مؤتمرًا ل" الجبهة الوطنية" بالمنيا لدعم مرشحه في انتخابات الشيوخ    المشاط تعقد لقاء ثنائيا مع نظيرتها بجنوب أفريقيا خلال اجتماعات وزراء التنمية بمجموعة العشرين    محافظ الفيوم يعقد اجتماعا لمناقشة المستجدات بملف التقنين والتصالح    اتحاد الغرف السياحية: 550 مليار دولار ضختها الحكومة في البنية التحتية لتشجيع الاستثمار    توقعات باستمرار مكاسب البورصة رغم تحقيق مؤشرها مستويات قياسية    نائب محافظ يتفقد مشروع خط الصرف الصحي بمنطقتي المتربة والحفرية بمركز أوسيم    وزير الطاقة السوري يترأس ورشة عمل بالسعودية لبحث آفاق التعاون    القبض على قائد مجموعة خارجة عن القانون باللاذقية    خضر ألمانيا يطالبون ميرتس بإطلاق مبادرة أوروبية لحل الأزمة في قطاع غزة المحاصر    السولية: حققت كل شيء مع الأهلي في 9 مواسم    الأهلي يغادر تونس بعد انتهاء معسكره استعدادا للموسم الجديد    لمنع أزمة القمة.. 10 أيام فارق بين قرعة ومنافسات الدور الثاني للدوري    بهدف السرقة.. عامل يضرم النيران في مطعم بمدينة السلام    وصلت ل52.. درجات الحرارة تسجل أرقاما قياسية في العراق و5 محافظات تعطل الدوام    خلال السنوات الخمس الأخيرة.. 5 محافظات تتغيب عن قائمة أوائل الثانوية العامة    ضبط 38 قضية مخدرات خلال حملات في منطقة الأهرام بالجيزة    تاجيل محاكمه ام يحيى المصري و8 آخرين ب "الخليه العنقوديه بداعش" لسماع أقوال الشهود    وزير الثقافة ومحافظ الإسكندرية يفتتحان الدورة 10 لمعرض الإسكندرية للكتاب غدا    نجوى كرم تتألق في حفلها بإسطنبول.. وتستعد لمهرجان قرطاج الدولي    وزير الثقافة ومحافظ الإسكندرية يفتتحان الدورة العاشرة لمعرض الإسكندرية للكتاب.. غدًا    أكرم القصاص: مصر تصدت مبكرًا لمخططات التهجير وتوازن علاقاتها مكّنها من دعم غزة    الثلاثاء.. سهرة غنائية لريهام عبدالحكيم وشباب الموسيقى العربية باستاد الإسكندرية الدولي    يسرا ل"يوسف شاهين" في ذكراه: كنت من أجمل الهدايا اللي ربنا هداني بيها    تجديد الثقة في الدكتور أسامة أحمد بلبل وكيلا لوزارة الصحة بالغربية    بالصور- معاون محافظ أسوان يتابع تجهيزات مقار لجان انتخابات مجلس الشيوخ    بعد عودتها.. تعرف على أسعار أكبر سيارة تقدمها "ساوايست" في مصر    قبل كوكا.. ماذا قدم لاعبو الأهلي في الدوري التركي؟    