إعلام: عطل في اتصالات مروحية عسكرية يعطل هبوط الطائرات في واشنطن    عاصفة تهز سوق العملات الرقمية.. أكثر من 100 مليار دولار تتبخر في ساعات    كشف قدرات كتائب القسام، ضابط إسرائيلي يرد على تصريح نتنياهو عن "الصنادل والنعال"    أوكرانيا.. 15 صاروخا من طراز "كاليبر" تتجه صوب العاصمة كييف    نشرة أخبار ال«توك شو» من المصري اليوم.. مرتضى منصور يعلن توليه قضية الطفل أدهم.. عمرو أديب يستعرض مكالمة مزعجة على الهواء    الدفاعات الجوية الروسية تدمر 8 مسيرات أوكرانية فوق أجواء مقاطعة تفير    مصرع ميكانيكي سقط من الطابق الخامس هربًا من الديون بسوهاج    أسعار الحديد والأسمنت اليوم الأحد 25-5-2025.. كم بلغ سعر طن حديد عز؟    سعر سبيكة الذهب اليوم الأحد 25-5-2025 بعد الارتفاع الكبير.. «بكام سبائك ال5 جرام؟»    مي عبد الحميد: تنفيذ أكثر من 54 ألف وحدة إسكان أخضر.. ونستهدف خفض الطاقة والانبعاثات    نموذج امتحان الاستاتيكا الصف الثالث الثانوي الأزهري 2025 بنظام البوكليت    خبير اللوائح: أزمة القمة ستسمر في المحكمة الرياضية الدولية    القبض على 3 شباب ألقوا صديقهم في بيارة صرف صحي ب15 مايو    الكشف الطبي على 570 مواطنًا خلال اليوم الأول للقافلة الطبية    مستشفى دمياط التخصصي: حالة الطفلة ريتال في تحسن ملحوظ    نجاح أول جراحة «ليزاروف» في مستشفى اليوم الواحد برأس البر    نائب إندونيسي يشيد بالتقدم الروسي في محطات الطاقة النووية وتقنيات الطاقة المتجددة    قانون العمل الجديد من أجل الاستدامة| مؤتمر عمالي يرسم ملامح المستقبل بمصر.. اليوم    بعد فيديو اعتداء طفل المرور على زميله بالمقطم.. قرارات عاجلة للنيابة    الجيش الإيراني يؤكد التزامه بحماية وحدة أراضي البلاد وأمنها    رئيس الكونغو الديمقراطية السابق يواجه محاكمة    إلغوا مكالمات التسويق العقاري.. عمرو أديب لمسؤولي تنظيم الاتصالات:«انتو مش علشان تخدوا قرشين تنكدوا علينا» (فيديو)    ياسمين رضا تترك بصمتها في مهرجان كان بإطلالات عالمية.. صور    هل يجوز شراء الأضحية بالتقسيط.. دار الإفتاء توضح    هل يتنازل "مستقبل وطن" عن الأغلبية لصالح "الجبهة