«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



صلاح عبد الصبور: سأظل واقفًا بلا مكان
نشر في البوابة يوم 14 - 09 - 2014


إعداد: إسراء عبد التواب ونضال ممدوح
إشراف : سامح قاسم
لا يمكن وصف تجربته سوى بالصدق الشديد، فأحلامه كانت تتشابه مع أحلام الفارس القديم، لكن وطأة الواقع جعلت أحلامه تتساقط يوما عن يوم، ومع السقوط أصر أن يتتبعها في أشعاره ليعيد لنا تشكيل صورة "الفارس القديم" وهو يصرخ لحبيبته "سوف أظلُّ واقفًا بلا مكانْ.. لو لم يعدني حبك الرقيق للطهارة.. فنعرف الحب كغصني شجرة.. كنجمتين جارتين.. كموجتين توأمين.. مثل جناحي نورس رقيق.. عندئذ لا نفترق.. يضمنا معا طريق"...
لم يترك "صلاح عبد الصبور" نفسه فريسة للواقع لكنه استطاع بشعره أن يخلق لنا عالما مبهرا، وبالتزامن مع احتفال قصور الثقافة بذكراه التى مرت فى أغسطس الماضى، نعود من جديد لقراءة قصائده لنسترجع صوته الملائكى كي يبعث لنا رسائل قادمة توا من الجنة تحيي لنا فردوسًا مفقودًا.
الحب كان مقترنا بالإبداع لدى شاعرنا فشكل له الملتجئ الوحيد الذى هرب إليه ليكتب مأساته عن المصير والوجود الإنساني، فجاءت لغته طازجة ومحملة بالحنين لكل القيم النبيلة التي اندثرت، يقول الكاتب والناقد اللبناني عبده وازن عن تلك اللغة المميزة: "تنتمي لغة صلاح عبد الصبور الشعرية إلى تراث الحداثة مثله مثل بدر شاكر السياب وعبد الوهاب البياتي ونازك الملائكة وسواهم، إلا أن "شيئا" ما في شعره يظل عصيّا على حكم الزمن. "شيء" كالجمر الذي لا يخبو تحت الرماد".
الشاعر الحزين..
لم يهرب من الحزن الدفين الذى ميزق قلبه الرقيق. فعبر عنه في قصائده لكنه كره أن يلقبه النقاد بالشاعر الحزين. كان وفيا ولم يستخدم الفكرة لاستعطاف قلب القارئ ليتعاطف مع شعره، ولكنه وجد فيه مساحة شديدة من الإخلاص للتعبير عن أزمة الوجود الإنساني. لذا يظل يكتب عبر قصائده ليعالج تلك الأزمة التي تلازم رحلة الإنسان، وكلما تعالت نظره النقاد اليساريين له كشاعر حزين كان يرد عليهم: " يصفني نقادي بأني حزين، ويدينني بعضهم بحزني، طالبًا إبعادي عن مدينة المستقبل السعيدة بدعوى أني أفسد أحلامها وأمانيها، بما أبذره من بذور الشك في قدرتها على تجاوز واقعها المزهر إلى مستقبل أزهر، وقد ينسى هذا الكاتب أن الفنانين والفئران هم أكثر الكائنات استشعارا للخطر، ولكن الفئران حين تستشعر الخطر تعدو لتلقي بنفسها في البحر هرباً من السفينة الغارقة، أما الفنانون فإنهم يظلون يقرعون الأجراس، ويصرخون بملء الفم حتى ينقذوا السفينة أو يغرقوا معها".
وعندما يتعاظم حنقه في دائرة الحزن يردد: "لست شاعراً حزيناً، ولكنى شاعر متألم، وذلك لأن الكون لا يعجبني ولأني أحمل بين جوانحي كما قال "شيلي" شهوة لإصلاح العالم".
رحلة الشاعر كما كانت مقرونة بالمحبة إلا أنها لم تفارق الحزن، منذ رحلته عبر انتقاله من الزقازيق للقاهرة، فلقد لاحظ أن الحزن يفترش طريقه فتأكد أنها فكرة تستقر في قلب كل مبدع يريد تغيير العالم بشكل صادق.