القناة ال12: الإمارات تبدأ بإنشاء خط مياه جديد من مصر إلى غزة    داليا مصطفى تدعم وفاء عامر: "يا جبل ما يهزك ريح"    الدكتور أسامة قابيل: دعاء النبي في الحر تربية إيمانية تذكّرنا بالآخرة    أمين الفتوى: النذر لا يسقط ويجب الوفاء به متى تيسر الحال أو تُخرَج كفارته    "دفاع النواب": حركة الداخلية ضخت دماء جديدة لمواكبة التحديات    15.6 مليون خدمة.. ماذا قدمت حملة "100 يوم صحة" حتى الآن؟    هل الحليب يساعد على ترطيب الجسم أفضل من الماء؟    تقارير تكشف تفاصيل صفقة انتقال جواو فيلكس إلى النصر السعودي    بمشاركة أحبار الكنيسة.. البابا تواضروس يصلي قداس الأحد مع شباب ملتقى لوجوس    مجلس جامعة بني سويف ينظم ممراً شرفياً لاستقبال الدكتور منصور حسن    وزير البترول يبحث خطط IPIC لصناعة المواسير لزيادة استثماراتها في مصر    لمروره بأزمة نفسيه.. انتحار سائق سرفيس شنقًا في الفيوم    الأمن يكشف غموض خطف طفل من القاهرة وظهوره فى الصعيد    "أونروا": لدينا 6 آلاف شاحنة مساعدات جاهزة لدخول قطاع غزة    الإخوان الإرهابية تُحرض على سفارات مصر بالخارج    المكتب الإعلامي الحكومي بغزة: القطاع يحتاج إلى 600 شاحنة إغاثية يوميا    تفاصيل تشاجر 12 شخصا بسبب شقة فى السلام    وزير التموين يفتتح سوق "اليوم الواحد" بمنطقة الجمالية    «مصر تستحق» «الوطنية للانتخابات» تحث الناخبين على التصويت فى انتخابات الشيوخ    وزارة الصحة توجة نصائح هامة للمواطنين بالتزامن مع ارتفاع درجات الحرارة    مصر تنتصر ل«نون النسوة».. نائبات مصر تحت قبة البرلمان وحضور رقابي وتشريعي.. تمثيل نسائي واسع في مواقع قيادية    بورسعيد تودع "السمعة".. أشهر مشجع للنادى المصرى فى كأس مصر 1998    ريم أحمد: شخصية «هدى» ما زالت تلاحقني.. وصورة الطفلة تعطل انطلاقتي الفنية| خاص    إصابة 11 شخصا في حادثة طعن بولاية ميشيجان الأمريكية    بدعم من شيطان العرب .."حميدتي" يشكل حكومة موازية ومجلسا رئاسيا غربي السودان    وزير الأوقاف: الحشيش حرام كحرمة الخمر.. والإدعاء بحِلِّه تضليل وفتح لأبواب الانحراف    بعد فتوى الحشيش.. سعاد صالح: أتعرض لحرب قذرة.. والشجرة المثمرة تُقذف بالحجارة    «الحشيش مش حرام؟».. دار الإفتاء تكشف تضليل المروجين!    "سنلتقي مجددًًا".. وسام أبوعلي يوجه رسالة مفاجئة لجمهور الأهلي    6 صور ترصد بكاء لاعبات المغرب بعد خسارة لقب كأس أمم أفريقيا للسيدات أمام نيجيريا    الأمم المتحدة: العام الماضي وفاة 39 ألف طفل في اليمن    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



موراكامي‮: ‬أُشبه النَّاس‮ ‬ الذين‮ ‬يقرأون كُتبي

