طفل لم يتجاوز عمره الخامسة عشر عاما ، لديه مقومات ابداعية وابتكارية تفوق سنوات عمره بكثير ، واجه بعض المضايقات ممن حوله ولكنه تغلب عليهم في النهاية بابتكاره جهازاً لتنبيه المكفوفين بالعوائق التي تواجههم وقام بتوزيعه بالمجان انه وحيد علي الجابري طالب بالصف الثالث الاعدادي. في البداية حدثتنا والدة وحيد عن موهبته الفطرية والتي نمت اثناء طفولته وعمره لا يتجاوز الست سنوات وارتباطه الشديد بجده محمد نور الدين الجابري وحديثه المستمر عن تركيبات الصواريخ والطائرات وجميع الاجهزة الالكترونية بحكم عمله السابق كلواء بالفنية العسكرية بدأ شغفه بالمواد العلمية يتزايد فكان حريصاً علي متابعة مجلة لغة العصر علي الرغم من تناولها مواد شديدة التخصص تفوق عمره بسنوات ولكنه كان يتعرف علي الاجهزة عن طريق الصور. بدأت ملامح نبوغ وحيد بالظهورعندما قام بتصليح جهاز راديو قديم ولاحظت الوالدة مواهبه الفطرية والتي لم تصقل بعد بالمادة العلمية وبدأ بتصليح جميع الاجهزة بالمنزل بداية من الموبايل وجهاز التكييف والكمبيوتر وبدأت اسئلته المستمرة تلاحق مدرسيه بالمدرسة لرغبته الشديدة في معرفة جميع الأشياء وهذا أثار قلق إدارة المدرسة ولكن عندما حصل وحيد علي لقب المخترع الصغير في احدي مسابقات الموهبين بمساعدة مسئولي مديرية حلوان حينها تغيرت المعاملة من قبل ادارة المدرسة. ابتكر وحيد حيلة ذكية وهو في الصف الثالث الابتدائي عندما واجهته بعض المضايقات حول قلمه واتهامه باستعارة الأقلام من زملائه بالصف لغيرتهم الشديدة من تميزه وذكائه، لذلك فكر في اثبات موقفه الحقيقي من خلال اضافة دائرة ولاعة قديمة بداخل القلم يطلق بعض الذبذبات عند الضغط عليه وهو ما تم بالفعل ولكن سبب ذلك ازمة داخل المدرسة بحجة ابتكاره اشياء مؤذية وتغافلوا قدرته الابداعية في اثبات موقفه ولكنهم لم يتجاوبوا معه في تنمية موهبته وكانت مكافآته "بالفصل ثلاثة ايام" من المدرسة. ويلتقط وحيد اطراف الحديث قائلا انه واجه تحدياً كبيراً في مساعدة صديقه الذي فقد بصره مؤقتا اثناء اعداد تجارب بالمعمل حول فصل الزيت والبترول عن الماء لتقديمه في مسابقة الموهبين وهو في الصف الاول الاعدادي واخذ علي عاتقه ثلاث سنوات بالبحث والتجارب حتي انتهي بتصميم "جهاز تنبيه للمكفوفين بالموجات فوق الصوتية" علي ثلاث مراحل بداية من تنبيه الكفيف بالعائق عن طريق الصوت ثم باصدار اهتزازات ثم بالموجات فوق صوتية. والجهاز عبارة عن خمس قطع وحدتي ارسال واستقبال موجات فوق صوتية وحاسس يصدر الموجات ودائرة تحويل الموجات للطاقة كهربائية لاصدار صوت ودائرة ومكبر الاشارات والصوت ويتم تركيبه في اجزاء مختلفة من الجسم منها الرجل وبعد الركبة والبطن والذراع والخلف في امكانها بالاضافة الي النظارة وقام بحساب القياسات المختلفة لاغلب العوائق التي يواجهها الكفيف ويستطيع الكفيف ان يتفادي عوائق تصل الي 7 أمتار. لاقي الجهاز قبولاً وترحيباً من عدد كبير من المكفوفين بعد تدريب واعادة تأهيل 50 كفيفاً من مختلف الاعمار لقياس مدي استجابة الكفيف للجهاز بدلا من العصا، ولاحظ وحيد عدم استجابة كبار السن لفكرة التغيير من العصا الي الجهاز، وتم توزيعه علي 1500 كفيف بدون مقابل وهذا ما يهدف اليه وحيد في مساعدة المكفوفين في استمرار حياتهم بدون اي عوائق او مساعدات ويقدم وحيد هذا الجهاز لاي دار ذوي احتياجات خاصة في مقابل مساعدته في استكمال ابحاثه وابتكاراته المقبلة. حصل وحيد علي ابتكاره علي جائزة افضل مشروع بمحافظة حلوان لعام 2010، وشهادات اخري من جامعة msa ولشغفه في معرفة اسرار الأجهزة الإلكترونية ومكوناتها أصبح أصغر متدرب حاصل علي دورة تدربية لتعليم تصليح الأجهزة الإلكترونية بمختلف أنواعها، ويخوض الآن وحيد تجربة جديدة في عالم الصواريخ والطائرات بمشروع لتأمين منشآت عسكرية.