الأضحية شرعت لحكم كثيرة منها شكر الله سبحانه وتعالي فالله سبحانه وتعالي قد أنعم علي الإنسان بنعم كثيرة كنعمة الخلق ونعمة الإيمان ونعمة السمع والبصر والمال فهذه النعم وغيرها تستوجب الشكر للمنعم سبحانه وتعالي والأضحية صورة من صور الشكر لله سبحانه وتعالي، فيتقرب العبد إلي ربه حيث قال جل جلاله: (فصل لربك وانحر) وجاءت إحياء لسنة سيدنا ابراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام حين أمره الله عز وجل بذبح الفداء عن ولده إسماعيل عليه الصلاة والسلام في يوم النحر وأن يتذكر المؤمن أن صبر ابراهيم وإسماعيل عليهما السلام وإيثارهما طاعة الله ومحبته علي محبة النفس والولد كانا سبباً الفداء ورفع البلاء. في البداية تقول الدكتورة فتحية الحنفي أستاذ الفقه بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بنات القاهرة جامعة الأزهر: ان الأضحية سنة مؤكدة مشروعة بالقرآن الكريم وسنة النبي صلي الله عليه وسلم والاجماع قال تعالي: »فصل لربك وانحر» أما السنة فقد روي أنس قال: »ضحي النبي صلي الله عليه وسلم بكبشين أملحين أقرنين وقد أجمع المسلمون علي أنها سنة مؤكدة لايستحب تركها لمن يقدر عليها وتكون من بهيمة الأنعام» والأنعام هي الإبل والبقر والجاموس والغنم. لاعوراء ولاعرجاء ولاعجفاء وتضيف.. من شروط الأضحية: أن تكون سليمة، فلا تجوز معيبة عيبا ينقص لحمها، وذلك لما روي البراء قال: قام فينا رسول الله صلي الله عليه وسلم فقال: »أربع لاتجوز في الأضاحي، العوراء البين عورها، والمريضة البيّن مرضها، والعرجاء البيّن عرجها، والعجفاء التي لاتنقي» أبوداود كما نهي صلي الله عليه وسلم أن يضحي بأعضب الأذن، أو القرن أي التي ذهب أكثر من نصف أذنها أو قرنها أما الجماء، وهي التي لم يخلق لها قرن والصمعاء وهي صغيرة الأذن، والبتراء وهي التي لاذنب لها والشرقاء وهي التي شقت أذنها، والخرقاء وهي التي انشقت اذنها فكل هذه لاتعد عيوباً ويجوز أن يضحي بها مادام لاينقص من لحمها وبناءً علي ذلك فإن ما قامت الدولة باستيراده من إبل أو بقر أو أغنام وهي بتراء لاذيول لها وهي خلقتها هكذا لايعد عيبا في الأضحية طالما أنها ممتلئة باللحم ولأن الغرض من الأضحية اللحم فأقول لايشترط التقيد بالسن في الأضحية طالما ممتلئة باللحم مراعاة للمصلحة ويجزيء الخصي لأن النبي صلي الله عليه وسلم ضحي بكبشين خصيين ولأنه يذهب عضو غير مستطاب، يطيب اللحم بذهابه ومن المستحب أن يأكل الثلث من الأضحية، ويهدي الثلث، ويتصدق بالثلث وذلك لما روي عن ابن عمر رضي الله عنهما، عن النبي صلي الله عليه وسلم في الاضحية قال: »ويطعم أهل بيته الثلث، ويطعم فقراء جيرانه الثلث، ويتصدق علي السؤال بالثلث. لايجوز بيع الأضحية كما لايجوز أن يبيع شيئا من الأضحية ولا أعطاء الجزار بأجرته شيئا منها والتضحية أفضل من الصدقة بقيمتها لأن النبي صلي الله عليه وسلم فضلها علي الصدقة لأن الأضحية لها وقت معين أما الصدقة ففي أي وقت شاء. ويجوز للمضحي أن ينوب غيره، وهو ما نراه اليوم من صكوك الأضاحي لكل الجهات المعنية بهذا الأمر وفق الله الجميع لخير العباد والبلاد انه سميع مجيب. الحكمة في الأضحية ويؤكد د. نادي الجيزاوي أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر أن الأضحية شرعت لحكم كثيرة منها: أولا: شكرا لله سبحانه وتعالي علي نعمه المتعددة، والأضحية صورة من صور الشكر لله سبحانه وتعالي، فيتقرب العبد إلي ربه بإراقة دم الأضحية امتثالا لأمر الله سبحانه وتعالي، حيث قال جل جلاله:(فصل لربك وانحر). ثانيا: إحياء سنة سيدنا إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام حين أمره الله عز وجل بذبح الفداء عن ولده إسماعيل عليه الصلاة والسلام في يوم النحر. ثالثا: ذبح الأضحية وسيلة للتوسعة علي النفس وأهل البيت وإكرام الجيران والأقارب والأصدقاء والتصدق علي الفقراء. وقد مضت السنة منذ عهد النبي صلي الله عليه وسلم في التوسعة علي الأهل وإكرام الجيران والتصدق علي الفقراء يوم الأضحي. الشاة الواحدة مبينا: الشاة الواحدة تجزيء عن أهل البيت الواحد فإذا ضحي بها واحد من أهل البيت تاذي الشعار والسنة بجميعهم وهذا مذهب مالك والشافعي وأحمد وإسحاق والأوزاعي، واستدلوا بما يلي: أخرج مالك والترمذي وابن ماجه عن عمارة بن عبدالله قال: سمعت عطاءبن يسار يقول: سألت أبا أيوب: (كيف كانت الضحايا علي عهد رسول الله صلي الله عليه وسلم؟ فقال: »كان الرجل يضحي بالشاة عنه وعن أهل بيته، فيأكلون ويطعمون حتي تباهي الناس فصارت كما تري». قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وعن عبدالله بن هشام قال: »كان رسول الله صلي الله عليه وسلم يضحي بالشاة الواحدة عن جميع أهله». رواه الحاكم وقال: صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي. كما لايجوز للمسلم أن يعطي الجزار شيئا من الأضحية علي سبيل الأجر، ويمكن إعطاؤه علي سبيل التفضل والهدية أو الصدقة أما كأجر له فيحرم ذلك لما ورد، ولأن إعطاء الجزار شيئا من الأضحية يشبه البيع من الأضحية وقد روي عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: »من باع جلد أضحيته فلا أضحية له» أخرجه الحاكم. ويجوز (الأضحية من العجول والخرفان المستوردة اذا كانت سليمة وخالية من العيوب ولابد من التفريق بين مقطوع الذيل ومقطوع الإلية. فإن قطع الذيل لايؤثر علي صحة الأضحية. بخلاف قطع الإلية لأن الإلية عضو نافع وانه يجوز الأضحية بالغنم الاسترالية. الطب البيطري وعن استعدادات مديرية الطب البيطري لعيد الأضحي المبارك خاصة بالمجازر أعلن الدكتور أشرف اسماعيل مدير مديرية الطب البيطري بالجيزة عن بدء تنظيم حملات للرقابة علي الأسواق ومحال الجزارة والمجازر.