هاروكي موراكامي،‮ ‬صاحب‮ "‬كافكا علي الشاطئ‮" ‬الاسم الذي ذاع صيته وسط القراء في السنوات الأخيرةِ،‮ ‬رغم أنّه مُتواجِدٌ‮ ‬علي الساحة منذ عقودٍ،‮ ‬ولكن الأمر‮ ‬يعود في أوله وآخره إلي الترجمة والجوائز التي‮ ‬يحصل عليها العمل الأدبي لا‮ ‬أمر آخر‮ .‬
هذا جُزءٌ‮ ‬مِن حوارٍ‮ ‬طويلٍ‮ ‬معه،‮ ‬قد أجراه جون راي لصالح مجلة باريس ريفيو‮.‬
‮ ‬للتوِّ‮ ‬قرأتُ‮ ‬لك المجموعة القصصية الجديدة‮ " ‬بعد الزلزال‮ " ‬ووجدتُ‮ ‬كم هي ممتعة،‮ ‬فأنت بتلقائيةٍ‮ ‬تامةٍ‮ ‬مزجتَ‮ ‬ما بين أسلوبك في القصص الواقعية كما في رواية‮ " ‬الغابة النرويجية‮" ‬مع أسلوبك الآخر الشائع في‮ "‬أرض العجائب المسلوقة‮"‬،‮ ‬و‮" ‬نهاية العالم‮ "‬و"رياح كورنيل الطائر‮ " ‬هل تري أنَّ‮ ‬هنالك اختلافًا رئيسًا وجوهريًّا فيما بين هذين الأسلوبين ؟
عندما أُفكِّر في أسلوبي،‮ ‬فهو قريبٌ‮ ‬جدًّا إلي أرض العجائب المسلوقة،‮ ‬وعن نفْسي لا أحبُّ‮ ‬الأسلوب الواقعي،‮ ‬وأُفضِّل الأسلوب السريالي عِوَضًا عنه‮.‬
ولكن في‮ " ‬الغابة النرويجية‮"‬،‮ ‬قرَّرتُ‮ ‬أن أكتب روايةً‮ ‬واقعيةً‮ ‬كاملةً‮ ‬وتامةً،‮ ‬فأنا أحتاج إلي خبرة كِتابة الروايات الواقعية‮.‬
‮ ‬هل تعتقد أنَّ‮ ‬هذا الكِتاب كان نوعًا مِن التمرين للأسلوب الواقعي،‮ ‬أو هل كان لديك قصةٌ‮ ‬مُحدَّدةٍ‮ ‬في ذهنك لم تجد لها أسلوبًا أفضل مِن الواقعي؟
كان‮ ‬يُمكن أن أكون كاتبًا نموذجيًّا،‮ ‬لو ظلَّلتْ‮ ‬أكتب رواياتٍ‮ ‬سرياليةً‮.‬
ولكنَّني أردتُ‮ ‬أن أتجاوز هذا الحاجز،‮ ‬وأن أقتحم الاتجاه السائد وأُثبت أنني أستطيع أن أكتب كُتبًا واقعيةً،‮ ‬ولهذا السبب كتبتُ‮ ‬رواية الغابة النرويجية‮. ‬ولقد كانت الأكثر مبيعًا في اليابان،‮ ‬وتوقَّعتُ‮ ‬لها هذه النتيجة‮.‬
‮ ‬و بالتالي،‮ ‬كان ذلك اختيارًا استراتيجيًّا‮.‬
هذا صحيحٌ‮. ‬فرواية‮ "‬الغابة النرويجية‮" ‬سهلةٌ‮ ‬جدًّا في القراءة والفهم‮. ‬والعديد مِن الناس أَحبُّوها،‮ ‬واعتقدوا أنهم رُبَّما سيجدون المتعة في أعمالي الأُخري،‮ ‬لذلك،‮ ‬هذا قد ساعد كثيرًا‮.‬
‮ ‬قُرَّاء اليابانيون،‮ ‬مثل القُرَّاء الأمريكيين؟ أي أنهم‮ ‬يريدون قصةً‮ ‬سلسةً‮ ‬وسهلةً‮.‬
الكِتاب الأخير لي‮ " ‬كافكا علي الشاطئ‮"‬،‮ ‬بِيع منه ثلاثمائة ألف مجموعةٍ،‮ ‬فكما تعرف،‮ ‬فهو هنا علي جزأين‮.‬
اندهشتُ؛ لأنها بيعتْ‮ ‬بهذا الكم،‮ ‬فلم‮ ‬يكُ‮ ‬هذا طبيعيًّا‮. ‬فالقصة مُعقَّدةٌ‮ ‬وصعبةٌ‮ ‬جدًّا‮. ‬ولكن أسلوبي وحديثي والنثر فيها،‮ ‬كان سهلاً‮ ‬لأن تُقرأ‮.‬