الوطنية" في البرلمان المقبل؟.. الخولي يجيب    قطع المياه عن هذه المناطق بالقاهرة لمدة 8 ساعات.. تعرف على التفاصيل    استشهاد 5 فلسطينيين فى غارة للاحتلال على دير البلح    "دفاع الشيوخ": قانون الانتخابات يرسخ مبادئ الجمهورية الجديدة بتمثيل كافة فئات المجتمع    المخرج الإيراني جعفر بناهي يحصد السعفة الذهبية.. القائمة الكاملة لجوائز مهرجان كان    «هذه فلسفة إطلالاتي».. ياسمين صبري تكشف سر أناقتها في مهرجان كان (فيديو)    قساوسة ويهود في منزل الشيخ محمد رفعت (3)    النائب حسام الخولي: تقسيم الدوائر الانتخابية تستهدف التمثيل العادل للسكان    "العربية للسياحة" تكشف تفاصيل اختيار العلمين الجديدة عاصمة المصايف العربية    "القومي للمرأة" يهنئ وزيرة البيئة لاختيارها أمينة تنفيذية لإتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر    زيلينسكي: المرحلة الثالثة من تبادل أسرى الحرب ستُنفذ الأحد    "إكس" تعود للعمل بعد انقطاعات في الخدمة امتدت لساعات    «أضرارها تفوق السجائر العادية».. وزارة الصحة تحذر من استخدام «الأيكوس»    «الداخلية» تكشف تفاصيل حادث انفجار المنيا: أنبوبة بوتاجاز السبب    رحلة "سفاح المعمورة".. 4 سنوات من جرائم قتل موكليه وزوجته حتى المحاكمة    بيسيرو: رحيلي عن الزمالك لم يكن لأسباب فنية    "بعد إعلان رحيله".. مودريتش يكشف موقفه من المشاركة في كأس العالم للأندية مع ريال مدريد    بعد غياب 8 مواسم.. موعد أول مباراة لمحمود تريزيجيه مع الأهلي    حلم السداسية مستمر.. باريس سان جيرمان بطل كأس فرنسا    ميلان يختتم موسمه بفوز ثمين على مونزا بثنائية نظيفة في الدوري الإيطالي    نائب رئيس الوزراء الأسبق: العدالة لا تعني استخدام «مسطرة واحدة» مع كل حالات الإيجار القديم    نسرين طافش بإطلالة صيفية وجوري بكر جريئة.. لقطات نجوم الفن خلال 24 ساعة    استقرار مادي وفرص للسفر.. حظ برج القوس اليوم 25 مايو    ناجي الشهابي: الانتخابات البرلمانية المقبلة عرس انتخابي ديمقراطي    وأنفقوا في سبيل الله.. معانٍ رائعة للآية الكريمة يوضحها أ.