في مقاله الأسبوعي بالأخبار أشار الأستاذ محمود غنيم إلي معجزة الله في الأذان حيث أنه وفقا لمعادلة حسابية تعتمد علي عدد خطوط الزمن التي تنقسم إليها الأرض ثبت أن الأذان ينطلق من مكان إلي مكان كل أربع دقائق تحديدا وهي المدة الزمنية التي تفصل بين كل خط وآخر وإذا اعتبرنا أن مدة الأذان الواحد تستغرق حوالي أربعة دقائق فبالتالي لا ينقطع الأذان أبدا عن الكرة الأرضية.. والحقيقة أن الأستاذ محمود غنيم قد وفّر عليّ كثيرا لكي أتمكن بدوري من الإشارة إلي ملاحظة أخري تلح علي ذهني كلما تردد أمامي حديث مشهور يقول إن الله سبحانه وتعالي ينزل في الثلث الأخير من كل ليلة إلي السماء الدنيا ويقول هل من مستغفر فأغفر له إلي آخر الحديث.. وإذا سلّمنا كما يؤكد رجال الدين أنه نزولا حقيقيا وإذا كانت العدالة الإلهية تقضي بمنح هذه الفرصة لكل مسلم أيا كانت الأرض التي يعيش عليها تصبح النتيجة أن الله جل في علاه لا يغادر السماء الدنيا أبدا تنزه وتعالي عن ذلك علوا كبيرا وإلا فليقل لنا مشايخنا الأفاضل بتوقيت أي دولة ينزل الله سبحانه وتعالي من عليائه إلي السماء الدنيا إذا كان الزمن يتحرك من مكان إلي مكان كل أربعة دقائق.. واضح طبعا أن الذين وضعوا الحديث كانوا يجهلون تماما مسألة خطوط الطول والعرض وبدلا من أن يقوم مشايخنا الكرام بغربلة هذه الأحاديث ومراجعتها نراهم يتعاقبون عليها جيلا بعد جيل ليرددوا ما يقال لهم بلا تفكير، ولأن الشيء بالشيء يذكر فتحضرني عشرات الأحاديث المكذوبة الأخري التي شوهوا بها السيرة النبوية العطرة ونسبوا إلي صاحبها كل الوحشية والعنف والتخلف منها علي سبيل المثال ما جاء في صحيح مسلم : لا تبدأوا اليهود ولا النصاري بالسلام فإذا لقيتم أحدهم في طريق فاضطروه إلي أضيقه، وطبعا مطلوب منّا نصدقه ومش مهم بقي إذا كان بيتعارض مع القرآن (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم) واللي حيقوللي إن فيه آية في سورة المائدة تنهي المؤمنين عن اتخاذ اليهود والنصاري أولياء حاقول له فعلا ولكن هذا النهي مرتبط وبرضه في سورة المائدة بسبب وهو أنهم اتخذوا ديننا هزوا ولعبا والقاعدة أن الحكم يدور مع العلة وجودا وعدما.. حديث آخر مشهور يقول (أمرت أن أقاتل الناس حتي يقولوا لا إله إلا الله) ويكذّبه ما جاء في سورة يونس (ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا أفأنت تكره الناس حتي يكونوا مؤمنين) كذلك حديث (جئتكم بالذبح) وتكذبه آية (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) أيضا حديث وجوب تطهير الإناء الذي لمسه لعاب الكلب سبع مرات أحدها بالتراب ويكذّبه حكم ربنا بإباحة الأكل مما تصطاده لنا الكلاب وتغرس فيه أنيابها فكيف إذن علينا التطهر من لعابها، كذلك يكذّب هذا الحديث القصة الشهيرة لأهل الكهف المؤمنين الأطهار والذين كان كلبهم رفيقهم الثامن في حياتهم وطوال مدة نومهم وعند مماتهم.. أيضا حديث البخاري (ما أفلح قوم ولوا أمرهم إمرأة) وتكذّبه العديد من الدول الناجحة التي كانت ومازالت تحكمها النساء ومنها علي سبيل المثال دولة ألمانيا العظمي التي تحكمها بنجاح المستشارة انجيلا ميركل واللي حيحتار زيي في المعضلة دي فأمامه ثلاثة اختيارات إما أن ينكر حديث البخاري أو يقول إن ألمانيا دولة فاشلة أو يحلف بالمصحف إن ميركل راجل.. ما قل ودل حد يكعبل الأيام اللي بتجري دي..