فلقد كانت تحتوي علي حس الدُّعابة والدرامية والإثارة التي تُرغم القارئ علي أن‮ ‬يكمل القراءة ويقلب الصفحة،‮ ‬وهذا النوع مِن الاتزان السحري أظهر هذين العاملين‮. ‬ورُبَّما كان هذا سببًا آخر للنجاح،‮ ‬ولكنه‮ ‬يظلُّ‮ ‬غير معقولٍ؛ فأنا أكتبُ‮ ‬روايةً‮ ‬كُلَّ‮ ‬ثلاث أو أربع سنواتٍ،‮ ‬والجمهور‮ ‬ينتظرها‮.‬
مَرَّةً‮ ‬أجريتُ‮ ‬مع جون إيرفينج حوارًا صحفيًّا،‮ ‬وأخبرني أنَّ‮ ‬قراءة كتابٍ‮ ‬جيدٍ‮ ‬مثل التعاطي،‮ ‬مجرد أن‮ ‬يُصبح القارئ مدمنًا،‮ ‬سيبقي دائمًا‮ ‬ينتظر‮.‬
‮ ‬أنتَ‮ ‬تُريد أن تُحوِّل قُرَّاءَك إلي مدمنين؟
هذا ما قاله جون إيرفينج‮.‬
‮ ‬هل هذان العاملان‮ - ‬المباشرة،‮ ‬و السهولة في تتبُّع الصوت السردي والتي تقترن‮ ‬غالبًا‮ - ‬بحبكةٍ‮ ‬مُحيِّرةٍ‮- ‬هما خياران واعيان؟
لا،‮ ‬ليس كذلك‮. ‬عندما بدأتُ‮ ‬الكِتابة لم‮ ‬يكنْ‮ ‬لديَّ‮ ‬أيُّ‮ ‬خطةٍ‮ ‬علي الإطلاق‮. ‬فقط أنتظر إلي أن تأتي القصة،‮ ‬ولا أختار أيَّ‮ ‬نوعٍ‮ ‬مِن القصص،‮ ‬فقط أنتظر‮.‬
‮"‬الغابة النرويجية‮" ‬مثلًا كانتْ‮ ‬أمرًا آخر؛ لأنني قرَّرتُ‮ ‬أن أكتب بالأسلوب الواقعي،‮ ‬ولكنني في الأساس،‮ ‬وفي الأصل،‮ ‬لا أملك القدرة علي الاختيار‮.‬
‮ ‬ولكن هل تختار هذا الصوت السردي الذي‮ ‬يتَّسم بالجمود في حين‮ ‬يجعل مِن السهل علي القارئ متابعته؟
أجمع بعض الصور،‮ ‬أربطها ببعضها،‮ ‬وهذا هو الخط الذي أسير عليه داخل القصة‮.‬
بعد ذلك أشرح هذا الخط للقارئ،‮ ‬فلا بُدَّ‮ ‬أن تكون رحيمًا به عندما تشرح شيئًا ما،‮ ‬كلمات سلسلة،‮ ‬واستعارات،‮ ‬ورموز معانٍ‮ ‬جيدةٍ،‮ ‬هذا ما أفعله،‮ ‬أشرح في وضوحٍ‮ ‬وحرصٍ‮.‬
‮ ‬وهل‮ ‬يأتي ذلك طبيعيًّا؟
لستُ‮ ‬ذكيًّا ولا متعجرفًا‮. ‬أنا فقط أشبه الناس الذين‮ ‬يقرأون كُتبي‮.‬
كان لديَّ‮ ‬نادي جاز،‮ ‬وكُنتُ‮ ‬أصنع فيه الكوكتيلات والساندوتشات،‮ ‬لم أُردْ‮ ‬أن أصبح كاتبًا،‮ ‬ولكن هذا ما حدث‮.‬
وذلك نوعٌ‮ ‬مِن الهدايا السماوية،‮ ‬كما تعرف‮. ‬لذلك أعتقد أنّه لا بُدَّ‮ ‬أن أكون متواضعًا‮.‬
‮ ‬في أيِّ‮ ‬سنٍّ‮ ‬أصبحتَ‮ ‬كاتبًا ؟ وهل كانت مفاجأةً‮ ‬بالنسبة لك؟
‮ ‬عندما كُنتُ‮ ‬في التاسعة والعشرين‮. ‬نعم بالطبع كانت مفاجأةً،‮ ‬ولكنني اعتدتُ‮ ‬عليها فورًا‮ .‬
‮ ‬فورًا‮! ‬أشعرتَ‮ ‬بالراحة منذ أول‮ ‬يومٍ؟
‮ ‬لقد بدأتُ‮ ‬الكِتابة علي طاولة المطبخ في منتصف الليل‮. ‬وأخذتُ‮ ‬حوالي عشرة أشهر لأنتهي مِن الكِتاب الأوَّل؛ أرسلْتُهُ‮ ‬للناشر وحصلتُ‮ ‬علي الثمن،‮ ‬وكان كُلُّ‮ ‬شيءٍ‮ ‬كالحلم،‮ ‬كُنتُ‮ ‬مندهشًا مِن أنَّ‮ ‬هذا‮ ‬يحدث‮.‬
