كان ذلك اختيارًا استراتيجيًّا‮.‬
هذا صحيحٌ‮. ‬فرواية‮ "‬الغابة النرويجية‮" ‬سهلةٌ‮ ‬جدًّا في القراءة والفهم‮. ‬والعديد مِن الناس أَحبُّوها،‮ ‬واعتقدوا أنهم رُبَّما سيجدون المتعة في أعمالي الأُخري،‮ ‬لذلك،‮ ‬هذا قد ساعد كثيرًا‮.‬
‮ ‬قُرَّاء اليابانيون،‮ ‬مثل القُرَّاء الأمريكيين؟ أي أنهم‮ ‬يريدون قصةً‮ ‬سلسةً‮ ‬وسهلةً‮.‬
الكِتاب الأخير لي‮ " ‬كافكا علي الشاطئ‮"‬،‮ ‬بِيع منه ثلاثمائة ألف مجموعةٍ،‮ ‬فكما تعرف،‮ ‬فهو هنا علي جزأين‮.‬
اندهشتُ؛ لأنها بيعتْ‮ ‬بهذا الكم،‮ ‬فلم‮ ‬يكُ‮ ‬هذا طبيعيًّا‮. ‬فالقصة مُعقَّدةٌ‮ ‬وصعبةٌ‮ ‬جدًّا‮. ‬ولكن أسلوبي وحديثي والنثر فيها،‮ ‬كان سهلاً‮ ‬لأن تُقرأ‮.‬
فلقد كانت تحتوي علي حس الدُّعابة والدرامية والإثارة التي تُرغم القارئ علي أن‮ ‬يكمل القراءة ويقلب الصفحة،‮ ‬وهذا النوع مِن الاتزان السحري أظهر هذين العاملين‮. ‬ورُبَّما كان هذا سببًا آخر للنجاح،‮ ‬ولكنه‮ ‬يظلُّ‮ ‬غير معقولٍ؛ فأنا أكتبُ‮ ‬روايةً‮ ‬كُلَّ‮ ‬ثلاث أو أربع سنواتٍ،‮ ‬والجمهور‮ ‬ينتظرها‮.‬
مَرَّةً‮ ‬أجريتُ‮ ‬مع جون إيرفينج حوارًا صحفيًّا،‮ ‬وأخبرني أنَّ‮ ‬قراءة كتابٍ‮ ‬جيدٍ‮ ‬مثل التعاطي،‮ ‬مجرد أن‮ ‬يُصبح القارئ مدمنًا،‮ ‬سيبقي دائمًا‮ ‬ينتظر‮.‬
‮ ‬أنتَ‮ ‬تُريد أن تُحوِّل قُرَّاءَك إلي مدمنين؟
هذا ما قاله جون إيرفينج‮.‬
‮ ‬هل هذان العاملان‮ - ‬المباشرة،‮ ‬و السهولة في تتبُّع الصوت السردي والتي تقترن‮ ‬غالبًا‮ - ‬بحبكةٍ‮ ‬مُحيِّرةٍ‮- ‬هما خياران واعيان؟
لا،‮ ‬ليس كذلك‮. ‬عندما بدأتُ‮ ‬الكِتابة لم‮ ‬يكنْ‮ ‬لديَّ‮ ‬أيُّ‮ ‬خطةٍ‮ ‬علي الإطلاق‮. ‬فقط أنتظر إلي أن تأتي القصة،‮ ‬ولا أختار أيَّ‮ ‬نوعٍ‮ ‬مِن القصص،‮ ‬فقط أنتظر‮.‬
‮"‬الغابة النرويجية‮" ‬مثلًا كانتْ‮ ‬أمرًا آخر؛ لأنني قرَّرتُ‮ ‬أن أكتب بالأسلوب الواقعي،‮ ‬ولكنني في الأساس،‮ ‬وفي الأصل،‮ ‬لا أملك القدرة علي الاختيار‮.‬
‮ ‬ولكن هل تختار هذا الصوت السردي الذي‮ ‬يتَّسم بالجمود في حين‮ ‬يجعل مِن السهل علي القارئ متابعته؟
