بينا يلا بينا، نحرر أراضينا، عضم اخواتنا نلمه نلمه، نسنه نسنه ، نعمل منه مدافع وندافع، ونجيب النصر هدية لمصر نكتب عليه اسامينا كلمات كتبها رجل جاوز من العمر الثمانين، بسيطا محبوبا تجده حينا مع الشباب الذين تنضح فيهم بذرة الشعر وأخري علي مقهي مع أصدقاء الدرب وصحبة الكفاح، شاعر.. مقاوم.. فيلسوف.. وفدائي هكذا هو الكابتن غزالي شاعر المقاومة الشعبية بالسويس ومؤسس فرقة أولاد الأرض التي كان لها دور معنوي في صمود هذا الشعب حين رددت أغانية ليلة 25 أكتوبر 1973 بعد اقتحام القوات الاسرائيلية لمدينة السويس وظلت أغانيه سلاحًا معنويًا يجاور المدفع والبندقية خلال المقاومة، ويلازم حجارة الثوار وهتافاتهم عندما انطلقت شرارة الثوره من قلب المدينة الباسله "بوابة أخبار اليوم" التقت بالشاعر غزالي الذي استولد من قلب الألم والحزن والانكسار أغاني وأشعار دفع بها الزمان فأصبحت من التراث الشعبي وثقافة المقاومة. الحاجه أم الاختراع يقول غزالي إن نظرية الحاجة أم الاختراع هب ما دفعتهم إلى تشكيل فرقة "البطاطين" والتي عرفت فيما بعد بأولاد الارض، يتذكر يوم 5 يونيو 1967 حين فوجئت السويس بالحرب وفي غضون 24 ساعة كانت الهزية دونما تمهيد أو مقدمات، وعلية كانت المفاجئة بوصول القوات الإسرائيلية للضفة الشرقية من القناة، وبدأوا بضرب القذائف والمدفعية على المدينة وسكانها الأمنين وعلم المواطنين أن القوات المسلحة انهزمت فى هذه الحرب، فقام أبناء السويس بفطرتهم وحسهم الوطنى لتعلن عن رد الهزيمة ورفض الاستسلام وتكونت فى أعقاب ذلك مجموعات من الشباب تبحث عن السلاح للدفاع عن الاهالى، الذين لم يستسلموا ويرتضوا بقبول وجود القوات الاسرائيلية، لذا كان عليهم تدبير وسائل حمايتهم ، ومن تلك التجمعات خرجت تنظيمات شعبية من العمال والفلاحين والشباب طلاب الجامعات تقدمهم الأدباء والمثقفين باحثين عن وسيلة لحماية الوطن ورد الهزيمة وإيقاف المد الإسرائيلي المحنة تولد الشعر حينها ابتدع مجموعة من الشعراء والمثقفين وسيلة متاحة وتشكلوا فرق استهدفت توعية المواطنين، ومن ضمنها برزت فكره "أولاد الارض" التي كان يتولى قيادتها "غزالي" واتسمت تلك الفرقة بالتصدي لمواجهة العدو الإسرائيلي على ضفة القناة وهو ما ولد الدعوة للصمود. ويشير غزالي إلى أن ذلك دفعه إلى كتابة أغاني وأشعار مستوحاه من قلب الظروف التي تعايشها السويس ومن أضلع معاناة الشعب، لم تكن هذه الفرقة قد اختارت اسم لها بعد، ولم يكن فكرة فنية ايضا بل ركزت على الدفاع عن النفس والوطن واشتهرت المجموعة بين الشعب السويسي، وأطلق عليها فرقة البطاطين، على سبيل السخرية من النظام القائم آن ذاك، حيث افترش اعضائها البطاطين وسط الجماعات يتحدثون إليهم، ويشرحوا لهم الظروف القائمة ويطالبوهم بالصمود الثبات من خلال الاغانى والشعر، فالسويس بطبعها مدينة مصرية اشتهر عن اهلها منذ القدم بحبهم للفنون والغناء، وبالتجرية أكتشف أن ذلك سلاح مهم ويشد من ازر المناضلين إلا ان قرار التجهير صدر فى نهاية اكتوبر 1967 التهجير والعمل السياسي أعقب ذلك مرحلة جديدة من المقاومة بالكلمة والوتر ووصل عدد الفرقة إلى 20 شخصًا بقيادته وعندما انتشرت الأغانى وشملت على المتواجدين بالسويس فبدأوا يشرعون فى كلماتها بطعم الامل المنتزع من الهزيمة فأطلق عليها أولاد الارض يتحدث غزالي عن تلك المرحلة قائلًا : بعد التجهير تحولت أولاد الارض إلى عمل سياسي يوازي في الساحة الداخلية العمل العسكري وخرج من الفرقة مجموعات من الفدائيين وقدمت الفرقة العديد من الشهداء وتوالت الأغاني والأشعار مواكبة ومرشدة لإراده المعركة، وظلت سلاحًا هام جدا بعد ان جابت كل المحافظات تنشر ثقافة المقاومة وأصبح ايضا للأغانى أدبيات أنتقلت مع المواطنين فى الهجره، واعتبر الغزالى ان النشاط الذى قامت علية الفرقة فى ذلك الحين هو العمل السياسى الوحيد الناجح فى ذلك الوقت، وخرجت من قلب الفرقة الاساسية فرق من الشباب بالاقاليم والمحافظات ومهدت باغانيها فكريا للمرحلة العبور وتحرير الارض وأنه ليس بالمستحيل فعل ذلك التجهير الجبرى يتذكر