د. سلامة داود رئيس جامعة الأزهر    رمضان عبد المعز: التقوى هي سر السعادة.. وبالصبر والتقوى تُلين الحديد    «أحدهما مثل الصحف».. بيسيرو يكشف عن الفارق بين الأهلي والزمالك    ميدو: الزمالك يمر بمرحلة تاريخية.. وسنعيد هيكلة قطاع كرة القدم    موجة حر شديدة تضرب القاهرة الكبرى.. انفراجة مرتقبة منتصف الأسبوع    الصديق الخائن، أمن الأقصر يكشف تفاصيل مقتل سائق تريلا لسرقة 6000 جنيه    للحفاظ على كفاءته ومظهره العام.. خطوات بسيطة لتنظيف البوتجاز بأقل تكلفة    أسماء المقبولين في مسابقة 30 ألف معلم فصل المرحلة الثالثة.. جميع المحافظات    اغتنم فضلها العظيم.. أفضل الأدعية والأعمال في عشر ذي الحجة ويوم عرفة 2025    فتاوى الحج.. ما حكم استعمال المحرم للكريمات أثناء الإحرام؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



موراكامي‮: ‬أُشبه النَّاس‮ ‬ الذين‮ ‬يقرأون كُتبي

هاروكي موراكامي،‮ ‬صاحب‮ "‬كافكا علي الشاطئ‮" ‬الاسم الذي ذاع صيته وسط القراء في السنوات الأخيرةِ،‮ ‬رغم أنّه مُتواجِدٌ‮ ‬علي الساحة منذ عقودٍ،‮ ‬ولكن الأمر‮ ‬يعود في أوله وآخره إلي الترجمة والجوائز التي‮ ‬يحصل عليها العمل الأدبي لا‮ ‬أمر آخر‮ .‬
هذا جُزءٌ‮ ‬مِن حوارٍ‮ ‬طويلٍ‮ ‬معه،‮ ‬قد أجراه جون راي لصالح مجلة باريس ريفيو‮.‬
‮ ‬للتوِّ‮ ‬قرأتُ‮ ‬لك المجموعة القصصية الجديدة‮ " ‬بعد الزلزال‮ " ‬ووجدتُ‮ ‬كم هي ممتعة،‮ ‬فأنت بتلقائيةٍ‮ ‬تامةٍ‮ ‬مزجتَ‮ ‬ما بين أسلوبك في القصص الواقعية كما في رواية‮ " ‬الغابة النرويجية‮" ‬مع أسلوبك الآخر الشائع في‮ "‬أرض العجائب المسلوقة‮"‬،‮ ‬و‮" ‬نهاية العالم‮ "‬و"رياح كورنيل الطائر‮ " ‬هل تري أنَّ‮ ‬هنالك اختلافًا رئيسًا وجوهريًّا فيما بين هذين الأسلوبين ؟
عندما أُفكِّر في أسلوبي،‮ ‬فهو قريبٌ‮ ‬جدًّا إلي أرض العجائب المسلوقة،‮ ‬وعن نفْسي لا أحبُّ‮ ‬الأسلوب الواقعي،‮ ‬وأُفضِّل الأسلوب السريالي عِوَضًا عنه‮.‬
ولكن في‮ " ‬الغابة النرويجية‮"‬،‮ ‬قرَّرتُ‮ ‬أن أكتب روايةً‮ ‬واقعيةً‮ ‬كاملةً‮ ‬وتامةً،‮ ‬فأنا أحتاج إلي خبرة كِتابة الروايات الواقعية‮.‬
‮ ‬هل تعتقد أنَّ‮ ‬هذا الكِتاب كان نوعًا مِن التمرين للأسلوب الواقعي،‮ ‬أو هل كان لديك قصةٌ‮ ‬مُحدَّدةٍ‮ ‬في ذهنك لم تجد لها أسلوبًا أفضل مِن الواقعي؟
