مازال السؤال حائرا فوق ألسنة المصريين: كيف تخرج مصر من هذا النفق المظلم؟! لاشك ان هناك محاولات للإجابة.. لكنها اجابات تنقصها الشجاعة أحيانا.. أو تخلو من الحكمة.. أو تنبع من شهوة ورغبة الوصول إلي السلطة.. أو يتحكم فيها وفي اصحابها تغليب الاستعراض والشو الإعلامي.. والجميع يعزف باسم مصر ويغني وينشد قصائد المدح فيها ويبدو متألما مما وصل اليها حالها!! دعونا من عشاق الاستديوهات الذين اغرقوا الشعب في متاهات النظريات السياسية والتاريخية، فهؤلاء تغريهم الكاميارات علي لعب دور البطولة والزعامة.. الشعب المصري العبقري والبسطاء منه الذين يتعابون الأحداث ويقيمون المشهد السياسي بذكاء فطري نابع من خوف حقيقي ، خوف الابناء علي الأم التي تحتضر امام اعينهم، هؤلاء هم الطبقة العريضة من الشعب المصري الذين لاتسلط عليهم الأضواء أو الكاميرات ولايسمعهم أحد يبحثون فعلا عن روشتة الانقاذ التي تحتاج اليها مصر الآن، ويربطون بين السيناريوهات المتشابهة التي أصبحت محفوظة عن ظهر قلب لمن يتابع المشهد السياسي المصري منذ أحداث مسرح البالون حينما كانت مصر علي أبواب أول استقرار سياسي وأمني بعد ثورة يناير المجيدة.. تصاعدت الاحداث حتي وصلت ذروتها الي محاولة الاعتداء علي وزارة الداخلية.. ثم حادث السفارة الإسرائيلية الذي تبعه الاعتداء علي مديرية أمن الجيزة وبعض مدريات الأمن بالمحافظات.. ثم حادث محاولة غلق ميدان التحرير ودخول الباعة الجائلين حلبة الصراع علي الميدان.. ووسط هذه الاحداث جميعا كان الحادث الشهير الذي تبعه احتلال شارع محمد محمود وسقوط شهداء ومصابين..وكل هذه المشاهد كان تبعها مليونية بتأزم معها الموقف وتتكهرب الاجواء ويتبادل الجميع الاتهامات في نفس الوقت الذي تسقط فيه البورصة ويتراجع الاجتهاد وبتعطل المشهد السياسي نتيجة لما يحدث فوق أرض الواقع!! سيناريوهات ليس مهما من الذي يخطط لها الآن ولا من الذي ينفذها.. لكن المهم ان مصر تخسر وتتراكم خسائرها وتتزايد مخاوف الناس ويطل عليهم المجهول بملامحه المزعجة ليبث في قلوبهم الرعب من غد لم تتبلور حتي الآن ملامحة! .. وللحق والحقيقة فإن الوضع الآن ورغم كل ما يحملن من ازعاج وانزهاج فإنه أفضل مما كان نسبيا.. فالانتخابات تجري بنجاح رغم أنف الكارهين للديمقراطية والاستقرار.. والأمني بدأ يعول بقوة مع اللواء محمد إبراهيم وانتبه الجهاز الإعلامي لاهمية هذا الدور بعد ان أصبح مطلبا شعبيا وسياسيا ملحا.. واسمحوا لي ان استخدم تعبيد الجهاز الإعلامي لضمامة أدواته الآن بدءا من الفيس بوك والفضائيات وانتهاء بالصحف ورسائل ال sms ولم اقصد بالجهاز الإعلامي كما فهم البعض من مقال الاسبوع الماضي ادارة الإعلام بوزارة الداخلية فلديها مايكفي القائمين عليها من مهام وهموم!.. وكانت دعوتي للجهاز الإعلامي بالدولة إلي أن يظل مساندا وبقوة للوزير الجديد اللواء محمد ابراهيم فقد ظهرت كراماته منذ الايام الاولي لتوليه الوزارة! وقبل ان اطرح رؤيتي الشخصية المتواضعة للحل الذي يخلص مصر من حالة الاشباك الدائر الآن لابد من ان تدقق في المشهد الحالي وبعناية فائقة ، فليس هناك مايلوح في الأفق بأن الاشتباكاته سوف تتوقف بين المتظاهرين واجهزة الأمن سواء كانت من عناصر الشرطة أو الجيش!.. نعم.. هناك من يريد ان يسكب البنزين فوق النار باستمرار تحت أي زعم أو مبرر أو حجة.. ولهذا يجب ان يخرج الحل المقترح من جهة قوية ترفع شعار مصر أولا.. وتؤمن بأن ثورة يناير هي ثورة الشعب بأكمله ولاتقتصر علي فئة أو فصل دون آخر.. وأن تحقيق مطالب الثورة لايمكن أن يتم وسط هذه العواصف المتتالية والتي سيكون هدفها الوحيد هو تعطيل الثورة ثم المطالبة بتحقيق اهداف الثورة.. وهكذا نمضي في حلقة مفرغة حتي تحترق مصر كلها!! الحل الذي اقترحه ان يسارع المجلس الأعلي للقوات المسلحة بإصدار مرسوم قانون محدد النقاط ويتم تنفيذه بكل جسم وبهدف إلي! إن تحديد اماكن التظاهرات والاعتصامات علي ان تكون بتصاريح مسبقة مثلما يحدث في كل دول العالم. 2- الإعلام بوضح عن صلاحيات كاملة لمجلس الشعب القادم حتي يكون هو الممثل الشرعي الوحيد للشعب دون ان يتحدث احد غيره باسم هذا الشعب الصبور، خاصة وان مجلس الشعب سيكون ممثلا فيه التاير الإسلامي والليبرالي وان اختلفت النسب، إلا أن الجميع لهم تواجد تحت قبة المجلس.. وان يراعي في تعيين اعضائه ان يكون العدد الأكبر منهم من شباب الثورة لتحقيق التوازن الذي يؤهل البرلمان ليتحدث وحدة باسم الشعب. 3- تفعيل قانون الطواريء القائم حتي الآن لمواجهة أي مساس بالوحدة الوطنية لانها ستكون الورقة الأخيرة أي مساس بالوحدة الوطنية لانها ستكون الورقة الأخيرة التي سيلجأ اليها اعداء مصر لحرق هذا الوطن.. ولمواجهة اي اعتداء علي المنشآت العامة أن الخاصة لأن المشهد الذي تعرضه شاشات التليفزيون يشعر معه المصريون بأن الدولة بلاهيبة فما بالك بمن يشاهدونه من غير المصريين! الشعب يريد حماية ثورته.. ويريد أن يكون للدولة هيبة.. وتحقيق هذه المحاولة سيكون معيار نجاح أو فشل السلطة الحاكمة للبلاد في هذه المرحلة الدقيقة!!