سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بعد 5 أشهر من زيارتنا الأولي.. »الأخبار« ترصد:حلم أكبر مزرعة سمكية..يشرق علي »بركة غليون« تنفيذ 85% من المشروع و3 محطات عملاقة و17 طلمبة لتغذية المزرعة بالمياه
الحلم اصبح حقيقة.. الامنية تحققت.. هنا علي ارض الواقع.. تحولت الرسومات والتصميمات الهندسية الي مبان ومنشآت واحواض وطرق في مشروع ضخم يحمل الخير الوفير لشعب مصر. انه مشروع الانتاج السمكي في بركة غليون بكفر الشيخ. »الأخبار» انفردت منذ 5 أشهر بأول زيارة لمشروع بركة غليون، ورصدت ملحمة وطنية يقوم بها العمال علي ارض الواقع، بعد مرور هذه المدة قررنا تكرار الزيارة للوقوف علي اخر المستجدات داخل هذا المشروع العملاق الذي يوفر اكثر من 15 ألف فرصة عمل، قطعنا هذه المسافة الكبيرة من القاهرة وصولا لمطوبس حيث تقع المزرعة السمكية، وجدنا الارض تحولت الي مبان ومصانع.. الموقع تغيرت ملامحه، والعمل اوشك علي الانتهاء، هناك في كفر الشيخ وعلي بعد 255 كيلومتراً من القاهرة، يتحقق حلم كبير، اكبر مزرعة سمكية في الشرق الاوسط قاربت علي الانتهاء، علي مساحة 20 الف فدان، يوجد اكثر من 5 آلاف عامل ينحتون في الصخر، يواصلون الليل بالنهار لكي يخرج هذا الانجاز العظيم الي النور.. وها هو الان اوشك علي ذلك.. الحال تغير والارض الوعرة والمدقات الرخوة تحولت الي ارص صلبة، ووجدنا الحفر والاحواض التي كانت طينية اصبحت جاهزة للاستزراع السمكي، ورأينا العمارات والمصانع والمباني قد ظهرت واصبحت بارزة بعد الانتهاء منها.. ذهبنا الي هناك لنرصد علي ارض الواقع آخر تفاصيل المشروع الضخم الذي يتوقع افتتاحه قبل نهاية العام الجاري.. وجدنا في هذه الزيارة الارض السوداء الداكنة..تحولت الي مبان ومصانع وعمارات..وجدنا الاحواض قد اصبحت مستعدة لاستقبال الاسماك..الطرق الوعرة اصبحت مستوية تسير فوقها العربات بكل سهولة ويسر....كل شيء في المشروع تبدل حاله الي الافضل منذ زيارتنا الاولي ..و العمال لم تتزحزح ارادتهم قيد انملة..ولم تضعف عزيمتهم لحظة واحدة..بل وجدناهم معاول بشرية تنحت في الصخر من اجل خروج المشروع للنور في الوقت المحدد له..المهندسون والعاملون استغنوا عن اجازاتهم وابقوا انفسهم داخل الموقع لانجاز المهمة..سرنا اكثر من 155 كيلو مترا من محافظة كفر الشيخ حتي بركة غليون حيث يقع اكبر مشروع للاستزراع السمكي في الشرق الاوسط..تحملنا عناء السفر ولكن ما شاهدناه علي ارض الواقع اسعدنا كثيرا..وعندما رأينا ما يفعله العاملون داخل الموقع اقشعرت ابداننا وارتعدت قلوبنا من حجم التفاني والاخلاص والجد في العمل والشعور الوطني الجارف ..وكأن كل عامل داخل هذه الخلية..يصنع بيته او مصنعه او مشروعه الخاص، بكل الهمم ينجزون اعمالهم وبمنتهي الاخلاص يجودون من مهاهم.. 3 محطات مياه عملاقة دخلنا الموقع الذي يمتد حتي ساحل البحر..سرنا وسط الترع ومآخذ المياه التي تم شقها لتزويد الاحواض السمكية بالمياه اللازمة وتصريف المياه غير اللازمة.. وقفنا طويلا امام 3 محطات مياه يعتبرها العاملون 3 »سد عالي» في هذه المنطقة.. اصابنا الذهول من طريقة اتقان تنفيذ هذه المحطات.. منها محطتان لتزويد الاحواض السمكية بالمياه العذبة والمالحة ومحطة لصرف المياه..وقد اطلق العاملون بالمزرعة صفة »السد العالي» علي هذه المحطات نظرا لضخامتها وطاقتها الاستيعابية الكبيرة..حيث تتكون المحطة الخاصة بتزويد المزرعة بالمياه المالحة من 12 »طلمبة» بقدرة 72 الف متر مكعب في الساعة..وتتكون محطة التزويد بالمياه العذبة من 5 »طلمبات» بقدرة 30 الف متر مكعب في الساعة..