كان‮ ‬يُمكن أن أكون كاتبًا نموذجيًّا،‮ ‬لو ظلَّلتْ‮ ‬أكتب رواياتٍ‮ ‬سرياليةً‮.‬
ولكنَّني أردتُ‮ ‬أن أتجاوز هذا الحاجز،‮ ‬وأن أقتحم الاتجاه السائد وأُثبت أنني أستطيع أن أكتب كُتبًا واقعيةً،‮ ‬ولهذا السبب كتبتُ‮ ‬رواية الغابة النرويجية‮. ‬ولقد كانت الأكثر مبيعًا في اليابان،‮ ‬وتوقَّعتُ‮ ‬لها هذه النتيجة‮.‬
‮ ‬و بالتالي،‮ ‬كان ذلك اختيارًا استراتيجيًّا‮.‬
هذا صحيحٌ‮. ‬فرواية‮ "‬الغابة النرويجية‮" ‬سهلةٌ‮ ‬جدًّا في القراءة والفهم‮. ‬والعديد مِن الناس أَحبُّوها،‮ ‬واعتقدوا أنهم رُبَّما سيجدون المتعة في أعمالي الأُخري،‮ ‬لذلك،‮ ‬هذا قد ساعد كثيرًا‮.‬
‮ ‬قُرَّاء اليابانيون،‮ ‬مثل القُرَّاء الأمريكيين؟ أي أنهم‮ ‬يريدون قصةً‮ ‬سلسةً‮ ‬وسهلةً‮.‬
الكِتاب الأخير لي‮ " ‬كافكا علي الشاطئ‮"‬،‮ ‬بِيع منه ثلاثمائة ألف مجموعةٍ،‮ ‬فكما تعرف،‮ ‬فهو هنا علي جزأين‮.‬
اندهشتُ؛ لأنها بيعتْ‮ ‬بهذا الكم،‮ ‬فلم‮ ‬يكُ‮ ‬هذا طبيعيًّا‮. ‬فالقصة مُعقَّدةٌ‮ ‬وصعبةٌ‮ ‬جدًّا‮. ‬ولكن أسلوبي وحديثي والنثر فيها،‮ ‬كان سهلاً‮ ‬لأن تُقرأ‮.‬
فلقد كانت تحتوي علي حس الدُّعابة والدرامية والإثارة التي تُرغم القارئ علي أن‮ ‬يكمل القراءة ويقلب الصفحة،‮ ‬وهذا النوع مِن الاتزان السحري أظهر هذين العاملين‮. ‬ورُبَّما كان هذا سببًا آخر للنجاح،‮ ‬ولكنه‮ ‬يظلُّ‮ ‬غير معقولٍ؛ فأنا أكتبُ‮ ‬روايةً‮ ‬كُلَّ‮ ‬ثلاث أو أربع سنواتٍ،‮ ‬والجمهور‮ ‬ينتظرها‮.‬
مَرَّةً‮ ‬أجريتُ‮ ‬مع جون إيرفينج حوارًا صحفيًّا،‮ ‬وأخبرني أنَّ‮ ‬قراءة كتابٍ‮ ‬جيدٍ‮ ‬مثل التعاطي،‮ ‬مجرد أن‮ ‬يُصبح القارئ مدمنًا،‮ ‬سيبقي دائمًا‮ ‬ينتظر‮.‬
‮ ‬أنتَ‮ ‬تُريد أن تُحوِّل قُرَّاءَك إلي مدمنين؟
هذا ما قاله جون إيرفينج‮.‬
‮ ‬هل هذان العاملان‮ - ‬المباشرة،‮ ‬و السهولة في تتبُّع الصوت السردي والتي تقترن‮ ‬غالبًا‮ - ‬بحبكةٍ‮ ‬مُحيِّرةٍ‮- ‬هما خياران واعيان؟
لا،‮ ‬ليس كذلك‮. ‬عندما بدأتُ‮ ‬الكِتابة لم‮ ‬يكنْ‮ ‬لديَّ‮ ‬أيُّ‮ ‬خطةٍ‮ ‬علي الإطلاق‮. ‬فقط أنتظر إلي أن تأتي القصة،‮ ‬ولا أختار أيَّ‮ ‬نوعٍ‮ ‬مِن القصص،‮ ‬فقط أنتظر‮.‬
