ماذا يعني السعي إلي الحلم الأمريكي في القرن الحادي العشرين ؟ لإيجاد الاجابة ، تتبعت الكاتبة إمبولو ميبي حياة أسرتين مختلفين جداً في أعقاب الأزمة المالية العالمية في عام 2008 في أول عمل لها . وقد سألناها بعض الأسئلة عن تجربتها الشخصية في الانتقال إلي أمريكا من الكاميرون ، وعن حبها لمدينة نيويورك و من من الممثلين تحب أن يمثل شخصياتها علي الشاشة . تجربتك الخاصة بالهجرة مثيرة تماماً مثل تجربة جيند، هل يمكن أن تحدثينا عنها؟ قصة هجرتي تتشابه مع قصة عائلة جونجا ، فمثلهم انتقلت من ليمبي في الكاميرون إلي الولاياتالمتحدةالأمريكية ، علي الرغم من أنني حضرت إلي هنا في سن أصغر للالتحاق بالكلية ، علي العكس من جيند و نيني اللذين انتقلا إلي هنا و هما راشدان كبيران ، عشت في هارلم عدة سنوات ، وهكذا مثلهما، أنا أيضاً مهاجرة أفريقية أعيش في هارلم . ذلك ، لكن يوجد الكثير من التشابه بيننا في النهاية معظم قصتهما ، و النضال الذي قاما به كان مستوحي من قصص رويت لي من قبل مهاجرين آخرين . أنت هنا في أمريكا منذ أكثر من عشر سنوات . هل فكرت في الذهاب إلي ليمبي ؟ و ما الذي تفتقدينه فيها ؟ لقد عدت إلي ليمبي عدة مرات للزيارة ،و حتي بعد كل تلك السنوات مازلت أفتقدها . أفتقد البساطة المطلقة للحياة هناك والطعام اللذيذ و أجواء الاسترخاء . ما الذي جعلك تقررين كتابة رواية ؟ استوحيت كتابة هذه القصة بعد أن رأيت السائقين و المديرين التفيذيين في شوارع مانهاتن . في ذلك الوقت كنت قد فقدت وظيفتي بسبب الركود ، وكان لدي الفضول لمعرفة كيف أثر الركود في مناحي الحياة المختلفة في سكان مدينة نيويورك ، لذلك بدأت كتابة قصة عن مدير بنك ليهمان براذرز و سائقه والأسلوبين المختلفين في تأثرهما بعد انهيار بنك ليهمان براذرز. كلما كتبت المزيد ، ازداد هوسي برواية القصة . تبدو نيني شخصية غيرعادية ، فليس هناك شيء تقريباً لم تفعله حتي تجعل حلمها حقيقة و بعض تصرفاتها صادقة جداً فما شعورك نحو نيني؟ و ما الذي أوحي لك بشخصيتها ؟ شكراً لك. إنها في الواقع شخصية غير عادية . فهي تؤمن بإمكانية الوصول إلي الحلم الأمريكي و هي كذلك مقتنعة بأن أمريكا يمكن أن تقدم لها الحياة التي لم تجدها في ليمبي ، لأنها كانت هناك تمتلك فرصاً محدودة للخروج بشيء ما في حياتها في ليمبي . إنها مدركة لشرف العيش في مدينة نيويورك و تلتحق بالكلية ، و تتطلع إلي أنها يوماً ما سوف تصبح صيدلية . و بناء علي ذلك لن تسمح لأي شيء أو أي أحد أن يقف في طريق حلمها . شيء ما وجدته عجيباً حتي لو أنني لا أتفق تماماً مع ما تقوم به ، و مع ذلك تأثرت بها ، لأن شخصيتها كانت مستوحاة من النساء اللاتي عشت معهن في ليمبي ، وكذلك النساء المهاجرات اللاتي التقيت بهن في أمريكا- نساء ذوات إرادة قوية مع قدرات وموارد محددة وهذا ما جعلهن أمام خيارات صعبة للقيام بما يتعين عليهن من واجبات تجاه أنفسهن وأطفالهن علي السواء . هناك الكثير جداً عن مدينة نيويورك في هذه الرواية، يعتبر جيند أن كولومبس مركز العالم لأنه في وسط مدينة نيويورك . و تفكر نيني أنه " بينما هناك مدن و بلدات كبيرة في العالم فهناك نوع معين من السعادة ، نوع معين من المغامرة و الطفولة الجريئة، و أن نيويورك فقط هي التي يمكن أن تقدم الطفل : ماذا تعني مدينة نيويورك بالنسبة لك ؟ أحب نيويورك . من المؤسف أن هذه العبارة أصبحت من الكلشيهات . لكنه في الواقع لا توجد طريقة أفضل بالنسبة لي للتعبير عما أشعر به نحو المدينة التي اتخذتها موطنا من ذلك . كمكان غريب و فوضوي، كما يمكن أن يكون أحياناً ، كان فقط عندما انتقلت إلي نيويورك ذلك أنني شعرت أخيراً أننا في منزل في أمريكا . ربما شيء ما في مدينة نيويورك يذكرني بمدينة ليمبي . أو ربما لأن المدينة ، من وجهة نظري ، ترحب بأي شخص من أي مكان ، لست متأكدة تماماً . ما أنا متاكدة منه أن لدي شعورا عظيماً بالانتماء إلي هنا ، بوصفي مهاجرة ، فإن ذلك يعني الكثير بالنسبة لي . حققت عائلة إداوردز الحلم الأمريكي لكنه بالتأكيد لم يصنع لها السعادة . هل تعتقدين أن ملاحظة عائلة إدواردز ، جعلت جيند و نيني يريان أمريكا وأحلامهما في النجاح بشكل مختلف ؟ لا . لا أعتقد ذلك . عائلة جونجا و نيني خاصة ، مصممة جداً علي تحقيق النجاح في الحياة المهنية و المادية دون أن تري حتي ثمن تعلقها بذلك سوف يعوقها. الحقيقة أن كلا من عائلتي إدواردز و جونجا غير سعيدين ، كل علي طريقته ، عائلة تحلم بتحقيق النجاح المادي ، و عائلة حققت بالفعل النجاح المادي ، لكن يمكن لنا أن نري الثمن الذي يجب أن يدفعه كل منهما . التيمات في هذه الرواية مناسبة تماماً .. تقول إحدي الشخصيات علي لسان أمريكا " نحن كدولة نسينا كيف نرحب بكل أنواع الغرباء في وطننا " كيف ترين أن الروايات مثل روايتك قادرة علي مناقشة موضوع الهجرة ؟ أعتقد أنها رواية أشخاص فعلي الجانب الآخر من الجدل حول الهجرة يمكن أن تستخدم لدعم مواقفهم . إذا كنت من المؤيدين للهجرة فهناك شيء ما في الرواية يدعم حجتك. و إذا كنت من المناهضين للهجرة فهناك شيء ما يدعم حجتك أيضاً . لقد كان هدفي أن أحكي القصة كاملة بحذافيرها و أترك الأمر للقاريء لتفسير ذلك بالطريقة التي تتناسب ونظرته للعالم . لا أريد أن أكشف عن النهاية . لكن عندما كنت تكتبين الرواية ، هل عرفت ما كان يمكن أن يحدث لعائلة جونجا ؟ نعم ، و من أول بروفة للرواية ، عرفت كيف ستسير القصة إلي النهاية و لم أستطع أن أغيرها حتي لو كنت أردت ذلك . تم شراء هذا الكتاب لإعداد فيلم سنيمائي ، هل لديك أخبار عن ذلك المشروع ؟ ليس لدي أية أخبار لكن لو أعد ذات يوم للسينما ، سأكون متشوقة جداً لرؤية المشاهد بين نيني جونجا و سندي إدواردز هاتان المرأتان نار و ثلج و تكشف العلاقة بينهما عن الكثير من الطبقية و النفوذ . من هم الكتاب الأفارقة المفضلون لديك ؟ أي منهم ينبغي علينا أن نبحث عنه ؟ قرأت رواية الصيادون ل »higozie Obioma (1) العام الماضي و أحببتها بعمق . لقد عادت بي إلي مرحلة الطفولة في مدينة ليمبي . و بالنسبة لي ليس هناك شيء أحب إلي تماماً من كتاب يذكرني بما كنت أحب أن أكون طفلة أفريقية نشأت في أفريقيا . لدي تجربة مشابهة في قراءة : " نحن في حاجة إلي أسماء جديدة " للكاتبة No»iolet Bulawayo (2) ، رواية أخري أحببتها للكاتبة الأفريقية الشابة . فأنا أتطلع بشغف لقراءة روايتهما الثانية . هل كنت قارئة كبيرة و أنت صغيرة ؟ و ماذا كانت أهم كتبك المفضلة ؟ كنت قارئة نهمة وأنا طفلة ،علي الرغم من أنني كنت أقرأ القليل من كتب الأطفال. لقد كانت القصص المفضلة لدي هي قصص الكبار مثل : تاجر البندقية لشكسبير و قصة مدينتين لديكنز، و مع ذلك ما أفكر فيه الآن ، ليس لدي فكرة ، كيف يمكن لهذه الكتب أن تؤثر بعمق في طفلة صغيرة . ما هي مخططاتك للفترة القادمة؟ أعمل علي قراءة قائمة من الكتب - فقد وصل إلي العديد من الكتب الرائعة ، و ليس هناك وقت لقراءتها ، لذلك أحاول أن أقرأ بأسرع ما يمكن . (1)روائي وشاعر ولد في نيجيريا ، هاج إلي أمريكا ، نشرت روايته " الصيادون " العام الماضي بلإنجليزية وترجمت إلي اثنتي عشرة لغة . (2) روائية من زيمبابوي ، ولدت عام 1981 وعاشت في زيمبابوي حتي المرحلة الثانوية ، ثم أكملت تعليمها في الجامعات الأمريكية حتي حصلت علي الماجستير في الفنون وهي الآن تعمل وتعيش في امريكا ، نشرت روايتها : نحن في حاجة إلي أسماء جديدة عام 2013 .