أجمع بعض الصور،‮ ‬أربطها ببعضها،‮ ‬وهذا هو الخط الذي أسير عليه داخل القصة‮.‬
بعد ذلك أشرح هذا الخط للقارئ،‮ ‬فلا بُدَّ‮ ‬أن تكون رحيمًا به عندما تشرح شيئًا ما،‮ ‬كلمات سلسلة،‮ ‬واستعارات،‮ ‬ورموز معانٍ‮ ‬جيدةٍ،‮ ‬هذا ما أفعله،‮ ‬أشرح في وضوحٍ‮ ‬وحرصٍ‮.‬
‮ ‬وهل‮ ‬يأتي ذلك طبيعيًّا؟
لستُ‮ ‬ذكيًّا ولا متعجرفًا‮. ‬أنا فقط أشبه الناس الذين‮ ‬يقرأون كُتبي‮.‬
كان لديَّ‮ ‬نادي جاز،‮ ‬وكُنتُ‮ ‬أصنع فيه الكوكتيلات والساندوتشات،‮ ‬لم أُردْ‮ ‬أن أصبح كاتبًا،‮ ‬ولكن هذا ما حدث‮.‬
وذلك نوعٌ‮ ‬مِن الهدايا السماوية،‮ ‬كما تعرف‮. ‬لذلك أعتقد أنّه لا بُدَّ‮ ‬أن أكون متواضعًا‮.‬
‮ ‬في أيِّ‮ ‬سنٍّ‮ ‬أصبحتَ‮ ‬كاتبًا ؟ وهل كانت مفاجأةً‮ ‬بالنسبة لك؟
‮ ‬عندما كُنتُ‮ ‬في التاسعة والعشرين‮. ‬نعم بالطبع كانت مفاجأةً،‮ ‬ولكنني اعتدتُ‮ ‬عليها فورًا‮ .‬
‮ ‬فورًا‮! ‬أشعرتَ‮ ‬بالراحة منذ أول‮ ‬يومٍ؟
‮ ‬لقد بدأتُ‮ ‬الكِتابة علي طاولة المطبخ في منتصف الليل‮. ‬وأخذتُ‮ ‬حوالي عشرة أشهر لأنتهي مِن الكِتاب الأوَّل؛ أرسلْتُهُ‮ ‬للناشر وحصلتُ‮ ‬علي الثمن،‮ ‬وكان كُلُّ‮ ‬شيءٍ‮ ‬كالحلم،‮ ‬كُنتُ‮ ‬مندهشًا مِن أنَّ‮ ‬هذا‮ ‬يحدث‮.‬
ولكن بعدها بفترةٍ،‮ ‬فكَّرتُ،‮ ‬نعم،‮ ‬هذا‮ ‬يحدث وأنت الآن كاتبٌ‮ ‬ولمَ‮ ‬لا ؟ فهذا في منتهي السهولة‮.‬
‮ ‬وما الذي شعرتْ‮ ‬به زوجتك نتيجةً‮ ‬لقرار الكِتابة؟
لم تقلْ‮ ‬شيئًا علي الإطلاق‮. ‬وعندما قلتُ‮ ‬لها‮: ‬أنا كاتبٌ،‮ ‬اندهشتْ‮ ‬وارتبكتْ‮ ‬بعض الشيء‮. ‬
‮ ‬ولماذا ارتبكتْ؟ هل كانت تعتقد أنك ستفشل؟
لكي تصبح كاتبًا،‮ ‬هذا‮ ‬يعني نوعًا مِن البهرجة الخاطفة للأنظار‮.‬
‮ ‬مَن هم قدوتك؟ ومَن مِن الكُتَّاب اليابانيين الذين أثَّروا فيك؟
‮ ‬عندما كُنتُ‮ ‬صغيرًا،‮ ‬وحتَّي مرحلة المراهقة،‮ ‬لم أقرأْ‮ ‬للعديدِ‮ ‬مِن الكُتَّاب اليابانيين‮.‬
فلقد كُنتُ‮ ‬أُريد الهروب مِن هذه الثقافة؛ لأنني شعرتُ‮ ‬بأنها مملةٌ‮ ‬ولزجةٌ،‮ ‬شديدة اللزوجة‮.‬
‮‬ ألم‮ ‬يكنْ‮ ‬والدك مُدرِّسًا للأدب الياباني؟
هذا صحيحٌ،‮ ‬ولكنها العلاقة ما بين الأب والابن‮!‬
