لماذا يقتصر احتفالنا بذكري أكتوبر علي الأغاني والحفلات.. أكتوبر أكبر من ذلك بكثير.. أكتوبر صنعه أبطال لازال كثيرون منهم علي قيد الحياه.. أين هؤلاء الأبطال؟.. لماذا لا تتم دعوتهم أو أبنائهم – إذا كانوا شهداء - للمشاركة سنويا في احتفالات ضخمة بهذه المناسبة؟.. لماذا لا نعيد تكريمهم كل عام أمام أطفالنا وشبابنا.. بل أمام العالم كله.. لنثبت للجميع أن مصر لا تنسي أبناءها.. الذين لولاهم ما نجحنا في استرداد الأرض ورفع الرأس..؟ أحرص دائما علي رؤية هؤلاء الأبطال وسماع بطولاتهم في الاحتفاليات السنوية التي ينظمها مستشفي 57357 لإحياء روح أكتوبر وتكريم أبطالها.. وأشعر خلالها بانتقال روح أكتوبر للأطفال المرضي لتمنحهم البطولة والأمل في الانتصار علي المرض مثلما انتصر أبطالنا علي العدو. استمعت لقصة الشهيد محمد زرد أول من رفع علم مصر.. قام بمائة وعشرين عملية عبور.. ويوم 10 أكتوبر 1973 أصيب أثناء عملياته.. لكنه أصر علي رفع العلم حتي سقط بجواره.. تاركا طفلا عمره ستة أيام أصبح الآن العقيد أركان حرب خالد محمد زرد. محمد طه يعقوب صاحب علامة النصر الشهيرة والتي استوحاها من شكل سيناء علي الخريطة: »عبرنا بالقوارب المطاطية فلم تكن معنا عربات ولا دبابات لعدم وجود معابر تم نصبها بعد.. ولم تكن معنا سوي أسلحة شخصية بسيطة.. وفجأة هاجمتنا 8 دبابات نجحنا في تدميرها حتي نفذت ذخيرتنا.. لكننا فوجئنا بمجموعة أخري تتقدم.. فاتفقنا علي خداعهم.. بالتقاط حجارة من الأرض والإسراع نحو الدبابات وكأنها قنابل نستعد لتفجيرها.. وفعلا أسرعنا بالحجارة وبمنتهي الشجاعة صعدنا فوق الدبابات.. وبمجرد فتحنا للبرج استسلم الجنود ونجح 22 جنديا.. بشجاعتهم في أسر 18 دبابة. وما أجمل كلمات اللواء طيار أبو بكر حامد: »في حرب 1973.. دم المسلم والمسيحي روي أرض سيناء.. فكلنا مصريون.. وعدونا واحد». ثم وهو يمنح الأطفال المرضي روح البطولة قائلا:» كنا نحارب عدوا ظاهرا.. لكنكم هنا تحاربون عدوا خفيا.. فأنتم الأبطال الذين تستحقون التكريم». لواء سمير عزيز: »كان لي شرف إسقاط 3 طائرات ميراج.. وفوجئت أن الناس يقولون عني بطل.. رغم أنني لم أفعل شيئا سوي واجبي.. كمحارب يحب بلده». للأسف نحن لا نعرف كيف نحتفل بذكري أكتوبر.. ولا كيف ننقل هذه الروح الجبارة لأجيال لم تعشها.. أبطال أكتوبر هم أفضل قدوة نقدمها لأبنائنا.. هم أفضل من يتحدثون عن الوطنية والانتماء بالتضحيات التي قدموها.. وليس بالشعارات والأغاني.. ويكفي أن قصص بطولتهم الحقيقية توقظ فينا مشاعر ومعاني توارت للأسف أمام مشاكل الحياة.