ورثنا عن الاجدادحضارة عظيمة وعلينا الحفاظ عليها واستثمارها علي أحسن وجه ولكن ماذا سنترك لأولدنا وأحفادنا؟ من هذا المنطلق سعيت للمشاركة في مؤتمر الاتحاد الدولي للصحفيين والكتاب السياحيين والذي عقد في موسكو خلال الفترة من 22 إلي 27 سبتمبر الجاري بحضور 190 شخصا من 24 دولة وذلك بهدف مناقشة هموم السياحة وكيفية دعمها وتطويرها لأهيمتها ولكونها محركة للعديد من الصناعات والوظائف في مختلف الدول وفي نفس الوقت تساعد علي نشر السلام والمحبة بين البشر. حرص اعضاء الوفد المصري علي تأكيد أن مصر بلد آمن يواجه الارهاب بخطة محكمة وأن الدول التي تحظر علي مواطنيها زيارة أي بلد خوفاً من الأرهاب تكون في الواقع من العناصر المشجعة للأرهاب لانها تحقق اهدافه بنشر الخوف بين المواطنين الابرياء وتتجاهل أهمية السياحة التي تعد من أهم القطاعات الاقتصادية في كل بلد في العالم سواء كان من الدول الغنية أو الفقيرة، ناقش المؤتمر التحديات التي تواجه مختلف القطاعات السياحية وإيجاد حلول قابلة للتطبيق مع التأكيد علي تقديم أعلي مستويات خدمية ومن التحديات ارتفاع اسعار تذاكر الطيران وسلامة المطارات وتقديم خدمات عالية الجودة وهذا يعني رفع كفاءة العاملين في هذا المجال وأن تكون السياحة نظيفة لا تلوث البيئة، كما ناقش المؤتمر التطورات التي طرأت علي السياحة فلم تعد مقصورة علي زيارة الاثار التاريخية والمدن الجميلة والعتيقة فقط بل ظهرت أنماط جديدة منها سياحة سفارتي الصحراء وتسلق الجبال والغطس في البحار والتزحلق علي الجليد والسياحة العلاجية للاسترخاء أو علاج الاوجاع وسياحة المؤتمرات و... و... كما اصبح للشباب انماط سياحية خاصة بهم يلتقون خلالها في المعسكرات يمارسون الهوايات ويستمعون للموسيقي ويتبادلون الخبرات والمعرفة وبفضل التكنولوجيا الحديثة تراجع دور شركات ومكاتب السياحة فقد اصبح من المتاح لأي شخص حجز الرحلة بالكامل عبر الانترنت. وعندما دخلنا مع أهل موسكو في حوار عن ضرورة عودة السياحة بين مصر وروسيا اعربوا عن حبهم لمصر وألمحوا ان السياحة ليست العائق الوحيد ولكن دخل الشخص في روسيا تراجع لان العملة الروسية الروبل يعاني من مشكلات امام العملات الاخري مثل الدولار واليورو. وأنه يجري حالياً علي قدم وساق التفاوض من اجل إعادة تشغيل خط الطيران بين القاهرةوموسكو وشهد المؤتمر الانتخابات لأختيار الرئيس واعضاء مجلس الإدارة وفاز التونسي تيجاني حداد بمنصب الرئيس والمصري صلاح عطية بمنصب النائب والفرنسية برناديت دولمين للصندوق. وأهمس في اذن من يهمه امر السياحة في مصر إن امامنا تحديات كبيرة وأن السياحة لم تعد تعتمد علي الاثار التاريخية ولكن فن إجتذاب البشر وكما يقولون إنها بترول من لا يمتلكون ابار بترول».