اما محطة الصرف وهي الاضخم بينهما فتتكون من 15 »طلمبة» بقدرة 90 الف متر مكعب في الساعة، وتكون مهمتها التخلص من المياه الزائدة، وهذه المحطات مرتبطة بقناتين مائيتين الاولي طولها 6 كيلو، تسير فيها المياه التي تغذي جميع الاحواض، للمياه المالحة، والاخري طولها 1.5 كيلومتر للمياه العذبة، وتصب جميعا في حوض المزج، الذي يتم فيه خلط المياه العذبة بالمالحة، لكي يتم لضبط نسبة الملوحة التي تتناسب مع السمك والجمبري، وهذا يتم وفقا لدراسات شديدة الدقة، كما يوجد ايضا 8 قنوات لتغذية السمك، و52 للجمبري، واكثر من 26 مصرفا فرعيا. الأحواض جاهزة اتجهنا الي احواض الجمبري والاسماك، المشروع يضم 453 حوض سمك بحري مساحة الحوض الواحد 50متراً في 150متراً، و626 حوض سمك جمبري، مساحة الواحد 40متراً في 40متراً، كما يوجد ايضا 186 حضانة لتحصين الذريعة ورعاية الاسماك، كما يوجد معمل للتفريخ، لإنتاج »الذريعة» بمعدل 20 مليونا من الأسماك البحرية »البوري الوقار الدنيس القاروص» و2 مليار وحدة جمبري،.. بالإضافة إلي 10 ورش لتربية اليرقات والجمبري.. وهذه الاحواض والمعامل تم تنفيذها بكل دقة.. وجدناها قد حفرت وفق المعايير العالمية وصممت بجميع الاشتراطات العلمية..وبعد الحفر تم تغليفها بمادة تشبه (المشمع).. كما هو متبع في الصين.. جوانبها شيدت بحرفية لا مثيل لها.. لم ينقصها سوي رمي الذريعة فيها. وبالقرب من الاحواض السمكية وجدنا حفراً ضخمة وكثيرة العدد، هي مفرخ الاسماك علي مساحة 17 فدانا لانتاج الذريعة بمعدل 2 مليار وحدة جمبري و20 مليون وحدة اسماك بحرية..الي جانب 186 حوضا لحضانة ورعاية الاسماك. مصانع وعمارات اتجهنا الي المنطقة الصناعية لنجدها تغيرت تماما عن الزيارة الاولي..العمارات قد شيدت وتم تشطيبها..المصانع وقفت شامخة في انتظار الدوران..هذه المنطقة مساحتها 55 فداناً، وبها مصنع علف السمك علي مساحة 1518 متراً وينتج 180 ألف طن سنويا..ومصنع الفوم علي مساحة 5250 متراً، ومصنع الثلج علي مساحة 1900 متر.. ومعمل ابحاث ومركز تدريب لتدريب العمالة.. وجدنا ايضا 10 عمارات سكنية ومبني اداري ومسجد ومنطقة ترفيهية، قد تم الانتهاء منهما.. اثناء جولتنا داخل المنطقة الصناعية استوقفنا مصنع مساحته ضخمة طريقة بنائه غريبة اشبه بالمصانع العملاقة الموجودة في اوربا استفسرنا عن هذا المصنع وجدنا انه من اكبر مصانع انتاج الاسماك او »بروسيسنج» .. من حيث المساحة ومن حيث الانتاج حيث ان طاقته الانتاجية 100 طن يوميا من »الفيليه» والجمبري »المقشر» وباقي انواع الاسماك الاخري.. ثم انتقلنا الي محطة الكهرباء التي تم انشاؤها لخدمة المزرعة بطاقة 35 ميجا وات..وقد استعانت الشركة الوطنية لتنمية الثروة السمكية بافضل الشركات العالمية لتنفيذ المشروع. الهجرة غير الشرعية سرنا في المشروع وتجولنا والتقينا عمالاً ومهندسين وحاولنا ان ننقل ارادتهم الحديدية في اداء العمل في مشروع اعتبروه مشروع حياتهم..مشينا وقلوبنا ترفرف بين ارجاء المكان..سرحنا بخيالنا لنري كم فرص العمل التي سيوفرها هذا المشروع بعد انتهائه..وحاولنا ان نتخيل شكل المشروع بعد تسليمه وكيف سيحقق نقلة نوعية لاهالي القري المجاورة.. وكيف سيصبح هذا المكان محط انظار الشركات العالمية التي تستورد الاسماك من هذا المشروع.. وبينما نحن سارحون بخيالنا وجدنا انفسنا امام البحر..موجاته المتلاطمة كانت كفيلة ان تفيقنا من احلامنا عندما ابلغنا سائق السيارة التي كنا نستقلها اننا الان وصلنا لآخر نقطة في المشروع وها هو البحر امامنا..ذلك البحر وهذا الشاطئ الذي طالما شهدت سواحله رحلات هجرة غير شرعية ولطالما تشبعت مياهه بدماء شباب يريدون الهرب بحثا عن حلم الثراء السريع..امواج البحر كانت تحدثنا ولسان حالها لقد شبعت من تقاذف جثث شباب في مقتبل حياتهم يمينا ويسارا..جاء هذا المشروع ليخلص اهالي القري المجاورة من كابوس الهجرة غير الشرعية الي الابد حيث يوفر فرص عمل مجزية لشباب المنطقة وينقل الخير لمصر كلها.