قرأت مقالكم »بتوقيت أي دولة يا مشايخنا الأفاضل» والذي أثار قضية الأحاديث المدسوسة علي السنة المطهرة ومنها »إن الله ينزل في الثلث الأخير من كل ليلة إلي السماء الدنيا ويقول هل من مستغفر فاغفر له».. نعم سيدتي فإن هذا الحديث من الأحاديث التي دُست علي السنة والرسول صلي الله عليه وسلم بريء منها وذلك لعدة أسباب منها أن الحديث ليس له ما يعضده في القرآن الكريم لا تصريحا ولا تلميحا كذلك فهو يتعارض مع آيات قرآنية كثيرة مثل : لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ، فالنزول والطلوع من صفات البشر وهي مستحيلة بالنسبة لله تعالي لأنه سبحانه قوة قاهرة تسيطر علي الكون كله فهو أكبر من السموات والأرض وهو يدير الكون بطريقة نلمس آثارها ولا نعرف كيفيتها فهو الأول والآخر والظاهر والباطن وهكذا اتصال الله بالكون ولله المثل الأعلي.. أما عن المغفرة فيمكن للعبد أن يطلبها في أي وقت وليس في الثلث الأخير من الليل فقط ولكن الحديث يصوّر عناية الله بالعصاة الذين خالفوا أوامره وكأنه تفرغ لهذه الفئة الضالة المنحرفة وهو أمر غير مستساغ عقلا ويقضي علي عقد الالتزام في القرآن الكريم، وفكرة إن الإنسان يخطيء والله لابد يغفر هي التي قضت علي نمو الحضارة الإسلامية وحتي الآن لا تزال تؤثر علي المسلمين سواء في أعمالهم أو سلوكياتهم، فمعظم الناس لا يؤدون واجبهم لدينهم ووطنهم ويقولون سيغفر لنا.. أما بالنسبة لحديث ما أفلح قوم ولوا أمرهم امرأة فهو يتعارض مع القرآن من عدة وجوه، فنبي الله شعيب حين كبر في السن ترك أمر إدارة حياته كزراعة الأرض ورعي الغنم وسقايتها لابنتيه حتي ظهر سيدنا موسي في حياتهم وتولي أمر الأسرة كلها.. وهناك أيضا بلقيس ملكة سبأ والتي حكمت قومها في بلاد العرب وأقامت لهم حضارة عظيمة جعلت مملكة سبأ من أقوي الممالك في عصرها، وقد أفلح القوم بقيادة هذه المرأة، ولم يقتصر الأمر علي هذا بل أنها لما رأت أن عبادة الله الواحد هي الحق وما دون ذلك هو الضلال دخلت في الإسلام علي يد نبي الله سليمان ودخل قومها معها وكانت سببا في فلاحهم في الدنيا والآخرة، ولكن مثل هذا الحديث المدسوس جاء من رحم نظرة العربي القديم إلي المرأة ودس في صحيح البخاري والبخاري منه بريء.. أختي الكريمة إن كل هذه الأحاديث الغرض منها تحجيم وتقزيم وعزل القرآن الكريم وهي مؤامرة تدار من الخارج بدهاء ومن الداخل بغباء.. ليت الأغبياء ينتبهون.. دكتور محمد أبو زيد الفقي أستاذ الدعوة والثقافة الإسلامية المتفرغ بجامعة الأزهر وعميد كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بكفر الشيخ سابقا. لا يقرأون قرأت مقالك »بتوقيت أي دولة يا مشايخنا الأفاضل» والحقيقة أنا مندهش هل حضرتك متخيلة أنهم يقرأون الجرائد ؟ هم يا سيدتي لا يقرأون، هم فقط يصدعوننا بخطبهم المملة والركيكة والمعادة والمعتادة والمبالغة في القنوط واليأس والجهل، هم في الأغلب كالببغاء التي تكرر الأحاديث بلا تفكر أو تدبر أو حتي قليل من التفهم.. أعانك الله ووفقك لخدمة دين الحق ورسول العلم والمعرفة والذي مازال بعلمه يحارب أئمة الكفر والشرك وكلاب النار من الفرق الضالة والمضللة التي شوهت دين الله لوجه ملة الكفر وبالمجان.. حسن جاب الله مرشد سياحي ما قل ودل الحياة لا تقف علي عتبة أحد..