لا احد يستطيع ان يفهم تصرفات أولئك الذين يتشدقون بالوطنية ليل نهار و يزايدون علي الآخرين في قضايا الوطن ثم يسعون إلي هدم مؤسسات الدولة بشكل سافر علي غرار ما حدث من قبل تجاه المؤسسات الأمنية حتي ما لبثت ان انتهت تلك الهجمات نوعا ما لتبدأ هجمة اخري مماثلة علي مؤسسة لا تقل خطورة و أهمية ألا و هي اتحاد الإذاعة و التليفزيون الذي يعد احد اهم و اعرق الأجهزة الإعلامية و التليفزيونات العربية وفي منطقة الشرق الأوسط و لكن لهؤلاء مواقف مريبة و مثيرة للشكوك مما يفتح المجال أمام تساؤلات كثيرة حول هدفهم الحقيقي من تلك الحملات التي أصبحت تتم بشكل منتظم و ممنهج !؟ إن التليفزيون كما لا يخفي علي احد هو المدرسة الأم التي خرجت كبار الاعلاميين بل حتي المع إعلامي القنوات الفضائية الخاصة التي تنطلق منها دعاوي هدم ماسبيرو ! كما ان التليفزيون المصري تحمل علي عاتقه الرسالة الإعلامية بشكل متجرد تماما عبر عصور عديدة تخللتها فترات صعبة المراس كالسنوات الأخيرة التي مرت علينا و ما تخللها من ثورات سواء في عام 2011 أو في عام 2013 اتسم فيها المشهد بالالتباس الشديد، غير ان التليفزيون المصري ارتكن فيها الي المهنية و الوطنية و التحيز لمصر و لشعبها العظيم رغم ضعف الإمكانات المادية و عدم وجود أي شكل من أشكال الدعم سواء المادي او المعنوي حتي مرت تلك الفترات علي خير واستقر الوطن لنجد من يخرجون علينا من الفضائيات لإلقاء اتهامات جزافيه بأن ماسبيرو هو احد معاقل الإخوان تارة وبأنه احد معاقل الاشتراكيين الثوريين تارة أخري! غير ان ماسبيرو لم يعبأ و لم يرد الاتهامات باتهامات اخري لأن هذا ليس من شيمته كمدرسة عريقة علمت اللياقة و اللباقة جنبا الي جنب مع الإعلام ، و لكن بكل أسف لم تتوقف الأمور عند هذا الحد حيث بدأ التصيّد و رصد الأخطاء في محاولة لهدم هذا الجهاز العريق من خلال هز ثقة الجماهير به بل و القيادة السياسية وأيضا من خلال إضعاف الروح المعنوية للعاملين به لتسهيل إسقاطه و خاصة انه يعتمد في المقام الأول علي الكوادر البشرية المحترفة التي تعمل بأقل الدخول علي عكس من يتقاضون الملايين بالقنوات الخاصة و يعملون بمنهج مختلف يعتمد علي ضرورة التواجد و الاستمرار بأي ثمن كان ولو كان علي حساب احدي اهم مؤسسات الدولة ! ان محاولات تهميش ماسبيرو المتعددة وإن بدت انها أتت ثمارها احيانا إلا انها لن تؤدي إلي هدمه وأن العاملين بهذا الصرح العملاق بما لديهم من خبرة و تخصص اذا ما تعاملوا بالمثل و قاموا برصد و تصيد الأخطاء التي ترد علي شاشات الفضائيات او علي لسان العاملين بها لقضت عليهم قضاء مبرما من خلال تسخير برامجها للرد عليهم او بمحاولات هدمهم ، غير ان ماسبيرو يختلف لأنه يعمل وفقا لأجندة وطنية لن يحيد عنها فهو يعمل من اجل الوطن لا من اجل تصفية الحسابات او صد الهجمات فماسبيرو اكبر من ذلك بكثير! وهنا لابد من طرح العديد من التساولات بشأن هذا المشهد العبثي.. لمصلحة من يتم إسقاط ماسبيرو؟.. ومن وراء هذا ؟.. و هل هي محاولات فردية تتسم بالشطط ام خطة مدروسة و ممنهجة علي مستوي اعلي ؟.. وإن كانت محاولات فردية.. هل تقبل الدولة هدم ماسبيرو أو إضعافه ؟.. ألا يكفي انه لا يحظي بالدعم الكاف منها؟! و هل سيستمر هذا طويلا !؟ نعم..إنها تساؤلات مفتوحة نطرحها علي مائدة مجلس الوزراء و المعنيين بالأمر فربما لا توجد لها اجابات حاليا غير ان هناك حقيقتين مؤكدتين وهما أن الذين يدعون انهم لا يتابعون شاشة التليفزيون المصري هم الأكثر متابعة له ليل نهار ! وأن ماسبيرو قد يمرض و لكنه لا يموت.