يحتفل العالم غدا باليوم العالمى للعصا البيضاء، وهذا اليوم الذى يرجع الفضل فيه لجيمس بيج الذى كان يعمل مصورًا وتعرض لحادث سير أدى إلى فقد بصره، واستخدم العصا فى تحركة، إلا أنه تعرض لأكثر من حادث بعدها نتيجة الازدحام المرورى ففكر فى عام 1921 فى تحديد لون العصا باللون الأبيض حتى يراها الجميع، وعمم التجربة، وبمرور الوقت طرأ عليها بعض التعديلات إلى أن وصلت للشكل المتعارف عليه وذاعت شهرتها بين كل دول العالم إلى أن أذاع راديو «بى بى سى» أن العصا البيضاء رمز لكل كفيف وانه يجب على كل كفيف أن يستخدمها بعد ذلك تبنت كل مراكز تأهيل المكفوفين فكرة استخدام العصا البيضاء وفى عام 1964أقر الكونجرس الأمريكي قانونا عاما ينص على أن يكون يوم 15 أكتوبر من كل عام احتفال بيوم عصا الأمان البيضاء ثم انتقلت الفكرة إلى الدول العربية. والعصا البيضاء لها مقبض بالأعلى، لونها أبيض وقبيل نهايتها بالأسفل مزودة بعاكس ضوئي للسيارات، وتمسك باليد اليمنى، ويتم مسكها بوضع مائل قليلا بحيث تكون أمام القدم وليست بجوارها يتم تحريكها مع المشي مرة يمينا ومرة أخرى يسارا أمام القدمين ويراعى في الاستخدام ألا ترتطم بالقدمين، ولكى تصد عن الكفيف الصدمات بالحواجز وتساعده في عبور الطرق بشكل منفرد لأن من المفترض عند عبور الكفيف للطريق يقم برفعها قليلا فتتوقف السيارات لحين العبور تجعل الكفيف مستقل بحركته ولا يحتاج لمساعدة الآخرين. أنواع العصا البيضاء العصا الرمزية: هى عصا يستخدمها المكفوفون وضعاف البصر والمسنون للدلالة على أن صاحبها لديه مشكلة ما فى الأبصار دون أن تتوفر بها المعايير اللازمة للعصا البيضاء الخاصة بالحركة والتنقل. العصا الإرشادية: عصا يستخدمها المكفوفون لمعرفة نوع الأرضية التى يسيرون عليها وحواف الأرصفة ودرجات السلم وتقوم بحماية الجزء الأسفل من الجسم وتصنع أطرافها من النايلون أو الألمونيوم. العصا الطويلة: أكثر العصى أستعمالا فى التنقل والحركة بصورة مستقلة ويختلف طولها من شخص لآخر حيث يصل طولها عند الجزء الأسفل من القفص الصدرى ويستطيع الكفيف من خلالها أن يكتشف العقبات التى تعترض طريقه قبل الأصطدام بها . عصا السير العادية: ليس لها مواصفات خاصة وغالبا تكون مصنوعة من الخشب الصلب للتتحمل الاتكاء عليها. عصا هبل: هى مقوسة تشبه مضرب التنس وتستخدم فى الطرق الصخرية والتضاريس الوعرة . العصا الإلكترونية: مصممة على شكل العصا البيضاء الطويلة وتقدم للكفيف ترددات فوق صوتية يشعر بها تحت يده عندما تصطدم بعقبة معينة فى طريقها وتتمكن من اكتشاف العقبات فى كل الاتجاهات على مسافة خمسة أمتار. بعد أن عرفنا قصة العصا البيضاء التقينا ببعض المكفوفين لنتعرف منهم كيف يتعاملون مع العصا البيضاء، يقول صبرى عطية35 سنة: لا استخدم العصا البيضاء إلا عندما أذهب إلى مكان جديد حتى استطلعه بها فقط، والسبب وراء عدم استخدامى للعصا البيضاء هو خوفى من تعامل أصدقائي معى بشىء من المزاح عندما يشاهدوننى وبيدى عصا لأن هذا يضايقى كثيرا، بالإضافة إلى أن ثقافة المجتمع حتى وقتنا هذا يغيب عنها كيفية التعامل مع ذوى الإعاقة البصرية بأسلوب حضارى ومتقدم بعيدا عن فكرة التقليل من شأن الكفيف وخاصة عندما يشاهدونه يسير بمفرده فى الشارع، ويغفل الكثيرون من الناس أن الشخص الكفيف أعطى له المولى عز وجل بصيرة يستطيع من خلالها تمييز ما يتعامل معه باحترام وود وما غير ذلك. أما وفاء سليمان 39سنة فتقول: العصا البيضاء هى عين الكفيف، ولكن معظمنا لا يتمكنوا من استخدامها فى الشارع المصرى لاختفاء الرصيف تقريبا بسبب الباعة الجائلين والأكشاك والسيارات لذلك قمت بتنظيم مبادرة «شارع صديق» فى قصر ثقافة الإسماعيلية بهدف رفع ثقافة ووعى المجتمع بذوى الإعاقة «المكفوفين» وهى تابعة لجمعية المستقبل التى أسستها منذ عدة سنوات ,من خلال فعاليات المبادرة وجهنا النداء للبنات الكفيفات حتى لا تشعر بالحرج من استخدام العصا البيضاء حيث أنها إعلان عن حالتها مما يجعل من حولها يتحركون لمساعدتها مما يجنبها بعض الخطر ,أيضا أرى أنه من الضرورى دمج ثقافة التعامل مع ذوى الإعاقة فى مناهج التربية والتعليم وذلك لا يحتاج إلى ميزانية ولا تغيير سياسة دولة ويمكن تطبيقه بسهولة خاصة أن أعداد الأطفال ذوى الإعاقة أصبح فى تزايد خاصة فى السنوات الأخيرة . يضيف إبراهيم عمارة مدرس مساعد فى كلية الآداب قسم أعلام جامعة طنطا قائلا: العصا البيضاء أداه هامة للسير فى الطريق بأمان لذلك أشارك غدا فى مؤتمر «المشكلات التى تواجه ذوى الإعاقة البصرية فى مصر» والذى يستمر لمدة يومين بمناسبة الاحتفال باليوم العالمى للعصا البيضاء، ورغم أهميتها الكبرى للكفيف إلا أننا نواجه العديد من المعوقات التى تحد من استخدامها أولها الثقافة المجتمعية التى تعتبرها شىء ترفيهى يسخرون منه, وأيضا جهل بعض المكفوفين بطريقة استخدامها لذلك لابد من تدريس علم التوجه والحركة سواء فى الجمعيات الخاصة بالمكفوفين أو المدارس, كما أن العصا البيضاء فى مصر والدول العربية صامتة وليست متكلمة مثل مثيلتها فى أوربا وأمريكا لذلك أقترح أن يتم عمل إشارة صوتية لإشارات المرور حتى تساعد المكفوفين فى عبور الشارع، بالإضافة إلى عدم تطبيق كود الإتاحة حيث أن الشارع والرصيف غير ممهدان لسير الكفيف بسبب تكسير الرصيف وعدم وجود «منزلقات» إلى جانب انتشار البالوعات المفتوحة والتى أعتبرها «مقابر المكفوفين» وكل ما نحلم به كمكفوفين هو تحرك الجهات المسئولة حتى تعمل على إزالة كل تلك العقبات الموجودة فى الشارع المصرى ونتمكن من استخدام العصا البيضاء بسهولة ويسر .