منذ قمة المناخ في باريس العام الماصي، وإفريقيا تعقد آمالا كبيرة علي تفهم المجتمع الدولي لمطالبها، خاصة وان جميع دول القارة استوفت التزامها بتقديم مساهماتها وخططها الوطنية الطموحة لمواجهة التغيرت المناخية. واذا كانت هناك موضوعات واجتماعات كثيرة مرتبطة بمنطقتي الشرق الاوسط وافريقيا، ستنظرها فعاليات الدورة 71 للجمعية العامة للامم المتحدةبنيويورك خلال ايام، يشارك الرئيس عبد الفتاح السيسي برؤيته في العديد من قضاياها السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وإذا كان ملف التحديات الامنية علي الصعيدين الدولي والاقليمي، بدءا من تمدد وانتشار ظاهرة الإرهاب مرورا باحتدام الصراعات والنزاعات في سوريا والعراق وجنوب السودان وانتشار أسلحة الدمار الشامل وانتهاء بقضايا الهجرة واللاجئين وتأثيراتها علي السلم والأمن الدوليين، سيرسم خريطة طريق الفعاليات ومحور النقاش، فإن ثلاث ملفات مهمة علي المستوي الإفريقي سيترأس قممهما الرئيس، لا يمكن في تقديري، اغفال أهمية حسمها. الأول : قمة مجلس السلم والأمن الإفريقى التى تعقد على هامش أعمال الجمعية العامة لمناقشة تطورات الأوضاع فى جنوب السودان، الثاني: اجتماع لجنة الرؤساء الأفارقة المعنية بتغير المناخ، لمناقشة نتائج أطراف مؤتمرباريس حول تغير المناخ، والذي شهدت قمته في العام الماضي، موقفا مشرفا لمصر ورئيسهابالدفاع عن مصالح القارة امام نحو 150 رئيس دولة وحكومة، ثم يأتي التحضير للدورة المقبلة للمؤتمر التي ستعقد بمراكش في نوفمبر 2016 ليكون ثالث هذه الملفات. لاشك ان المهمة شاقة علي الوفد المصري، ليس لأنه يحمل علي عاتقه عبء مواجهة تحديات الداخل وابراز ادوات القدرة والقوة والارادة والدعم الشعبي للقائد، وانما كذلك للدور الهام الذي تضطلع به مصر الإفريقية، من خلال عضويتها في كل من مجلس الأمن، ومجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الافريقي. ولا شك ان دول القارة السمراء تستلهم روح قمة باريس للمناخ، ودعوة الرئيس المجتمع الدولي وقتها، الي دعم المطالب الافريقية، والتوصل الي اتفاق دولي واضح، يلتزم به الجميع، يتأسس علي التباين في الأعباء مابين الدول المتقدمة والنامية، في إطار المسئولية المشتركة، لمواجهة التغيرات المناخية ووفقا لمباديء واحكام اتفاقية الاممالمتحدة الادارية. موقف لا ينساه الأفارقة للرئيس السيسي في قمة باريس، يستحضرون حصد نتائجه في فعاليات "مناخ" نيويورك. [email protected]