رجل الثلج في شاحنة اللحوم المجمدة اعتقد لاجئ أنه ضحك علي الديكتاتور علي شرطة الحدود علي الحمار الذي رفض صعود الجبل علي قطاع الطرق علي السفن المثقوبة اعتقد أنه انتصر بجيش من الملائكة أخذ يفكر في رايته الجديدة التي سيعلقها في نافذة بيته الجديد أو خيمته أو حتي شجرته فكر في ألوان رايته اعتقد أنه يفضلها بلا لون تساءل عن لون الحرية لم تعجبة أن تكون عارية أو بيضاء فالأبيض يتسخ بسرعة اعتقد أنها فضيه كجوعه وعطشه وقمره الذي أضاء ضياعه الطويل وبينما هو يعتقد كان يتحول ببساطة إلي تمثال من الثلج جوار شجرة أعياد الميلاد غرز طفل جزرة في وجهه أعطاه أخر كوفيه و مقشة ليكتمل الديكور توقف أمام التمثال شاعر توقف طويلا لا يعرف لماذا أراد أن يضع في فمه وردة بحث في جيبه فلم يجد سوي سيجارة أشعلها ومضي لتومض الفكرة في رأس اللاجئ الذي ينتظر أول شعاع شمس لتورق شجرة استوائية في بلاد الشمال انسحاب يكفي أن تغلقي عينيكي أن تكوني مقتنعة أن أحدا لا يراك لكنك متأكدة في داخلك أن هذا "الأحد" يراقبك أن النظرات ما هي إلا سهام ضائعة لأنك لست هدفا للمحبة أنت شيئا متحركا بين الآخرين تصبحين أكثر عزلة بمهارة عنكبوت تغزلين من نظراتهم درعا كي لا يتسللون إليك. فردية ستأتي نهاية العالم ويحمل كل منا شريحته في يمينه لم أتحول إلي إنسان آلي مئه في المئة لهذا أصبحت علاقتي غير موضوعية بالحنان الشارع مزدحم بي أحدق في قدمي المترددة تضايقني المدن الكبيرة وأتوه في تقاطع الطرق لست بحاجة لعصا سحرية كاميرات المراقبة الذكية حلت محل الملائكة وأنا سعيدة لأنني تركت ملاكي في محطة لم يعد القطار يتوقف فيها أمي يوصلني جوجل إلي قبر أمي في الناحية الشرقية من قبر العائلة فأرسل لها باقة ورد افتراضية وأمشي بمحاذاة السور الذي لم يكن موجودا شرفة تشرق ذراعاك في صباح بعيد علي حديقتك الصغيرة أمر عليك في طريقي إلي المدرسة كنت أقول لصديقتي انظري هذه أمي وعندما تكون النافذة مغلقة أقول انظري هذا بيت أمي فجأة اكتملت الدائرة أغلقت النافذة إلي الأبد وحديقتك الصغيرة حملتها كنعش إلي بيت أبي جوجل لا يعرف كل شئ القبر كان جديدا وأمي كانت أول ساكن كانت العائلة مستعجلة لدفن موتاها كنت أنظر الي الناحية الغريبة حيث ينام أخي وكان زوج أمي يغرس بيدين ذابلتين شجرة الصبار بينما تنظر الخالات شذرا إلي الشاهد »هنا ترقد حبيبتي« توت أحرجتني بقع التوت في طابور الصباح لذا أحك ملابس ابنتي بمساحيق الغسيل الحديثة و سأحرص علي أن أعيش طويلا حتي أصير أمك وتصيرين ابنتي سأعلمك لغتي الجديدة الأشجار التي مرت جانبي كانت تدير رأسها لتؤمن عبوري لم تشتر لي الخالات الفوط الصحية لكنني توقفت عن جمع التوت واتخذت من المناديل الورقية شركاء آمنين لمسيرة رشح لا تنتهي .