‮"‬الغابة النرويجية‮" ‬مثلًا كانتْ‮ ‬أمرًا آخر؛ لأنني قرَّرتُ‮ ‬أن أكتب بالأسلوب الواقعي،‮ ‬ولكنني في الأساس،‮ ‬وفي الأصل،‮ ‬لا أملك القدرة علي الاختيار‮.‬
‮ ‬ولكن هل تختار هذا الصوت السردي الذي‮ ‬يتَّسم بالجمود في حين‮ ‬يجعل مِن السهل علي القارئ متابعته؟
أجمع بعض الصور،‮ ‬أربطها ببعضها،‮ ‬وهذا هو الخط الذي أسير عليه داخل القصة‮.‬
بعد ذلك أشرح هذا الخط للقارئ،‮ ‬فلا بُدَّ‮ ‬أن تكون رحيمًا به عندما تشرح شيئًا ما،‮ ‬كلمات سلسلة،‮ ‬واستعارات،‮ ‬ورموز معانٍ‮ ‬جيدةٍ،‮ ‬هذا ما أفعله،‮ ‬أشرح في وضوحٍ‮ ‬وحرصٍ‮.‬
‮ ‬وهل‮ ‬يأتي ذلك طبيعيًّا؟
لستُ‮ ‬ذكيًّا ولا متعجرفًا‮. ‬أنا فقط أشبه الناس الذين‮ ‬يقرأون كُتبي‮.‬
كان لديَّ‮ ‬نادي جاز،‮ ‬وكُنتُ‮ ‬أصنع فيه الكوكتيلات والساندوتشات،‮ ‬لم أُردْ‮ ‬أن أصبح كاتبًا،‮ ‬ولكن هذا ما حدث‮.‬
وذلك نوعٌ‮ ‬مِن الهدايا السماوية،‮ ‬كما تعرف‮. ‬لذلك أعتقد أنّه لا بُدَّ‮ ‬أن أكون متواضعًا‮.‬
‮ ‬في أيِّ‮ ‬سنٍّ‮ ‬أصبحتَ‮ ‬كاتبًا ؟ وهل كانت مفاجأةً‮ ‬بالنسبة لك؟
‮ ‬عندما كُنتُ‮ ‬في التاسعة والعشرين‮. ‬نعم بالطبع كانت مفاجأةً،‮ ‬ولكنني اعتدتُ‮ ‬عليها فورًا‮ .‬
‮ ‬فورًا‮! ‬أشعرتَ‮ ‬بالراحة منذ أول‮ ‬يومٍ؟
‮ ‬لقد بدأتُ‮ ‬الكِتابة علي طاولة المطبخ في منتصف الليل‮. ‬وأخذتُ‮ ‬حوالي عشرة أشهر لأنتهي مِن الكِتاب الأوَّل؛ أرسلْتُهُ‮ ‬للناشر وحصلتُ‮ ‬علي الثمن،‮ ‬وكان كُلُّ‮ ‬شيءٍ‮ ‬كالحلم،‮ ‬كُنتُ‮ ‬مندهشًا مِن أنَّ‮ ‬هذا‮ ‬يحدث‮.‬
ولكن بعدها بفترةٍ،‮ ‬فكَّرتُ،‮ ‬نعم،‮ ‬هذا‮ ‬يحدث وأنت الآن كاتبٌ‮ ‬ولمَ‮ ‬لا ؟ فهذا في منتهي السهولة‮.‬
‮ ‬وما الذي شعرتْ‮ ‬به زوجتك نتيجةً‮ ‬لقرار الكِتابة؟
لم تقلْ‮ ‬شيئًا علي الإطلاق‮. ‬وعندما قلتُ‮ ‬لها‮: ‬أنا كاتبٌ،‮ ‬اندهشتْ‮ ‬وارتبكتْ‮ ‬بعض الشيء‮. ‬
‮ ‬ولماذا ارتبكتْ؟ هل كانت تعتقد أنك ستفشل؟
لكي تصبح كاتبًا،‮ ‬هذا‮ ‬يعني نوعًا مِن البهرجة الخاطفة للأنظار‮.‬
‮ ‬مَن هم قدوتك؟ ومَن مِن الكُتَّاب اليابانيين الذين أثَّروا فيك؟
‮ ‬عندما كُنتُ‮ ‬صغيرًا،‮ ‬وحتَّي مرحلة المراهقة،‮ ‬لم أقرأْ‮ ‬للعديدِ‮ ‬مِن الكُتَّاب اليابانيين‮.‬
