ما يثور حاليا من مشاكل غاية في الخطورة لعلاقتها بلبن الاطفال وما يمثله لحياة الابناء المصريين حديثي الولادة . أصابع الاتهام تشير إلي أعضاء »مافيا» السوق السوداء في مصر الذين يستهدفون التربح غير المشروع من وراء كل شيء دون أي اعتبار لانعكاسات نشاطهم التخريبي علي مقدرات هذا الوطن. وهكذا تلحق هذه السلعة الاستراتيجية التي يهم كل أسرة الحصول عليها إلي قائمة سلع تجارة السوق السوداء التي سبق وتضمنت السكر والارز وأنابيب الغاز والاحتياجات الزراعية بالاضافة إلي الادوية التي تعاني بعض أصنافها نقصا شديداحاليا. بالطبع فإنه لا يمكن تبرئة بعض المسئولين الحكوميين المنوط بهم توفير هذه السلع من المسئولية عن هذه الجريمة التي يتحمل تداعياتها المواطن المسكين القادر وغير القادر. الشيء المؤكد أن الفساد وغياب التنظيم والمتابعة والرقابة تعد من الاسباب الرئيسية لاستفحال هذه الظاهرة المتكررة. ان المتربحين من ورائها يتفنون لتحقيق هدفهم بمساعدة الفاسدين المتجردين من الضمير وكل القيم الاخلاقية في الاجهزة الحكومية وغير الحكومية. قد تكون أي سلعة من سلع هذه الازمات ومنها لبن الاطفال متوافرة ولكنها تختفي فجأة نتيجة الفساد وسوء التداول والتوزيع المتعمد. في نفس الوقت فإنه لا يمكن إنكار ما قد يشوب قرارات المسئولين عن توفير أو استيراد هذه السلع لسد احتياجات الاستهلاك.. إن خير مثال علي ذلك التضارب في قرارات الوزراء والتي قد تكون وراءها أسباب مريبة مثلما حدث في أزمة الارز. إنها تمثلت في إصرار وزير التموين المستقيل علي السماح بتصدير الارز رغم علمه وإدراكه بأن ذلك سوف يؤدي إلي أزمة بالسوق المحلي كما سبق وحدث من قبل. هذه الازمة وتأكيدا لخطأ هذا القرار انفرجت وانتهت بعد القرار الذي أصدره وزير الزراعة بوقف تصدير الارز في أعقاب استقالة وزير التموين خالد حنفي. في مواجهة محاولات حل أزمة اختفاء لبن الاطفال الطاحنة المتوافر في السوق السوداء بضعف الثمن المدعم المحدد للعلبة كان متوقعا أن تخرج علينا أصوات المتربحين العالية ومعهم جوقة الاعلام والتواصل الاجتماعي المستفيد من ورائهم. انهم عمدوا إلي إثارة ضجة مفتعلة ضد محاولات الدولة لحل الازمة بعيدا عن دائرة الفساد.. تمثل ذلك بحملات التشهير الموجهة ضد قيام جهاز الخدمة الوطنية بالقوات المسلحة بعد تعاقدها علي كميات هائلة من لبن الاطفال وعرضها في الأسواق بسعرها المدعم. إنه وبدلا من توجيه الشكر لهذا الجهد من جانب هذه المؤسسة الوطنية للتخفيف من معاناة المواطنين المساكين جري التنديد والصراخ غير البريء لصالح المتاجرين بقوت واحتياجات الشعب. ليس من سبيل لمواجهة هذه الحرب القذرة من لصوص الشعب والمتربحين من وراء الأزمة والمعاناة سوي الضرب بيد من حديد علي كل من يساهم في إرساء دعائم أنشطة السوق السوداء تحت أي ادعاء كاذب . لا يجب أن تتأثر أو تهتز الجهود المخلصة التي تستهدف التصدي لهؤلاء الفجرة معدومي الضمير. علي الشعب أن يكون عنصرا فاعلا في هذه الحرب من أجل القضاء علي »مافيا» السوق السوداء وأذنابها الذين تعودوا علي السرقة والنهب وافسدوا علينا حياتنا.