تمتلئ مصر بالنماذج المشرفة التي رغم ضآلة الامكانيات الا انها لمعت ونجحت و تميزت لتثبت ان هناك من يحفر في الصخر لينجح وهناك من يسلم بالامر الواقع ويخترع الحجج والاعذار والقاء الفشل علي الاخرين ليبرئ نفسه منها وكما يوجد ملايين الشباب يجلسون علي المقاهي ينتظرون علاء الدين قادما اليهم حاملا امانيهم واحلامهم داخل مصباحه ظنا منهم انها ستتحقق دون أي جهد منهم ، يوجد ايضا في الوقت ذاته شباب يعملون ويجتهدون ليحققوا المعجزات الا اننا اعتدنا اهمال المسئولين لهم وعدم الاستفادة من افكارهم واستغلال ذكائهم وبالتالي يملون ويبحثون عن فرص في دول أجنبية تقدر جهدهم وتعوضهم عن هذا الاهمال . الطالب بالثانوية الصناعية مصطفي عبد العظيم قام بالاشتراك مع أحمد رمضان ومحمد احمد ومصطفي كامل باختراع عصا للمكفوفين تساعدهم علي السير دون حاجة لمساعدة احد وذلك لما تتميز به العصا بوجود صوت يصدر منها للتنبيه وايضا اهتزاز للحذر من اي خطر. في البداية ما هي فكرة مشروعك ؟ هو عبارة عن عصا مزودة بسنسورات وحساسات تقوم باصدار صوت مع اهتزاز عند وجود سيارة او شئ ما امام الكفيف وتقوم بالاهتزاز فقط عند وجود حفرة حيث انها تشعر بوجود فراغ كما يتم اصدار صوت فقط عند وجود تجمع للمياه علي الارض وذلك لتحذير المكفوفين والحفاظ علي سلامتهم وتحتوي العصا علي بطارية يتم شحنها كما انها تعمل عند امساكها من قبل الكفيف وتطفئ عند تركه لها دون حاجة لمفتاح تشغيل وذلك لانها تعمل باللمس تسهيلا علي المكفوفين. ما اسباب تفكيرك في هذا المشروع ؟ شعوري بالمكفوفين و محاولة لتخفيف معاناتهم مع الاعاقة جعلني انا وزملائي نفكر في الاختراع وبالفعل بدأنا التنفيذ فيه وبعد الانتهاء منه تم تجريبه من قبل بعض المكفوفين الذين ابدوا دهشتهم وسعادتهم من الاختراع. ما الصعوبات التي واجهتكم ؟ اكثر الصعوبات كانت المدرسة لان الامتحانات والمذاكرة كانت تضطرنا لتأجيل العمل به كما اننا واجهنا صعوبات في شراء بعض المعدات من الخارج بسبب ارتفاع الدولار وواجهنا في بداية الامر بعض الفشل الا اننا سرعان من استطعنا تحقيق النجاح في النهاية حيث استغرق العمل في المشروع حوالي شهرين . ما هي الجهات التي تواصلتم معها ؟ قدمنا المشروع في بداية الامر للبحث العلمي ووزارة الكهرباء لكننا لم نلق الاهتمام المطلوب و حاولنا عمل براءة اختراع للاختراع الا ان المهندس عادل عويضة رئيس مكتب براءات الاختراع قال انه لابد من الانتظار عامين طبقا للقانون ولم يهتم احد بعد ذلك، لكن تم تكريمنا من قبل مدير مديرية التربية والتعليم في القاهرة ومدير ادارة شرق مدينة نصر. وقد حصلنا علي المركز الاول من مسابقة المشروعات الناشئة التي اقامتها اورانج وتم ترشيحهم لتمثيل مصر في مسابقات خارجية في البحرين و الامارات. طموحاتك في المستقبل ؟ ان اقوم بتطوير مشروعي ونشره للوصول لكل المكفوفين وان استطيع التواصل مع المسئولين وتعميمه ودعمه. ما رأيك في منظومة البحث العلمي في مصر ؟ تعاني كثيرا من المشاكل بسبب عدم اهتمامها بالمخترعين وهل لديك اقتراحات لتطويرها ؟ تحتاج للتعلم من المنظومات الخارجية والاهتمام بالمخترعين واستغلال ذكائهم لاضافة شئ عظيم للدولة بدلا من هجرتهم للخارج وعرض افكارهم للدول الاخري. من هو قدوتك في الحياه ؟ علي المستوي العام الراحل أحمد زويل، نموذج لن يتكرر في مصر و كنت اتمني مقابلته و علي المستوي الخاص استاذي في المدرسة محمود السيد فله الفضل في تفوقي واجتهادي. من اكثر الشخصيات التي كانت داعمة لك في تنفيذ مشروعك ؟ اساتذتي في المدرسة لهم فضل كبير في القيام بهذا المشروع فلولا تعليماتهم ما تم المشروع، هذا بالاضافة لاهلي الذين لم يبخلوا علي بالدعم المالي وتشجيعي دائما والوقوف جانبي في الازمات. ما اهداف مشروعك ؟ هو التخفيف علي المكفوفين وعدم شعورهم بإعاقتهم وذلك بعدم الحاجة للناس لتوصيلهم او امساك يدهم عند صعود السلم. كما ان سعرها سيكون بسيطا حيث سيكون في حدود 300 جنيه وذلك حتي يستطيع جميع المكفوفين الحصول عليها.