الكابتن خلال حديثه أنه أجبر على التجهير والخروج من السويس فى قضية سياسية يوم 7 مارس عام 1973 وذلك لأصراره على استمرار تشكيلات المقاومة الشعبية والسلاح فى ايدى الشعب لمواجهة العدوان، حيث عارض قرار تسريح المقاومة الشعبية وسحب الاسلحة وقال أن حرب أكتوبر جرت دون مشاركة شعبية حقيقيه، وذلك ما دفعه ليطالب بأهمية وضروره اعادة تصويب التاريخ وتصحيحه حتى ترى فيه الاجيال القادمه مدى عظمة التضحية بالارواح فى سبيل مصر دور معنوي يرى كابتن غزالى نفسه مشاركا بالتعبئة المعنوية والنفسية فى كل العمليات الفدائية التى جرت على الجبهة، ونقل رواياتها الى كل ربوع الوطن فى الوقت الذى منع فيه بشكل رسمى نقل الاحداث التى تدور على يد الفدائيين، ويرى أن مسئوليته ومن معه كانت نابعة من كونهم المصدر الوحيد للمعلومات وللوقائع على الضفة الشرقيه للقناه بما يحتم عليهم نقلها للشعب، وكان ذلك من خلال الاغانى والاشعار السياسية التى تضمنت تلك المشاهد والمواقف بشكل غير مباشر فكانت تعرف انجازات الفدائيين مع كل اغنية جديده، وتذكر الكابتن بعض من تلك الاغانى وردد قائلا : بينا يلا بينا، نحرر أراضينا، عضم اخواتنا نلمه نلمه، نسنه نسنه ، نعمل منه مدافع وندافع، ونجيب النصر هدية لمصر نكتب عليه اسامينا .. وهى احدى القصائد التى كتبها نهاية 1967 ومازالت الى وقت قريب خلال تظاهرات ثوار السويس ثورة الغريب وأولاد الارض سألناه عن سبب ترديد شباب الثورة بالسويس حتى الأن لتلك الأغاني، فرد قائلا: بشكل غير مباشر ردد شباب السويس بعض الأشعار والأغاني التي كتبتها لانهم وجدوا فيها إجابات على كل ما كانوا يرجوه، فضلا عن كونهم ورثوا جينات المقاومة عن أبائهم وأجدائهم الذين حاربوا، وردد بعض ما كتبة خلال الثوره (يا دم الشهداء يا طاهر، يا معطر فى الحوارى، يا محنى تراب بلدنا، يا منور فى العلالى، صامدين يا سويس صامدين، بايسين قهر السنين ومدوبنا الحنين واشتقنا بالاحضان يا سويس) خروج عن النص يصمت شاعر السويس قليلا ثم يقول أن الشعوب لها فلسفتها الدئوبة والمستمرة وهي درء الظلم والفساد والعبث، وعلى هذا يدور الصراع المستمر ويظل فى وجدانها ولا ينسى أبدا وكل ما خرج شئ جديد ببارقة أمل يتجدد معه طموحات المواطنين وأفكارهم، واستنكر قائلا لكن مع الاسف منذ حرب اكتوبر73 حتى الآن لم يحدث تغيير كيفي يجعل من الشعب راضيا وهادئا وسعيدا لكن يبقى أن الشعوب بطبيعتها طموحة إلى الإفضل والأرقى وتظل متربطة بالعابثين بأقدارها ولاتعرف المهادنة، فالذين لايؤمنون بالشعوب لا يؤمنون بالبطولة مشروع بلا هدف هكذا وصف غزالى وزارة الثقافة مؤكدًا على أنه من الواجب الآن اأن يكون لها مشروعها القومي وهو تصحيح تاريخ مصر المعاصر وتسجيل شهادات ابطال الحرب ومحو امية الشعب الابجدية والفنية والثقافية فهى مهمة قومية فهل يستطيع وزير الثقافة أن يقوم بها ووجه رسالة لشباب الثورة قال فيها: مصر فوق الجميع والشعب هو البندقيه والمدافع والرصاص وعليهم ان يغنوا مع شباب السويس ( أبدا ما هنبطل كفاح، أبدا ما هنبطل غنا، أبدا ما نكل من حمل السلاح، حتى لوطالت 100 سنه ، ثورتنا مستمره ) تكريم الرموز وتصحيح المفهوم اثار الغزالى خلال حديثة عن فترة الحرب والمقاومة فكرة (القائد والرمز ) فقال أن عدد الذين أستمر تواجدهم بالسويس بعد التجهير قارب خمسة ألاف مدنيا بدون حسابات كلهم أبطال ومقاومون لكننا نسيناهم بمرور الوقت، أما تكريم الرموز الشعبية خلال احتفالات ذكرى 24 اكتوبر فهو تكريم رمزى لتضحيات ألاف من الشهداء الذى سقطوا فى المقاومة والمدنيين العزل الذين ماتوا بفعل الضربات الغادرة من اسرائيل، فالسويس كمدينة خاضت تجربة حرب سطرها فدائيين وقاده يشهد لهم التاريخ والشعب السويسى، قائلا عن نفسة أنه لولا كان محظوظا لما عرف من هو غزالى فالناس حفظته ونسيت اخرين وهى ايضا من تصنع الرموز والتى تبقى كالعناوين، فالدولة لم تعطى الكثير منهم حقهم لكن فضل الله على هؤلاء الابطال ان منحهم معانى انسانية عظيمة فمن يدفع بنفسة وروحه على الفداء والتضحيه لا يعنيه أبدا الحصول على نتيجة عمله