الله يرحم أيام الإذاعي أحمد سعيد في إذاعة »صوت العرب» عندما كان يسقط حكومات في الستينيات والسبعينيات، فقد كانت دول تخشي هجومه، وكان نجمنا هو لسان حالنا يوم أن يفتح رئيس دولة النار علينا أو يتحرش بِنَا، مصر كانت أقوي دولة في المنطقة.. لم تجرؤ دولة مهما كان حجمها أو هويتها عربية أو أجنبية التهجم عليها في صحيفة أو إذاعة.. فقد كانت إذاعة » صوت العرب » بعبع المنطقة كلها وكانت الإذاعات الخارجية تترجم ما يذاع عنها فتأتينا احتجاجات واعتراضات فكنا ندير ظهورنا لها.. كانوا يحاولون وقف الترددات حتي لاتصلهم أصواتنا، حاولوا بناء شبكات لاسلكية للتشويش علي أصواتنا، لكن خبراءنا الفنيين إذاعيًا كانوا يسيطرون علي جميع الترددات اللاسلكية وكان صوتنا ينطلق مثل الصاروخ.. قويًا يهز وجدان الأمة العربية.. وهو يعلن » أمجاد ياعرب.. أمجاد ».. كان احمد سعيد سببا في ثورات شعوب كثيرة فقد سقط حكم السنوسي في ليبيا.. والإمام احمد في اليمن.. - اعترف أن هزيمتنا في يونيه 67 أحدثت شرخًا في اعلامنا الخارجي فقضت النكسة علي قوة »صوت العرب» التي كانت تسقط حكومات.. انسحب احمد سعيد من الساحة بعد النكسة وبانسحابه أعطي لإسرائيل أن تخطط وتختار حليفتها قطر كقاعدة إعلامية لها تأسست قناة» الجزيرة » وبدعم منها كبرت وترعرعت وأصبحت »البعبع».. استغلت اسرائيل غياب » صوت العرب » عن الساحة وانشغالنا بترميم جراحنا عقب الهزيمة ورحيل عبد الناصر.. فبموت الزعيم ماتت معه صحوة الاعلام الوطني.. وكبرت » الجزيرة » وتحولت إلي كارت ارهاب للرؤساء العرب.. وظل إعلام مبارك لا يقدم خطوة ولا يؤخر.. فمبارك لم يكن في قوة عبد الناصر فقد كان ناعمًا مع خصومه فكانت النتيجة أن فجرت »الجزيرة» لحساب الأمريكان فتبنت ثورات الربيع العربي في ليبيا وتونس واليمن ومصر ونجحت في إسقاط أنظمة لصالح المخطط الاسرائيلي الأمريكي القطري.. صحيح انها فشلت في أن تتدخل في شئوننا بعد ثورة 30 يونيه، رغم محاولاتها في تفتيت الإرادة الشعبية المصرية لضرب النظام في مصر لصالح المخطط.. ..السؤال هنا.. أين إعلامنا؟! ماذا فعلنا مع الذين يضعون مصر في دماغهم لإسقاطها؟ بالله عليكم هل يستحقون السكوت عليهم؟ أم من المفروض أن نفتح النار عليهم إعلاميا ونعطيهم درسًا قاسيًَا قبل أن تتأثر بهم شعوبهم ؟! - يا أصحاب الأقلام.. يا أصحاب الهوية الإعلامية.. ادعوا شباب الجامعة الأمريكية وكل شاب يتكلم اللغة الانجليزية أن يردوا علي المواقع الأجنبية التي تهاجم مصر، اكتبوا في الصحف الانجليزية وألزموهم بالنشر.. نريد من هؤلاء الشبان أن يكون كل منهم احمد سعيد.. بقلمه وليس بصوته.. فالكلمات أصبحت مثل السيف علي الرقاب.. اقرأوا ما كتبه الزميل غالي محمد رئيس تحرير مجلة » المصور » عن المأجور.. هذا المأجور هو » ديفيد هيرست » رئيس تحرير موقع » ميدل ايست » هذا الموقع بتمويل قطري وحشد فيه ما يقرب من 23 كاتبا ومعلقا ليشنوا حملة ضد مصر.. أكيد لا تعلمون ما يحاك ضد مصر في الخفاء، لأن الكارثة اعلامنا المصري مغيب لا يتناول ما يحاك ضدنا، لذلك اسمحوا لي أن أحني رأسي لمجلة »المصور» التي لاتزال تؤمن برسالتها ومن باب الأمانة الصحفية نقلت مايدور ضدنا في الخفاء، فكشف رئيس تحريرها عن المأجور الذي يهاجمنا لحساب قطر والمخابرات الأمريكية محاولا إشاعة الفوضي ضد مصر.. الذي اعجبني أن يفسح رئيس التحرير ثلاث صفحات للكاتب الكبير عبد القادر شعيب لكي يتناول شخصية هذا المأجور المسمي بالشيخ »ديفيد هيرست» في انقلابه للتخلص من حكم السيسي.. فادعي كذبا أن دول الخليج قدمت إلي مصر بعد تولي السيسي رئاستها نحو 50 مليار دولار..... وهذه اكاذيب أراد ان يسوقها لتفتيت قوي الشعب المصري مع أن مجموع ما حصلت عليه مصر ومعها تركيا منذ عام 2013 بما فيها السنة التي كان الاخوان يحكمون فيها كل ماسددته دول الخليج لا يتجاوز 30 مليارا.. وادعي هذا المأجور أن السيسي منح علاوات للقوات المسلحة والشرطة ورجال القضاء بينما الرجل اول ما قرر العلاوات رفع اصحاب المعاشات وقرر الزيادات لجميع القطاعات في الدولة وشركات قطاع الاعمال.. لكن ماذا تقول لمأجور اجنبي اختارته قطر لكي يكون من السهل إقناع المصريين به؟! لذلك أقول شكرا لمجلة » المصور» التي كشفت لنا عن المخططات التي تحاك ضدنا علي أمل أن نتوحد جميعا ونتصدي لمثل هذا الكذاب بالرد عليه في موقعه.. - إن مثل هذه الأحداث تفرض علينا أن نعيد النظر في سياستنا الإعلامية ونهتم بالعالم الخارجي حتي يكون لنا صوت مسموع ،فقد كانت لنا صحف لبنانية تصدر في بيروت لحسابنا.. وكانت أقلام الكتاب المصريين تحمل أسماء مستعارة تكسر رؤوسًا وتقطع ألسنة.. اين نحن الآن؟! رحم الله عبد الناصر.. ورحم الله السادات.. فقد ماتت معهم النخوة المصرية.. والله عيب ان نكون ملطشة للأقزام.. المفروض أن تكون مهمتنا الآن هي غسل العقول قبل أن تتلوث بغبار اعدائنا.. صحيح اننا شطار في برامج التوك شو لكن اعلام الراقصة والطبال لن يجعل لنا اسمًا بقوة اسمنا ايام جمال عبد الناصر عندما كانت دول ترتعش من اسم مصر..