بثبات وخبرة يتعامل المهندس عادل الشويخ رئيس بتروجاس، فهو يتعامل مع أخطر سلعة وهي البوتاجاز، لكنه جمع خبرة سنوات طويلة، وعلاقات متشعبة ووثيقة مع العاملين، ويدرك خبايا العمل ودهاليزه، ويعرف كيفية التعامل مع الازمات » ياما دقت علي الراس طبول » وبثقة يؤكد بالأرقام أن هناك استعدادات لمواجهة شي عجز، بخطة وضعها المهندس طارق الملا وزير البترول ويتابعها علي مدار الساعة للسيطرة علي أية أزمة طارئة .. ويشير إلي أن استهلاك البوتاجاز لم يتراجع رغم التوسع في توصيل الغاز للمنازل نظرا للتوسع في البناء بالمحافظات والمدن الجديدة. ويؤكد إن احتياطي البوتاجاز امن ويصل إلي تأمين الاحتياجات 25 يوما. وإلي تفاصيل الحوار : ما حدث لم يكن أزمة بل اختناق »منظم» بسبب ضعف الرقابة وشائعات الانترنت ما أسباب أزمة البوتاجاز؟ هي ليست أزمة بوتاجاز وإنما هي إختناقات في بعض الأماكن. وللأسف هناك من حاول الصيد في الماء العكر لإشعال الأزمة وتأجيجها وخلق أزمة من العدم، لكن كانت تعليمات الوزير طارق الملا حاسمة وقاطعة بالتنسيق للنزول للمناطق التي تعاني نقص البوتاجاز فورا، وضخ كميات كبيرة لمواجهة العجز، ومتابعة مصانع التعبئة والمستودعات، والإشراف لحظة بلحظة علي غرفة العمليات لبتر المشكلة من جذورها، واستطعنا من خلال غرفة عمليات هيئة البترول والمتابعة المتواصلة للمهندس طارق الحديدي رئيس الهيئة الذي يتعامل بحرفية أن نحل المشكلة ونعيد الإستقرار للسوق ونقضي علي طموح المستغلين. فلأول مرة تحدث هذه الاختناقات في الصيف، ولعل الوصف الحقيقي لماحدث أنها ليست أزمة ولكنها اختناقات ،بسبب حملات منظمة علي مواقع التواصل استغلالا لمناسبة عيد الأضحي وتزايد استهلاكات مصانع الطوب والمسابك التي تحتاج لمزيد من الرقابة، واستغلال السريحة لموسم الإعياد وزيادة سعر الاسطوانات بأسعار مبالغة، وتم التعامل معها بزيادة كميات البوتاجاز. أزمة الصيف هل بحثتم سبب المشكله في زيادة الضخ بمعدلات الشتاء في الصيف ؟ - بداية حدوث الأزمة وصولها للمواطن عن طريق الانترنت، و بطبيعة المواطن يخاف عند سماعه أن الإسطوانة وصل سعرها(60 جنيها) ومع دخول العيد يقوم بتغيير الأسطوانة التي مازالت تعمل بأسطوانة جديدة والبائع يريد اقتناص أكبر قدر من الإسطوانات يحتفظ بها حتي يتحكم بالسوق فحدث ضغط غير عادي وكان لابد من أن نقوم بضخ كميات اضافية ليتشبع السوق بالأسطوانات، وفي خطة الصيف متوسط الإستهلاك أسطوانة ونصف للأسرة ،ًواذا قلنا أنه يوجد (12 مليون) أسرة تستهلك الغاز سيكون (20 مليون أسطوانه تغطي إستهلاك هذه الأسر بالكامل ويبقي النشاط التجاري يأخد الفرق وهو 4 ملايين وبالتالي (850 ألفا) يكفي وأصبح( 950) في المدة الأخيرة وصلت (1.1 مليون). هل هذه أول مرة تحدث الأزمة في الصيف؟ - فعلا.. أول مرة، و أقول أنها اختناقات لا نعرف أسبابها إنما قد تكون مخططة أو دخول البوتاجاز في صناعات أخري، نعرفها جميعا وخاصة ما يستنزف في صناعة الطوب، وما تستهلكه المسابك، وعربات الفول التي تملأ الأرصفة، والأنشطة الموازية التي تستهلك كثيرا من الدعم دون الخضوع للتسجيل ولا توجد عليها رقابة. انشطة جديدة هل يتم عمل بحوث لمعرفة سبب الأزمة و ما هي الأنشطة الجديدة التي تستنزف البوتاجاز ؟ - الأنشطة الجديدة بدأت تتزايد وأكرر أن مصانع الطوب توحشت في استهلاك البوتاجاز وذلك لقطع الغاز عنهم لرفضهم دفع فاتورة الاستهلاك أو التقسيط ولا يوجد له مسحوبات مازوت، و البوتاجاز أرخص من المازوت والغاز الطبيعي والسولار وأكبر منطقة لصناعة الطوب وهي عرب ابوساعد قريبة من مكان الأزمة وتؤثر مباشرة علي محافظتي بني سويف والفيوم. أين الأجهزة الرقابية من مشكلة البوتاجاز؟ - جميعهم يعملون وكانت تعليمات الوزير طارق الملا واضحة بالعمل طوال فترة العيد، كما ركز علي متابعة الخط الساخن (19096) وكنا نتلقي بلاغات وكانت البلاغات من أماكن في أطراف المراكز مثل اخميم بسوهاج، وكذلك أماكن اخري بمحافظات بعيده ومحاطة بالغاز الطبيعي والبائع لن يذهب للأماكن البعيدة هذه فقط الا عندما يكون لديه اسطوانات لم تبع ، فيذهب في هذه الحالة لتلك المناطق، وقد نظم السريحة خطة حتي يستفيدوا بأكبر فترة ممكنة ومع دخول أول شهرسبتمبر وبداية العيد وأيضاً مؤشرات بأن هناك أزمة فبدأ السحب يتضاعف، و كنا في أول يوم العيد نضخ (10آلاف) إسطوانة في المراكز الرئيسية وثاني يوم (50%) وثالث يوم (75%) ورابع يوم (100%) ولكن في فترة العيد مع الأزمة الأخيرة قمنا بضخ كميات مضاعفة مما قضي علي الأزمة نهائيا. قيل بأنه لا يوجد اعتمادات مالية للبوتجاز القادم من الخارج مارأيك؟ - الإعتماد لا يكون مفتوح لشركة واحدة نحن متعاقدون مع اكثر من شركة ،ولذلك لم نتوقف عن العمل والاعتمادات ليس بها مشكلة، وعندما أقول إختناق وليس أزمة لأن الأزمة أن تكون الإسطوانة غير متوفرة والمواطن يحتاجها، إنما الإختناق تكون الشكوي غلاء سعر الإسطوانة لأن هناك إستحوذا عليها من بعض الاشخاص، ولا يبيعها لأن لديه زبون معين يستهدفه، ولهذا عند نزولنا في أماكن الأزمة بعد أن كانت الاسطوانة ب(60 جنيها) أصبحت ب (40 جنيها) حتي وصلت ل(20 جنيها) ولكن هي كانت إختناقات في أماكن معينة ومحددة فلو ذهبت للمحافظات وعواصمها لن تجد أي أزمة،وكانت في المناطق النائية الذي يقل فيها السريحة الذين يبيعون الاسطوانات في المدن والاماكن القريبة. توصيل الغاز بعد دخول الغاز لعدد كبير من المنازل هل تراجعت نسبة إستهلاك البوتاجاز ؟ لم يتراجع الاستهلاك، ولكن لو لم يدخل الغاز الطبيعي، كانت المشاكل ستتزايد بنسبة كبيرة جداً، لأنه طبقا لجهاز التعبئة والاحصاء فهناك مساكن حديثة ومدن جديدة، وزيجات متزايدة، وبالتالي هناك معدلات استهلاك متزايدة، لكن بلاشك دخول الغاز الطبيعي يحد من الأزمات. هل يتزايد الاستهلاك مع دخول فصل الشتاء؟ - لن يقل الإستهلاك عن مليون و200 ألف اسطوانة، وقمنا بعمل جميع الاستعدادات اللازمة، وتنسيق عملية الاستيراد، بالتوازي مع الانتاج المحلي، وجاهزون للشتاء. ماهي خطة وزارة البترول لمواجهة فصل الشتاء؟ - بالتأكيد هناك تنسيق علي مستوي عال، والوزير يعلم أننا في فصل الشتاء سنزيد الضخ من الإسطوانات وهي منذ خطة العام الماضي بإحضار المراكب ل(45ألف) طن وقد تعاقد عليها وأول مركب ستدخل آخر هذا الشهر ستنزل في وادي فيران والهدف منها استقرار السوق لفترات طويلة ستغطي وجه قبلي بالكامل وهذه المراكب تستخدم كإضافة للمستودعات ،وبالنسبة للمستودعات الجديدة مثل سوهاج ستعمل في نهاية العام وهذا سيخفف الضغط تماماً، وسيتم نقل البوتاجاز بالخطوط بدلاً من العربات في سوهاج و ستغذي ما تبقي في قنا والأقصر وأسوان ،وبالنسبة للاسكندرية ستدخل بالتتابع جزء سيبدأقبل نهاية العام والجزء الباقي في الربع الأول من 2017. هل يوجد خطة لإستيعاب كميات أكبر من البوتاجاز؟ الطاقات الحالية تصل إلي مليون و640ألف إسطوانة يومياً علي ورديتين فلا نحتاج لمصانع تعبئة جديدة. أين الكارت الذكي للبوتاجاز ؟ - لقد درسناه بالكامل وكان يوجد الشركات التي ستقوم بالتنفيذ ووضعنا طريقة العمل ووقفنا عند ثلاث نقاط وقد طلبوا من وزارة التموين أن تمدنا بهم:- 1- حصة الأسرة الشهرية وهي مبنية علي حصر عدد الأسر المستحقة البوتاجاز. 