ولكن بعدها بفترةٍ،‮ ‬فكَّرتُ،‮ ‬نعم،‮ ‬هذا‮ ‬يحدث وأنت الآن كاتبٌ‮ ‬ولمَ‮ ‬لا ؟ فهذا في منتهي السهولة‮.‬
‮ ‬وما الذي شعرتْ‮ ‬به زوجتك نتيجةً‮ ‬لقرار الكِتابة؟
لم تقلْ‮ ‬شيئًا علي الإطلاق‮. ‬وعندما قلتُ‮ ‬لها‮: ‬أنا كاتبٌ،‮ ‬اندهشتْ‮ ‬وارتبكتْ‮ ‬بعض الشيء‮. ‬
‮ ‬ولماذا ارتبكتْ؟ هل كانت تعتقد أنك ستفشل؟
لكي تصبح كاتبًا،‮ ‬هذا‮ ‬يعني نوعًا مِن البهرجة الخاطفة للأنظار‮.‬
‮ ‬مَن هم قدوتك؟ ومَن مِن الكُتَّاب اليابانيين الذين أثَّروا فيك؟
‮ ‬عندما كُنتُ‮ ‬صغيرًا،‮ ‬وحتَّي مرحلة المراهقة،‮ ‬لم أقرأْ‮ ‬للعديدِ‮ ‬مِن الكُتَّاب اليابانيين‮.‬
فلقد كُنتُ‮ ‬أُريد الهروب مِن هذه الثقافة؛ لأنني شعرتُ‮ ‬بأنها مملةٌ‮ ‬ولزجةٌ،‮ ‬شديدة اللزوجة‮.‬
‮‬ ألم‮ ‬يكنْ‮ ‬والدك مُدرِّسًا للأدب الياباني؟
هذا صحيحٌ،‮ ‬ولكنها العلاقة ما بين الأب والابن‮!‬
أنا ذهبتُ‮ ‬ناحية الثقافة الغربية حيث‮: ‬موسيقي الجاز،‮ ‬دوستويفسكي،‮ ‬كافكا،‮ ‬ورايموند تشاندلر،‮ ‬وهذا كان هذا عالمي الخاص،‮ ‬عالمي الخيالي‮.‬
كُنتُ‮ ‬أستطيع الذهاب لشارع بطرسبرج،‮ ‬أو إلي‮ ‬غرب هوليوود،‮ ‬إذا أردتَ‮.‬
وهذه هي قوة الرواية؛ أنّك تستطيع الذهاب إلي أيِّ‮ ‬مكانٍ‮. ‬الآن مِن السهل أن تذهب إلي الولايات،‮ ‬كُلُّ‮ ‬فردٍ‮ ‬يستطيع الذهاب إلي أيِّ‮ ‬مكانٍ‮ ‬في العالم،‮ ‬ولكن في الستينيات كان هذا تقريبًا صعبًا‮.‬
لذلك كُنتُ‮ ‬أقرأ وأستمع إلي الموسيقي،‮ ‬فأذهب إلي هنالك،‮ ‬فلقد كان هذا نوع مِن المزاج أو الحالة الذهنية الشبيه بالحلم‮.‬
‮ ‬وهذا قد قادك في مرحلةٍ‮ ‬ما إلي الكِتابة؟
بالطبع‮. ‬عندما كُنتُ‮ ‬في التاسعة والعشرين مِن العمر،‮ ‬بدأتُ‮ ‬في كتابة روايةٍ‮ ‬فجأةً‮ ‬ودون مقدماتٍ‮.‬
كُنتُ‮ ‬أُريد أن أكتب شيئًا،‮ ‬ولكنني لم أعرف كيف؟
لم أكنْ‮ ‬أعرف الكِتابة باليابانية،‮ ‬تقريبًا لم أقرأْ‮ ‬أيًّا مِن أعمال الكُتَّاب اليابانيين،‮ ‬ولذلك استعرتُ‮ ‬أسلوب البناء،‮ ‬كل شيءٍ‮ ‬مِن الكُتب التي قرأتُها،‮ ‬حيث الكُتب الأمريكية،‮ ‬أو كُتب الغرب‮.‬
ولهذا،‮ ‬صنعتُ‮ ‬أسلوبًا لنفْسي،‮ ‬وكانت هذه هي البداية‮.‬
‮ ‬نُشِرَ‮ ‬لك أوَّل كِتابٍ،‮ ‬فُزتَ‮ ‬بجائزةٍ،‮ ‬وكنتَ‮ ‬تقريبًا تمضي في طريقك،‮ ‬فهل بدأتَ‮ ‬في التلاقي مع كُتَّابٍ‮ ‬آخرين؟
لا‮. ‬علي الإطلاق‮.‬
‮ ‬لم‮ ‬يكن لديك في ذلك الحين أصدقاء كُتَّاب‮. ‬صحيحٌ؟
لا أحد‮.‬
‮ ‬وبعد ذلك،‮ ‬ألمْ‮ ‬تُقابل أيَّ‮ ‬أحدٍ‮ ‬أصبح صديقًا لك أو زميلًا؟
لا‮. ‬لم‮ ‬يحدث ذلك أبدًا‮.‬