تأثر صلاح عبد الصبور بقراءته الواسعة لعدد كبير من الشعراء أمثال "بودلير"،"وبروتون"، و"لوركا" وجدهم جميعا يشاركونه فكرة الحزن، فأدرك أن الفكرة ليست مقتصرة عليه، ولكنها تسيطر على كل مبدع يريد أن يغير العالم ليرسمه من جديد بأنامله ليعانق مدينته الفاضلة، وهو ما جعله يئن داخل ذاته:
"يا صاحبي إني حزين
طلع الزمان فما ابتسمت ولم ينر وجهى الصباح
وخرجت من جوف المدينة أطلب الرزق المتاح
وغمست في ماء القناعة خبز أيامى الكفاف
ورجعت بعد الظهر في جيبي قروش
فشربت شايًا في الطريق
ورتقت نعلى
ولعبت بالنرد الموزع بين كفى والصديق
قل ساعة أو ساعتين
قل عشرة أو عشرتين
وضحكت من أسطورة حمقاء رددها الصديق
ودموع شحاذ صفيق"
رحلة صلاح عبد الصبور لم تقتصر على الشعر فقط، ولكنه اقتحم من قبل عالم القصة القصيرة، ومن يمعن النظر في دواوين عبد الصبور الشعرية سوف يجد أن الأسلوب القصصي في شعره احتل مساحة كبيرة جدا عكست بالفعل حبه لفن القصة، لكن الشعر أخذه بعيدا عنها لأنه يحب تملك صاحبه ليكون أثيرا له ولا يرد أن يشاركه فنا آخر بل يستوعبه داخل دائرته ليعيد امتصاصه، وهو ما حدث بالفعل مع "صلاح عبد الصبور" الذى سرعان ما ودع كتابه القصة القصيرة ليخلص لتجربته الشعرية بشكل كامل فيحفر اسمه بمداد فاخر في تاريخ الشعر العربي .
"نبض الفكر".. صورة مفكر يطرق باب شعراء الماضي
من يريد أن يعرف أوجهًا كثيرة للشاعر صلاح عبد الصبور فعليه بقراءة كتابه "نبض الفكر" ليعرف وجوهًا متعددة للشاعر، فهو المفكر والباحث عن تجارب شعراء سبقوه ليظهر وجه التشابه بينه وبينهم فيما يتعلق بالهم المشترك باتجاه المصير الإنساني .
هذا ما استطاع أن يبرزه الشاعر الراحل في كتابه الذى تطرق إلى عدد كبير من الشعراء العرب من الماضي والحاضر، كما عرض لشخصيات ثقافية أجنبية مثل الروائي الروسي دستويفسكي والشاعر والمسرحي الإنجليزي شكسبير والشاعر الفرنسي سان جون برس والشاعر والناقد الإنجليزي الأمريكي " ت.س إليوت "، والشاعر والروائي اليوناني كازانتزاكيس وسواهم.
لقد حاول الشاعر أن يقدم في كتابه رؤيته لهؤلاء الشعراء بعيدا عن ضجة الانفعال بل بدا باحثا هادئا داخل الكتاب.
ومن يقرأ كتابه سوف يجد أنه قام بتحقير ذاته بالمقارنة بذات "المتنبي" فظهرت صورة الأخير في كتابه بأنه شاعر يفوقه في البطولة والفحولة، كما كتب عن فتنة أبى العلاء بالمتنبي والتي كان يشاركه تلك الفتنة واصفا شخصيته القلقة بجملة بديعة: "كأن الريح تحته يصرفها يمينا وشمالا"، بل يضيف: "إن للمتنبي فتنة كفتنة الحب الأول".
ينتقل "عبد الصبور" داخل كتابه بسلاسة من المتنبي إلى أبي حيان التوحيدي الذى أقدم على حرق كتبه في أواخر أيامه ويصفها: "من أوجع الصفحات في التاريخ".