فلقد كُنتُ‮ ‬أُريد الهروب مِن هذه الثقافة؛ لأنني شعرتُ‮ ‬بأنها مملةٌ‮ ‬ولزجةٌ،‮ ‬شديدة اللزوجة‮.‬
‮‬ ألم‮ ‬يكنْ‮ ‬والدك مُدرِّسًا للأدب الياباني؟
هذا صحيحٌ،‮ ‬ولكنها العلاقة ما بين الأب والابن‮!‬
أنا ذهبتُ‮ ‬ناحية الثقافة الغربية حيث‮: ‬موسيقي الجاز،‮ ‬دوستويفسكي،‮ ‬كافكا،‮ ‬ورايموند تشاندلر،‮ ‬وهذا كان هذا عالمي الخاص،‮ ‬عالمي الخيالي‮.‬
كُنتُ‮ ‬أستطيع الذهاب لشارع بطرسبرج،‮ ‬أو إلي‮ ‬غرب هوليوود،‮ ‬إذا أردتَ‮.‬
وهذه هي قوة الرواية؛ أنّك تستطيع الذهاب إلي أيِّ‮ ‬مكانٍ‮. ‬الآن مِن السهل أن تذهب إلي الولايات،‮ ‬كُلُّ‮ ‬فردٍ‮ ‬يستطيع الذهاب إلي أيِّ‮ ‬مكانٍ‮ ‬في العالم،‮ ‬ولكن في الستينيات كان هذا تقريبًا صعبًا‮.‬
لذلك كُنتُ‮ ‬أقرأ وأستمع إلي الموسيقي،‮ ‬فأذهب إلي هنالك،‮ ‬فلقد كان هذا نوع مِن المزاج أو الحالة الذهنية الشبيه بالحلم‮.‬
‮ ‬وهذا قد قادك في مرحلةٍ‮ ‬ما إلي الكِتابة؟
بالطبع‮. ‬عندما كُنتُ‮ ‬في التاسعة والعشرين مِن العمر،‮ ‬بدأتُ‮ ‬في كتابة روايةٍ‮ ‬فجأةً‮ ‬ودون مقدماتٍ‮.‬
كُنتُ‮ ‬أُريد أن أكتب شيئًا،‮ ‬ولكنني لم أعرف كيف؟
لم أكنْ‮ ‬أعرف الكِتابة باليابانية،‮ ‬تقريبًا لم أقرأْ‮ ‬أيًّا مِن أعمال الكُتَّاب اليابانيين،‮ ‬ولذلك استعرتُ‮ ‬أسلوب البناء،‮ ‬كل شيءٍ‮ ‬مِن الكُتب التي قرأتُها،‮ ‬حيث الكُتب الأمريكية،‮ ‬أو كُتب الغرب‮.‬
ولهذا،‮ ‬صنعتُ‮ ‬أسلوبًا لنفْسي،‮ ‬وكانت هذه هي البداية‮.‬
‮ ‬نُشِرَ‮ ‬لك أوَّل كِتابٍ،‮ ‬فُزتَ‮ ‬بجائزةٍ،‮ ‬وكنتَ‮ ‬تقريبًا تمضي في طريقك،‮ ‬فهل بدأتَ‮ ‬في التلاقي مع كُتَّابٍ‮ ‬آخرين؟
لا‮. ‬علي الإطلاق‮.‬
‮ ‬لم‮ ‬يكن لديك في ذلك الحين أصدقاء كُتَّاب‮. ‬صحيحٌ؟
لا أحد‮.‬
‮ ‬وبعد ذلك،‮ ‬ألمْ‮ ‬تُقابل أيَّ‮ ‬أحدٍ‮ ‬أصبح صديقًا لك أو زميلًا؟
لا‮. ‬لم‮ ‬يحدث ذلك أبدًا‮.‬
‮‬ وإلي اليوم،‮ ‬ليس لديك أصدقاء مِن الكُتَّاب؟
لا‮. ‬لا أعتقد ذلك‮.‬
‮ ‬ولا‮ ‬يُوجد أيُّ‮ ‬أحدٍ‮ ‬تُريه عملك عندما تكونُ‮ ‬في خِضمِّهِ؟
أبدًا‮.‬
‮‬ في الوقت الحالي،‮ ‬هل هُنالك كُتَّابٌ‮ ‬باليابان قرأتَ‮ ‬كُتبهم واستمتعتَ‮ ‬بها؟‮ ‬
نعم‮. ‬نعم‮. ‬بعضهم مثل ريو موراكامي،‮ ‬بعض مَن كُتب بنانا‮ ‬يوشيموتو‮.‬
