تهون الشهرة والنجومية إذا كانت علي حساب مصالح الوطن. وتصبح الحرية وبالا إذا لم يكن هناك سياج وضوابط تحميها وتضمن تصويب ممارستها لتتجه صوب تحقيق أهدافها التي لا يمكن ان تنفصل أو تتعارض مع مصالح مصر. يبدو جليا ان هناك حالة من الانفلات الاعلامي التي تضر بهذه المصالح وذلك دون إلمام كامل بالحقائق التي تتعلق ببعض القضايا. مثال علي ذلك الصخب والضجيج الذي صاحب قضية تيران وصنافير والتي أعتقد ان الخوض فيها كان نوعا من العبث وشارك في هذا العبث العديد من الاعلاميين الذين انبروا بأعلي الاصوات يؤكدون مصرية الجزر رغم ان الامر معروض امام القضاء وسيتم مناقشته في البرلمان. ساعد علي هذا العبث فشل الحكومة الذريع في طرح القضايا وإعلان الحقائق والخروج من حالة الضعف والرخاوة والعقول المرتعشة التي تعيشها. منذ أيام صدر قرار جمهوري بمعاملة الملك حمد بن عيسي ملك البحرين معاملة المصريين بخصوص تملكه لبعض الفلل بشرم الشيخ. تسابق اصحاب الحناجر في مشروعية القرار وانه يتعلق بسيادة مصر علي أرضها وغيرها من الشعارات الرنانة دون ان يكلف احد نفسه عناء البحث والتحقق من القضية. ويبدو أن كثيراً من اصحاب الحناجر التي تعصف بالحقائق لا يعلمون ان ملكية هذه الفلل تمت في فترة حكم الرئيس الاسبق مبارك والذي كان يسعي جاهدا للترويج لشرم الشيخ كمدينة سياحية واستطاع اقناع العديد من الزعماء والقادة سواء عربا أو أجانب بتملك بعض العقارات أو استئجارها. أعتقد أنه من السذاجة الحديث عن المزايا التي تعود علي مصر من ذلك دون أي ضرر يلحق بها أو يتعلق بالسيادة وحبات الرمل التي يتغنون بها. شرف لمصر ان تصبح إحدي مدنها جاذبة لاحد القادة الذين يعشقون مصر وشعبها ويطيب له الاقامة بها وكان له العديد من المواقف المشرفة لدعم مصر ومساندتها رغم ان مملكته ليست بمستوي ثراء دول أخري. القرار الجمهوري يعكس حسا سياسيا رفيعا واستكمالا لدور مهم يقوم به الرئيس وحده لجذب المستثمرين وتشجيع السياحة. وأعتقد ان كلمة »عيب» بكل ما تحمله من مفردات الثقافة المصرية هي ابسط ما يمكن أن يقال في حق اعلام استباح كل شيء ويعود بسيارة مصر للخلف!!