ولكنه يقول: "ومن حُسن حظنا أن أبا حيان حين أحرق كتبه لم يحرق إلا ما تأخر زمنه منها، أي ما كتبه في العشرين عامًا الأخيرة من عمره. وكتبه في معظمها شبيه باليوميات، وفيها كثير من أدب الاعتراف، فكتابه الرائع "الإمتاع والمؤانسة" هو ثمرة أربعين ليلة من السمر كان فيها أبو حيان ينادم أحد وزراء عصره ويفيده علم الأدب ومذاهب الفكر. بينما يجري كتابه "الإشارات الإلهية" مجرى الخواطر والتأملات الصوفية والخلقية. أما كتابه «مثالب الوزيرين» فهو أشبه بمقالة طويلة في هجاء الصاحب بن عباد وابن العميد وحكاية ما كان بينهما من نوادر وتغامز وجفوة.
شاعر التفاصيل الصغيرة والهموم اليومية....
مهمة الشعر ليست هي رؤية ما يراه البشر. لكن عبقرته تكمن في التقاط التفاصيل التي لا يراها سواه، وهو ما برع فيه الشاعر صلاح عبد الصبور الذى كان مهموما بالتفاصيل وبرصدها داخل دواوينه الشعرية، وهو ما يظهر في قصيدته " شنق زهران: "إن زهران غلاما.. أمه سمراء والأب مولد.. وبعينيه وسامة.. وعلى الصدغ حمامة.. وعلى الزند أبو زيد سلامة". يقول الشاعر والناقد فخرى صالح: إن "عبد الصبور" استطاع في ديوانيه "شنق زهران"، "والناس في بلادي" أن يقترب من تفاصيل الحياة اليومية للناس لإضفاء الشعرية على هذه الحياة التي لا يلتفت إليها الشعب، ويعدها موضوعًا غير شعري ويلحقه بعالم النثر. وفي سبيل تحقيق هذه الاستراتيجية يحقن الشاعر قصيدته بما يتفوه به الناس وما يجري على ألسنتهم من أمثال وتعبيرات شعبية وكلام مكرور مستعاد وصفات نمطية، ويلجأ إلى التعبير المباشر بحيث تخلو القصيدة من الصور والاستعارات ويكتفي الشاعر بالتشبيه البسيط إذا أضطر إلى لغة التصوير والتعبير الشعري المألوف".
ظل "صلاح عبد الصبور" غارقا في التفاصيل اليومية، وهذا ظهر جليّا وبوضوح شديد في قصيدته "الحزن" التي كانت تمجد تفاصيل الحياة، والتي هوجمت في الوقت ذاته بأنها تنحدر بالقصيدة، ولكن "عبد الصبور" كان يؤمن أن الشاعر لا يمكن أن يكون منفصلا عن تفاصيل حياة البشر لذا ظل جريئًا في التعبير وسابحا ضد التيار، ومستعدا بشجاعة للوقوف في وجه النقد بهدوء شديد.
وعلى الرغم من تحمس "عبد الصبور" للتفاصيل الصغيرة إلى أن العمق والتأمل لم يغب عن قصائده، وهو ما كان يؤكد أنه شاعر المفاتيح الكثيرة التي كانت تبحث بصدق عن قيمه الحرف الذى كابد من أجله الكثير، واستطاع بذكاء كبير عبر لغته أن يجعلها متنوعة ما بين قضايا متعددة.
يقول الناقد "عبده وزان" عن الاوجه العددية ل"صلاح عبد الصبور": لقد كان شاعر الهموم الماورائية والهموم اليومية، شاعر الحزن والليل، شاعر الإيمان والخيبة، شاعر العزلة والتأمل، شاعر الحب واليأس والسأم..."