ولكن،‮ ‬لا أكتبُ‮ ‬آرائي أو المقالات النقدية،‮ ‬فلا أُريدُ‮ ‬أن أكون مُتورِّطًا في ذلك‮.‬
‮‬ ولماذا؟
أعتقد أن عملي‮ ‬يقوم علي مُلاحظة الناس والعالم،‮ ‬لا أن أُصدر أحكامًا عليهم‮.‬
ودائمًا أُحاول أن أُنحِّي نفْسي جانبًا بعيدًا عن الأحكام النهائية،‮ ‬فإني أُحبُّ‮ ‬أن أترك كلَّ‮ ‬الأشياء كما هي مفتوحةً‮ ‬لكل الاحتمالات الممكنة في العالم‮.‬
أُفضِّل الترجمة علي النقد؛ لأنك بالكاد تحتاج للحكم علي أيِّ‮ ‬شيءٍ‮ ‬عِندما تترجم،‮ ‬وإنما فقط أدع عملًا مفضَّلًا‮ ‬يتسرَّب سطرًا بعد سطرٍ‮ ‬مِن خلال عقلي وجسدي‮.‬
بكل تأكيدٍ‮ ‬نحن نحتاج إلي المقالات النقدية في هذا العالم،‮ ‬ولكن هذا ليس عملي‮.‬
‮ ‬كم عدد المسودات التي تكتبها بشكلٍ‮ ‬عامٍّ؟
أربعٌ‮ ‬أو خمسٌ‮. ‬حيث إنني أقضي ستة أشهر في كِتابة المسودة الأُولي،‮ ‬وبعد ذلك أقضي ما بين سبعة أو ثمانية أشهر في إعادة الكتابة‮.‬
‮ ‬و هذا سريعٌ‮ ‬إلي حدِّ‮ ‬ما؟
إنني أعمل بجدٍّ،‮ ‬أُركِّزُ‮ ‬في عملي‮. ‬لذلك،‮ ‬هذا سهلٌ؛ لأنني عند الكتابة لا أفعل أيَّ‮ ‬شيءٍ‮ ‬ما عداها‮.‬
‮‬ وماذا عن المسار اليومي لعملك؟
عندما أكون بصدد الكتابة لروايةٍ،‮ ‬أستيقظُ‮ ‬في الرابعة صباحًا،‮ ‬أعمل لخمس أو ست ساعاتٍ‮.‬
في فترة الظهيرة،‮ ‬أجري عشر كيلومترات،‮ ‬أو أسبح لمسافة مائة وخمسة عشر مترًا،‮ ‬أو أفعلهما معًا،‮ ‬وبعد ذلك أقرأ قليلًا،‮ ‬وأستمع إلي بعض المسيقي‮.‬
أذهب للنوم في التاسعة مساءً،‮ ‬وأظل علي هذا الروتين كل‮ ‬يومٍ‮ ‬دون أيِّ‮ ‬اختلافٍ‮ ‬أو تغييرٍ‮.‬
ويظلُّ‮ ‬هذا التكرار مِن أهم الأمور حيث إنَّهُ‮: ‬نوعٌ‮ ‬مِن التنويم المغناطيسي‮.‬
فإنني أُنوِّم نفْسي مغناطيسيًّا لأصل إلي أعمق نقطةٍ‮ ‬مِن الحالة الذهنية،‮ ‬ولكن أن تتمسك بهذا التكرار لفترةٍ‮ ‬طويلةٍ،‮ ‬ستة أشهر في السنة‮. ‬فهذا‮ ‬يتطلَّب قدرًا جيدًا مِن القوة العقلية والذهنية‮.‬
وعلي هذا المنوال،‮ ‬فكتابة روايةٍ‮ ‬طويلةٍ‮ ‬أشبه ما‮ ‬يكون بتدريبٍ‮ ‬علي بقاء الفرد علي قيد الحياة‮.‬
لذا فالقوة البدنية ضروريةٌ‮ ‬تمامًا مثل‮ ‬الحساسية الفنية‮.‬


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.