نظم بيت الشعر، الأحد الماضي، أمسية أدبية إحياءً للذكري الخامسة والثلاثين لرحيل الشاعر الكبير صلاح عبد الصبور. حضر الاحتفالية عدد من الكتاب ومحبي الشاعر الراحل وقرائه، وسط أجواء تشي بشيء كبير من الإخلاص والامتنان والعرفان لما قدم وأبدع عبد الصبور عبر مسيرته الشعرية الطويلة والحافلة. أدار اللقاء الشاعر السماح عبد الله، الذي أعرب عن شكره لمن لبي الدعوة وحضر للمشاركة في هذه الليلة الجميلة التي يسعي الجميع فيها لإعطاء صلاح عبد الصبور بعضاً من حقه، ورغم رحيله الذي مضي عليه خمسة وثلاثون عاماً إلا أنه حاضر بقوة عبر قصائده ودواوينه البديعة التي شكلت جزءاً من الوعي وألهبت حماسة أجيال كثيرة وخاطبت كذلك الوجدان وحلقت معها الأرواح في سماوات بعيدة وفضاءات واسعة. من جانبه قال الشاعر أحمد عبد المعطي حجازي، مدير بيت الشعر ، أن صلاح عبد الصبور كان شاعراً كبيراً وكان يمثل قيمة ثقافية كبري لم تعوضها الأيام بعد رحيله الذي انقضي عليه أكثر من ربع قرن من الزمان، وأضاف : " يمكنني أن أخوض في الحديث طويلاً عن صلاح عبد الصبور، في جعبتي الكثير والكثير مما يمكن حكايته، فقد عشنا حياة مشتركة وجمعت بيننا مواقف كبيرة وكثيرة وبيننا ذكريات لم تمح من الذاكرة ولا من الوجدان. " تحدث حجازي عن فترات التعارف الأولي التي جمعت بينه وبين صلاح عبد الصبور وكيف نشأت بينهما علاقة عبر عملهما المشترك ثم تطور الأمر بعد أن وجدا نفسيهما يدخلان محراب الشعر ويخوضان المعارك الكبيرة من أجله ودفاعاً عن وجوده " لقد تزاملنا أثناء فترة العمل في صحيفة روز اليوسف منذ عام 1956. لم يقتصر الأمر عند هذا الحد ولم تنتهِ المسألة هنا، بل جاء الشعر ليجمعنا ويوطد علاقتنا. امتدت علاقتي مع صلاح عبد الصبور خلال الشعر، عبر عملنا المشترك في كتابة الشعر، هذا بخلاف العمل الصحفي في مؤسسة واحدة، وهكذا اجتمعنا في عمل واحد كما وجدنا أنفسنا نملك نفس الموهبة ونحلق في سماوات الشعر الرحبة. كانت معاركنا تصب في ذات البحيرة فكانت في أساسها دفاعاً عن الشعر الجديد، الذي تصدي له في ذلك الحين عمالقة الأدب العربي المحافظ أمثال طه حسين وعباس العقاد. وعن أثر صلاح عبد الصبور في نفس حجازي يقول : " بالتأكيد أثر فيَّ صلاح عبد الصبور بشعره وإبداعه كما حزنت بعد رحيله. لقد كتبت كتاباً كاملاً عن صلاح عبد الصبور ووضعته تحت عنوان " مع صلاح عبد الصبور "، لخصت فيه تجربة حياتي معه، وأودعته ذكرياتي ومواقفي وما حدث بيننا من الأمور التي لا تنسي، فهي تعتبر مذكرات لفترة حياتي وأيامي التي عاصرتها معه. "