بالفعل هو حوار الرئيس عبدالفتاح السيسي مع القارة الافريقية ذلك الحوار الذي أكد عودة مصر بقوة الي القارة السمراء وبرز جليا خلال مشاركة الرئيس في فاعليات القمة الافريقية السادسة والعشرين في العاصمة الاثيوبية أديس أبابا يومي السبت والاحد الماضيين حيث حصلت مصر علي مقعد في مجلس السلم والأمن الافريقي لمدة ثلاث سنوات عن اقليم شمال افريقيا ب47 صوتا من إجمالي50 دولة إفريقية لها حق التصويت في الانتخابات التي تمت خلال اجتماعات المجلس التنفيذي وزراء الخارجية الأفارقة وبالتالي جمعت مصر بين الحسنيين وهما عضوية مجلس الأمن الدولي غير دائمة و مجلس السلم والأمن الإفريقي. ولاشك أن مشاركة الرئيس السيسي في اجتماعات القمة الافريقية وحضوره اجتماعات قمة السلم والأمن الافريقي أتاحت فرصة كبيرة لمصر والقادة الأفارقة لطرح رؤية مصر تجاه قضايا السلم والأمن في القارة السمراء حيث أوضح الرئيس أن تحقيق الأمن والاستقرار في الدول الافريقية يتطلب مواجهة شاملة وحاسمة للارهاب في كل دول القارة عن طريق التعاون القوي بين الشركاء الافارقة لمواجهة ذلك الفيروس الذي يهدد جهود التنمية في دول القارة, وأيضا يهدد فرص النمو وتحقيق الرفاهية للمواطن الأفريقي خاصة أن القمة الافريقية عقدت تحت شعار حقوق الانسان في افريقيا مع التركيز علي حقوق المرأة وهو ما أكدته د. دلاميني زوما خلال كلمتها في القمة بأن المواطن الافريقي مازال يحتاج إلي الكثير من الجهود لرفع مستوي معيشته و التركيز علي دور المرأة في تحقيق التنمية في كل المجالات. والمؤكد ان كلمة الرئيس السيسي خلال قمة المناخ بوصفه رئيسا للجنة رؤساء الدول والحكومات الافريقية كشفت عن الجهود الأفريقية الكبيرة التي تقودها مصر بشأن التغيير المناخي وتأثيره علي التنمية في القارة خاصة وأن هناك اضرارا بالغة علي التنمية الزراعية خاصة بسبب التصحر الموجود في العديد من دول القارة بالاضافة إلي أهمية المبادرتين اللتين طرحهما الرئيس خلال القمة بشأن التوسع في استخدام الطاقة المتجددة في الدول الأفريقية, وتنويع مصادر تمويل تكيف الدول الإفريقية مع متطلبات مواجهة التغيرات المناخية والحد من انبعاثات الغازات وارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض حتي تستطيع القارة مواجهة آثار التغييرات المناخية بها. والمؤكد أن اللقاءات الثنائية التي عقدها الرئيس السيسي علي هامش القمة الأفريقية والتي شملت عددا كبيرا من القادة الأفارقة من بينهم رؤساء دول جنوب إفريقيا والسودان والصومال وفلسطين ورئيس وزراء إثيوبيا بالاضافة إلي أمين عام الأممالمتحدة بان كي مون ورئيسة مفوضية الاتحاد الإفريقي د. دلاميني زوما عكست تلك اللقاءات أهمية الدور المصري في القارة الافريقية وسعي مصر بصورة كبيرة إلي تكثيف التعاون مع الأشقاء الأفارقة في كل المجالات خاصة أن مصر سوف تستضيف قمة الاستثمار الافريقي في شرم الشيخ خلال الشهر الحالي بهدف دعم وتعزيز التعاون الاقتصادي بين دول القارة وفتح آفاق استثمارية جديدة بين التكتلات الاقتصادية في القارة بهدف تحقيق التنمية المنشودة لصالح المواطن الافريقي. وأعتقد أن جهود الاتحاد الافريقي لتنفيذ بنود أجندة2063 للتنمية في القارة سوف تكون لها آثار كبيرة علي المواطن الافريقي خاصة ان تلك الأجندة الطموح سوف تؤدي حال تنفيذها إلي تحقيق طموحات وأحلام المواطن الافريقي الذي يطمح عليها منذ سنوات طويلة ويعول علي الدور المصري الذي عاد بقوة الي بيته الافريقي.