تشهد القاهرة خلال الفترة الحالية حراكا سياسيا ليبيا لمحاولة رأب الصدع بين أطراف الأزمة وجمعهم علي طاولة مفاوضات واحدة يأتي ذلك في إطار عمل اللجنة المعنية بالِشأن الليبي التي كلفها الرئيس عبد الفتاح السيسي من اجل الوصول إلي حل توافقي يرضي جميع الأطراف ويضمن الحفاظ علي وحدة ليبيا وعدم منح الفرصة للأطرف الخارجية للتدخل العسكري وهو ما اكد عليه وزير الخارجية سامح شكري أن مصر تدعم الجيش الوطني الليبي وتؤيد تحركه للحفاظ علي الأمن والاستقرار في ليبيا . ويبدو أن الأزمة بدأت في تغيير مسارها الأمني والسياسي بعد مباركة معظم القبائل الليبية للعملية العسكرية التي قام بها المشير حفتر قائد الجيش الوطني الليبي وسيطرته علي منطقة الهلال النفطي، يبحث كل من فائز السراج رئيس المجلس الرئاسي الليبي ومارتن كوبلر المبعوث الدولي وعقيلة صالح رئيس برلمان طبرق مستجدات الأوضاع خاصة في ظل تغيرات معطيات المشهد الليبي بعد نحاجات المشير خليفة حفتر العسكرية ، وخروج اعداد غفيرة من مختلف بقاع ليبيا حاملين رسالة الدعم للجيش الوطني الذي يقوده المشير حفتر . وكشفت مصادر ليبية أن زيارة السراج السريعة للقاهرة ترجع الي سعيه للوصول إلي حل للخروج من مأزقه الحالي في ظل دعم الشعب الليبي للمشير حفتر وتأييدهم للعمليات العسكرية التي نجح من خلالها السيطرة علي منطقة الهلال النفطي وبدء عملية التصدير مرة أخري بعدما كانت متوقفه منذ سنتين ، بالإضافة إلي حالة الانشقاق التي ضربت المجلس الرئاسي الذي يرأسه بعد إعلان بعض الأعضاء موافقتهم علي العملية التي قام بها حفتر وسيطرته علي المنطقة النفطية بالشرق.. وأكدت المصادر ان السراج طلب من القاهرة التدخل لتهدئة الأجواء خوفا من تصعيد غربي محتمل ضد قوات الجيش الليبي التي يرأسها حفتر بعد حالة الذعر التي انتابت حكومات امريكا ولندن وفرنسا وايطاليا والمانيا واسبانيا خوفا علي صادرت المنطقة النفطية لهم ، وأن السراج سيحاول بلورة اتفاق جديد يضمن تواجد المشير حفتر بشكل أكبر وبصفة رسمية علي الصعيد الدولي والاوربي بشكل خاص . ومن جانبه أكد وزير الاعلام الليبي السابق عمر القويري ان الأزمة الليبية الحالية تتعلق بالمجلس الرئاسي ورئيسه فايز السراج قائلا:» هذا المجلس ولد ميتا ولا يستطيع العمل أو التحرك بسبب اتفاق غير معلن بين مجلس النواب والمؤتمر الوطني المنحل الذي يسعي كل أعضائه لضمان استمرار وجودهم في المشهد السياسي ولو عبر عقد صفقات سياسية مع أطراف ارهابية مثل جماعة الاخوان، ولذلك فإن المجلس الرئاسي يعتبر قد انتهي دوره بعد الانتصارات التي حققها الجيش في الهلال النفطي . وأوضح القويري في تصريحات خاصة ل»الأخبار» أن الجيش الليبي الآن أمامه ثلاثة تحديات أساسية وعليها تحقيق الانتصار فيها بشكل حاسم ، واولها هو اثبات الوجود في ظل التشكيك المحلي والدولي بعدم وجود جيش في ليبيا وهذه مهمة شاقة تتطلب الاعداد والتدريب والتأهيل واعادة الضباط المسرحين والمبعدين الي الخدمة وبناء مؤسسة عسكرية حسب القوانين العسكرية المعمول بها في العالم تراعي الرتب والأقدمية وتراكم الخبرات ولائها للوطن. وحول رد الفعل الغربي أوضح ان ردودهم في هذا شأن يخصهم هم ، وأن سيادة ليبيا خط أحمر ولا علاقة لهم في الشأن الداخلي الليبي من أراد أن يتعامل مع الشعب الليبي فليتعامل مع من يمثله وقال أن فرنسا رفضت استقبال السراج بسبب التغييرات علي الأرض في الهلال النفطي وحسم معركة بنغازي علي حد قوله . وأكد القويري علي ان الحل الذي يرضي جميع الاطراف في ليبيا هو انتخابات برلمانية جديدة تنهي الخلاف حول شركية مجلس النواب والمؤتمر، وإجراء انتخابات رئاسية من خلال الشعب مباشرة .