أنا ذهبتُ‮ ‬ناحية الثقافة الغربية حيث‮: ‬موسيقي الجاز،‮ ‬دوستويفسكي،‮ ‬كافكا،‮ ‬ورايموند تشاندلر،‮ ‬وهذا كان هذا عالمي الخاص،‮ ‬عالمي الخيالي‮.‬
كُنتُ‮ ‬أستطيع الذهاب لشارع بطرسبرج،‮ ‬أو إلي‮ ‬غرب هوليوود،‮ ‬إذا أردتَ‮.‬
وهذه هي قوة الرواية؛ أنّك تستطيع الذهاب إلي أيِّ‮ ‬مكانٍ‮. ‬الآن مِن السهل أن تذهب إلي الولايات،‮ ‬كُلُّ‮ ‬فردٍ‮ ‬يستطيع الذهاب إلي أيِّ‮ ‬مكانٍ‮ ‬في العالم،‮ ‬ولكن في الستينيات كان هذا تقريبًا صعبًا‮.‬
لذلك كُنتُ‮ ‬أقرأ وأستمع إلي الموسيقي،‮ ‬فأذهب إلي هنالك،‮ ‬فلقد كان هذا نوع مِن المزاج أو الحالة الذهنية الشبيه بالحلم‮.‬
‮ ‬وهذا قد قادك في مرحلةٍ‮ ‬ما إلي الكِتابة؟
بالطبع‮. ‬عندما كُنتُ‮ ‬في التاسعة والعشرين مِن العمر،‮ ‬بدأتُ‮ ‬في كتابة روايةٍ‮ ‬فجأةً‮ ‬ودون مقدماتٍ‮.‬
كُنتُ‮ ‬أُريد أن أكتب شيئًا،‮ ‬ولكنني لم أعرف كيف؟
لم أكنْ‮ ‬أعرف الكِتابة باليابانية،‮ ‬تقريبًا لم أقرأْ‮ ‬أيًّا مِن أعمال الكُتَّاب اليابانيين،‮ ‬ولذلك استعرتُ‮ ‬أسلوب البناء،‮ ‬كل شيءٍ‮ ‬مِن الكُتب التي قرأتُها،‮ ‬حيث الكُتب الأمريكية،‮ ‬أو كُتب الغرب‮.‬
ولهذا،‮ ‬صنعتُ‮ ‬أسلوبًا لنفْسي،‮ ‬وكانت هذه هي البداية‮.‬
‮ ‬نُشِرَ‮ ‬لك أوَّل كِتابٍ،‮ ‬فُزتَ‮ ‬بجائزةٍ،‮ ‬وكنتَ‮ ‬تقريبًا تمضي في طريقك،‮ ‬فهل بدأتَ‮ ‬في التلاقي مع كُتَّابٍ‮ ‬آخرين؟
لا‮. ‬علي الإطلاق‮.‬
‮ ‬لم‮ ‬يكن لديك في ذلك الحين أصدقاء كُتَّاب‮. ‬صحيحٌ؟
لا أحد‮.‬
‮ ‬وبعد ذلك،‮ ‬ألمْ‮ ‬تُقابل أيَّ‮ ‬أحدٍ‮ ‬أصبح صديقًا لك أو زميلًا؟
لا‮. ‬لم‮ ‬يحدث ذلك أبدًا‮.‬
‮‬ وإلي اليوم،‮ ‬ليس لديك أصدقاء مِن الكُتَّاب؟
لا‮. ‬لا أعتقد ذلك‮.‬
‮ ‬ولا‮ ‬يُوجد أيُّ‮ ‬أحدٍ‮ ‬تُريه عملك عندما تكونُ‮ ‬في خِضمِّهِ؟
أبدًا‮.‬
‮‬ في الوقت الحالي،‮ ‬هل هُنالك كُتَّابٌ‮ ‬باليابان قرأتَ‮ ‬كُتبهم واستمتعتَ‮ ‬بها؟‮ ‬
نعم‮. ‬نعم‮. ‬بعضهم مثل ريو موراكامي،‮ ‬بعض مَن كُتب بنانا‮ ‬يوشيموتو‮.‬
ولكن،‮ ‬لا أكتبُ‮ ‬آرائي أو المقالات النقدية،‮ ‬فلا أُريدُ‮ ‬أن أكون مُتورِّطًا في ذلك‮.‬