2- أن يتم البيع بسعر موحد للسلعة حتي لا يحدث إرتباك لنا ونبعد عن السوق السوداء. 3-كان هناك مشكلة بوزارة التموين من حيث البطاقات لأنه يوجد بطاقات متكررة. ولم نتلق الرد علي طلباتنا بناء عليه لم يتم العمل بالخطوات الأخري وبأمانه سلعة البوتاجاز مورد لمواطنين كثيرين لا دخل لهم غير بيعها، وهناك أنشطة مثل عربات الفول والكافيهات والمسابك وغيرها من الأنشطة غير موجودة علي خريطة الدولة ويستخدمون البوتاجاز لأنه طاقة نظيفة ورخيصة. فك الاشتباك وما الحل في فك هذا الإشتباك؟ - أول شئ لحل هذه المشكلة وجود قاعدة بيانات تبين من يستحق ومن لا يستحق، ثانياً كل من يستحق سيتسلم كارت والهدف منه ترشيد الإستهلاك وسيكون المواطن طرفا في بيع الأسطوانة، مثلا ما القيد علي بائع الإسطوانة مهما قال سعرها حتي لو وصلت ل(60جنيها) ولو لم تأخدها منه سيأخذها غيرك ولكن مع بيع الأسطوانه بالكارت، فتدخل مع بائعها شريكا وتستطيع أن تحكمه وستقل السوق السوداء، ولا يستطيع أن يبيع لأي مكان بدون الكارت ،و كطاقة أول مستهلك له أهمية لدينا المنازل، بعدها بعض الأنشطة الأخري مثل الدواجن ويجب أن تسجل ولكن الصناعات الأخري لا دخل لنا بها وهذه المصانع كانت السبب في حدوث الأزمة ،مثلا كان يوجد حادثة حريق في مخزن بوتاجاز تابع لمصنع طوب وجدوا بالمخزن ألف اسطوانة وهو لا يغيرها إسطوانة كل مرة بل بالسيارة كاملة وهذا من حصة المواطن، فهل هذا يرضي أحدا، ان يحصل مصنع علي حصة تكفي قرية بأكملها؟ هل ستختفي الأزمات في الشتاء؟ - حددنا الأماكن المتأثرة في المحافظات ووضعنا خطة للتعامل معها حتي لو ظهر في أي مكان آخر أزمة ستتعامل بنفس الطريقة و بنفس الخطة ولدينا استعدادات لمواجهة أي طاريء. لماذا تهاجم بتروجاس في أي أزمة؟ - لأننا في الواجهة ومصانعي بالكامل يتم الرقابة عليها جيدا، و دور وزارة البترول ضخ الكميات اللازمة وشركة بتروجاس وبوتاجسكو أن يقوموا بدورهم طبقاً لإمكانياتهم ووزارة البترول تتحكم بنسبة (100%) في المصانع التي تمتلكها مع المصانع المشاركة ويبقي مصانع القطاع الخاص نشرف عليها لكن مصانعنا نفسها تحت الرقابة التموينية مثل أي مصنع. رقابة الاسواق ماذا عن الرقابة علي الاسواق ؟ - الأنشطة أصبحت عديدة جداً والرقابة محدودة ونحتاج رقابة أكبر لأن الأمور والأنشطة زادت وأزمتنا غير أزمة باقي المنتجات، ونحتاج لرقابة اكثر، وهناك دور جيد للرقابة علي المستودعات والمصانع لكننا نحتاج رقابة علي الاسواق لضبطها. ما مشروعات بتروجاس الجديدة ؟ - بالنسبة للمستودعات الموجوده حالياً لا نحتاج لمستودعات أخري ولا يوجد عندنا أراضي تخصنا تحتاج ذلك ،وكلها مليئة بالمستودعات ونحن نعمل بالخطة البديلة، مستودعاتنا والقطاع الخاص بها (79 ألف) طن (30ألف) طن في الحقول ونملك (110 آلاف) طن بوتاجاز سعة تخزين وفي نهاية العام المالي الحالي لدينا (8400) بالأسكندرية و (6400 )بسوهاج وسنصل حوالي (125ألف) طن سعة تخزينية والمراكب المتعاقد عليها سيجري اضافتها، وستزيد (45ألف) تانك لتصل (165ألف) طن وهذا رصيد إستراتيجي ،و إنتاجنا المحلي (6آلاف) طن يومياً ونستورد حوالي (7آلاف) طن يومياً ،وهذا المخزون مقسم علي سبعة يصل الإحتياطي من البوتاجاز (24 يوم) متوفر وعندما تعمل مشاريع سونكر وسوميد سيدخل لا يقل عن (150ألف) طن زيادة وهذا جعل العام الماضي لا يوجد به أزمات ويوجد وفر (25 يوما) جاهز. هل هناك رسالة تريد توجيهها للمواطنين؟ - أقول بثقة للمواطنين : اطمئنوا.. الشتاء امن، ولا أزمات في البوتاجاز.