‮‬ وإلي اليوم،‮ ‬ليس لديك أصدقاء مِن الكُتَّاب؟
لا‮. ‬لا أعتقد ذلك‮.‬
‮ ‬ولا‮ ‬يُوجد أيُّ‮ ‬أحدٍ‮ ‬تُريه عملك عندما تكونُ‮ ‬في خِضمِّهِ؟
أبدًا‮.‬
‮‬ في الوقت الحالي،‮ ‬هل هُنالك كُتَّابٌ‮ ‬باليابان قرأتَ‮ ‬كُتبهم واستمتعتَ‮ ‬بها؟‮ ‬
نعم‮. ‬نعم‮. ‬بعضهم مثل ريو موراكامي،‮ ‬بعض مَن كُتب بنانا‮ ‬يوشيموتو‮.‬
ولكن،‮ ‬لا أكتبُ‮ ‬آرائي أو المقالات النقدية،‮ ‬فلا أُريدُ‮ ‬أن أكون مُتورِّطًا في ذلك‮.‬
‮‬ ولماذا؟
أعتقد أن عملي‮ ‬يقوم علي مُلاحظة الناس والعالم،‮ ‬لا أن أُصدر أحكامًا عليهم‮.‬
ودائمًا أُحاول أن أُنحِّي نفْسي جانبًا بعيدًا عن الأحكام النهائية،‮ ‬فإني أُحبُّ‮ ‬أن أترك كلَّ‮ ‬الأشياء كما هي مفتوحةً‮ ‬لكل الاحتمالات الممكنة في العالم‮.‬
أُفضِّل الترجمة علي النقد؛ لأنك بالكاد تحتاج للحكم علي أيِّ‮ ‬شيءٍ‮ ‬عِندما تترجم،‮ ‬وإنما فقط أدع عملًا مفضَّلًا‮ ‬يتسرَّب سطرًا بعد سطرٍ‮ ‬مِن خلال عقلي وجسدي‮.‬
بكل تأكيدٍ‮ ‬نحن نحتاج إلي المقالات النقدية في هذا العالم،‮ ‬ولكن هذا ليس عملي‮.‬
‮ ‬كم عدد المسودات التي تكتبها بشكلٍ‮ ‬عامٍّ؟
أربعٌ‮ ‬أو خمسٌ‮. ‬حيث إنني أقضي ستة أشهر في كِتابة المسودة الأُولي،‮ ‬وبعد ذلك أقضي ما بين سبعة أو ثمانية أشهر في إعادة الكتابة‮.‬
‮ ‬و هذا سريعٌ‮ ‬إلي حدِّ‮ ‬ما؟
إنني أعمل بجدٍّ،‮ ‬أُركِّزُ‮ ‬في عملي‮. ‬لذلك،‮ ‬هذا سهلٌ؛ لأنني عند الكتابة لا أفعل أيَّ‮ ‬شيءٍ‮ ‬ما عداها‮.‬
‮‬ وماذا عن المسار اليومي لعملك؟
عندما أكون بصدد الكتابة لروايةٍ،‮ ‬أستيقظُ‮ ‬في الرابعة صباحًا،‮ ‬أعمل لخمس أو ست ساعاتٍ‮.‬
في فترة الظهيرة،‮ ‬أجري عشر كيلومترات،‮ ‬أو أسبح لمسافة مائة وخمسة عشر مترًا،‮ ‬أو أفعلهما معًا،‮ ‬وبعد ذلك أقرأ قليلًا،‮ ‬وأستمع إلي بعض المسيقي‮.‬
أذهب للنوم في التاسعة مساءً،‮ ‬وأظل علي هذا الروتين كل‮ ‬يومٍ‮ ‬دون أيِّ‮ ‬اختلافٍ‮ ‬أو تغييرٍ‮.‬
ويظلُّ‮ ‬هذا التكرار مِن أهم الأمور حيث إنَّهُ‮: ‬نوعٌ‮ ‬مِن التنويم المغناطيسي‮.‬
فإنني أُنوِّم نفْسي مغناطيسيًّا لأصل إلي أعمق نقطةٍ‮ ‬مِن الحالة الذهنية،‮ ‬ولكن أن تتمسك بهذا التكرار لفترةٍ‮ ‬طويلةٍ،‮ ‬ستة أشهر في السنة‮. ‬فهذا‮ ‬يتطلَّب قدرًا جيدًا مِن القوة العقلية والذهنية‮.‬
وعلي هذا المنوال،‮ ‬فكتابة روايةٍ‮ ‬طويلةٍ‮ ‬أشبه ما‮ ‬يكون بتدريبٍ‮ ‬علي بقاء الفرد علي قيد الحياة‮.‬
لذا فالقوة البدنية ضروريةٌ‮ ‬تمامًا مثل‮ ‬الحساسية الفنية‮.‬


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.