‮‬ ولماذا؟
أعتقد أن عملي‮ ‬يقوم علي مُلاحظة الناس والعالم،‮ ‬لا أن أُصدر أحكامًا عليهم‮.‬
ودائمًا أُحاول أن أُنحِّي نفْسي جانبًا بعيدًا عن الأحكام النهائية،‮ ‬فإني أُحبُّ‮ ‬أن أترك كلَّ‮ ‬الأشياء كما هي مفتوحةً‮ ‬لكل الاحتمالات الممكنة في العالم‮.‬
أُفضِّل الترجمة علي النقد؛ لأنك بالكاد تحتاج للحكم علي أيِّ‮ ‬شيءٍ‮ ‬عِندما تترجم،‮ ‬وإنما فقط أدع عملًا مفضَّلًا‮ ‬يتسرَّب سطرًا بعد سطرٍ‮ ‬مِن خلال عقلي وجسدي‮.‬
بكل تأكيدٍ‮ ‬نحن نحتاج إلي المقالات النقدية في هذا العالم،‮ ‬ولكن هذا ليس عملي‮.‬
‮ ‬كم عدد المسودات التي تكتبها بشكلٍ‮ ‬عامٍّ؟
أربعٌ‮ ‬أو خمسٌ‮. ‬حيث إنني أقضي ستة أشهر في كِتابة المسودة الأُولي،‮ ‬وبعد ذلك أقضي ما بين سبعة أو ثمانية أشهر في إعادة الكتابة‮.‬
‮ ‬و هذا سريعٌ‮ ‬إلي حدِّ‮ ‬ما؟
إنني أعمل بجدٍّ،‮ ‬أُركِّزُ‮ ‬في عملي‮. ‬لذلك،‮ ‬هذا سهلٌ؛ لأنني عند الكتابة لا أفعل أيَّ‮ ‬شيءٍ‮ ‬ما عداها‮.‬
‮‬ وماذا عن المسار اليومي لعملك؟
عندما أكون بصدد الكتابة لروايةٍ،‮ ‬أستيقظُ‮ ‬في الرابعة صباحًا،‮ ‬أعمل لخمس أو ست ساعاتٍ‮.‬
في فترة الظهيرة،‮ ‬أجري عشر كيلومترات،‮ ‬أو أسبح لمسافة مائة وخمسة عشر مترًا،‮ ‬أو أفعلهما معًا،‮ ‬وبعد ذلك أقرأ قليلًا،‮ ‬وأستمع إلي بعض المسيقي‮.‬
أذهب للنوم في التاسعة مساءً،‮ ‬وأظل علي هذا الروتين كل‮ ‬يومٍ‮ ‬دون أيِّ‮ ‬اختلافٍ‮ ‬أو تغييرٍ‮.‬
ويظلُّ‮ ‬هذا التكرار مِن أهم الأمور حيث إنَّهُ‮: ‬نوعٌ‮ ‬مِن التنويم المغناطيسي‮.‬
فإنني أُنوِّم نفْسي مغناطيسيًّا لأصل إلي أعمق نقطةٍ‮ ‬مِن الحالة الذهنية،‮ ‬ولكن أن تتمسك بهذا التكرار لفترةٍ‮ ‬طويلةٍ،‮ ‬ستة أشهر في السنة‮. ‬فهذا‮ ‬يتطلَّب قدرًا جيدًا مِن القوة العقلية والذهنية‮.‬
وعلي هذا المنوال،‮ ‬فكتابة روايةٍ‮ ‬طويلةٍ‮ ‬أشبه ما‮ ‬يكون بتدريبٍ‮ ‬علي بقاء الفرد علي قيد الحياة‮.‬
لذا فالقوة البدنية ضروريةٌ‮ ‬تمامًا مثل‮ ‬الحساسية الفنية‮.‬


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.