قال لي : أحد الشباب، إن هناك حملات مغرضة عبر مواقع التواصل الاجتماعي وعبر شبكة النت للتشكيك في الأحاديث الصحيحة، وهي اللغة التي أضحي يجيدها أو يقرؤها الملايين من الشباب في العالم. وهناك دراسات تقول إن »الصحافة الاليكترونية» ستصبح يوما هي الصحافة الرئيسية في حياة الإنسان المعاصر وإن الصحف والمجلات الورقية سوف تذهب إلي مهب الريح وتصبح في خبر كان. وقلت للشاب: ما تقوله اتفق معك، إنه يمثل خطورة علي عقلية الشباب المعاصر لأن هذا التدفق المعلوماتي عبر آلاف من الرسائل والمعلومات يمثل تحديا معاصرا للدعوة الإسلامية، ومن ثم فإن الأمر يحتاج الي مجهود مؤسسي للرد علي مثل هذا الشبهات ومن المعلوم ان صحيح البخاري (مثلا) أصح كتاب بعد كتاب الله سبحانه وتعالي وان شروط تخريج الحديث سواء رواية أو دراية في غاية الصرامة والدقة العلمية وقد قيد الله لعلوم الحديث الجهابذة أو كما قال عبدالله بن المبارك لولا الإسناد لقال من شاء ما شاء أن شروط تخريج الحديث عند الإمام البخاري تدور حول صحة الحديث سندا ومتنا لكن المرجفون والمشككون ممن لم يقرأوا سطرا في علوم الحديث ذهبوا يشككون من أجل الانقضاض علي السنة تمهيدا للانقضاض علي القرآن ومن ثم علي الدين كله، إنها حمله ممنهجة من هؤلاء علي شبكات النت والتواصل بمختلف أشكاله وألوانه. وظني أن مثل هذا الأمر يحتاج الي تضافر الجهود والي عمل مؤسسي يقوم علي بثه هيئة اسلامية تعرف أولا: لغة الخطاب المعاصر وثانيا تضع خطة للرد علي مثل هذه الأكاذيب بالأسلوب السهل الميسر الذي يناسب عقلية ونفسية الشباب، إن القيام بمثل هذا الهدف يعد واجبا إسلاميا وحضاريا لبيان الوجه المشرف والسمح لإسلامنا الحنيف فهناك الملايين من الشباب الذين يتلقون الأفكار الخاطئة عبر شبكات النت، ان الأمة الإسلامية مسئولة أمام الله (كل في موقعه)، ونحو تبصرة الناس بصحيح السنة وصحيح الدين وكفانا ما ضاع من عمر الأمة في الكلام فالأمم الجادة هي تشرع في العمل وتخطط وتنفذ، وإن حملات التشكيك في السنة تحتاج الي رجال اكفاء ينذرون حياتهم لخدمة دين الله وسنة رسوله. ونأمل أن يأتي اليوم الذي نري فيه مثل هذه المجهودات المؤسسية وليس العمل الفردي- وإن كان مطلوبا حال غياب العمل المؤسسي والله الهادي سواء السبيل.