الشاعر والموظف وأزمة السلطة
يمكن وصف صلاح عبد الصبور بالشاعر الذى قتلته ضرورات الحياة وتكاليفها المتعبة، وهو ما جعله يقبل أول رئاسة لمنصب الهيئة العامة للكتاب تعرض إلى هجوم كبير جدا من أصدقائه وخلق له المنصب عداوات كثيرة، ووجد نفسه يخرج عند قبوله المنصب من دائرته الشعرية إلى مواجهة ألسنة قاسية تهاجمه بحده وبقسوة، بل وجد أن المنصب يستهلك كثيرًا من دمائه وأعصابه في قضايا تافهة تبعده عن الشعر، ولو أدرك "عبد الصبور" مدى حساسية هذا الأمر لنأى بنفسه بعيدًا عن هذه المنطقة الممتلئة بالألغام ، لكنه ظل عاجزا وحائرا عن اتخاذ قرار بالاستقالة أو التفرع للشعر لإدراكه صعوبة الحياة المادية فكتب عن هذه الإشكالية: "إن إحساس المثقف الحقيقي بكرامته يفوق تصور الكثيرين، لذلك فالبيروقراطية تحاصر الصفوة وتعزلها عن الفاعلية، وهكذا نجد أن هناك صراعًا ضاريًا، البيروقراطية تريد أن تفرض الموت على المفكر والشاعر، لكنها لا تستطيع ولذلك فهي تحاول أن تخدع المفكر، إنها تقول له: أنا معجبة بأفكارك ومشاعرك، وتحاول بذلك استغلال المفكر فيتحول إلى كلب حراسة للمصالح البيروقراطية، لكن عبد الصبور وجد نفسه مقيدا في وظيفته عندما لم يتخذ موقف ضد مشاركة إسرائيل في معرض الكتاب لعام 1981 ، وهو ما جعله معرضًا لنقد غير عادى وهجوم كبير، وعندما نظم عدد من الشباب مظاهرة أمام مكتبه اعتراضًا على مشاركة إسرائيل قام الأمن بضربهم بوحشية وتناثرت الدماء أمام مكتبه، ووجد نفسه في مواجهة سلطة تفرض عليه الصمت، وهو ما جعل رسام الكاريكاتير " بهجت عثمان " يهاجمه خلال تواجده في بيت الشاعر أحمد عبد المعطي حجازي بقسوة وقال له :" بعت ب 3 نكلة يا صلاح مما أدى إلى إصابته بأزمة قلبية نقل على إثرها للمستشفى فتوفي على الفور".
لم يتحمل الشاعر كل الاتهامات التي وجهت إليه ولم يدرك أن الوظيفة قد تحرمه من الحياة وأن الاقتراب من السلطة خطر لما قبل المنصب .
مأساة الحلاج .. والبحث عن خلاص
هناك كتب نادرة يحزن الشخص عند الانتهاء منها، هذا ما سنشعر به بمجرد الانتهاء من مسرحية "مأساة الحلاج" التي تحتل صدارة المسرحيات الشعرية في تاريخ الشعر العربي. وعند قراءة المسرحية تتأكد موهبة الشاعر الفذة وهو يعيد لنا صلب "الحلاج" شعريا ليعيد لنا صفحات قاسية في التاريخ ارتكبت بحق المبدعين والشعراء ليبرز مأساتهم، وعند قراءة المسرحية سنجد أن الشاعر اختار مصير الحلاج الذى يتشابه مع مصيره الإنساني ليبدع لنا رائعة تضاف إلى مشواره الشعرى لتزيده ثراءً.
"مأساة " الحلاج تكشف عن الفنية العالية للشاعر وهو يهرب إلى التاريخ ليبدي رأيه في قضايا معاصرة صاحبته وجوده ويعالجها بعقل رصين ليعبر عن مأساة الحلاج والتي تمثلت في عجزه الفادح عن تحويل الكلمة إلى فعل. فيقول في مسرحيته ..
" مثلى لا يحمل شعرا
لا أخشى حمل السيف
أخشى أن أمشى به
لا أخشى حمل السيف ولكنى
أخشى أن أمشى به
فالسيف إذا حملت مقبضه كف عمياء
أصبح موتا أعمى"
من يتأمل مسرحية "مأساة الحلاج" سوف يجد انها تعانق مأساة الشاعر الشخصية، فلقد أصر على استدعاء شخصية تاريخية ليقوم بصلبه على جذع شجرة وكأنه يعانق الموت مع الحياة ثم يمر عليه كل من الواعظ والفلاح والتاجر، الأخير يريد أن يعرف قصته حتى يحكيها لزوجته في المساء حين يعود ، والفلاح فضولي بطبعه ، أما الواعظ فيريد تعميق التقوى في قلوب الخلق، فنراه يبحث عن موعظة وعبرة يلقيها في خطبة الجمعة. ينظر "الحلاج" إلى كل تلك النماذج التي تمر عليه، ويبدأ في سرد مأساته، فرغم كل هذا الزخم حوله إلا أنه يشعر بالغربة والوحدة..
ليلى والمجنون....
تعتبر مسرحية " ليلى والمجنون" من أهم المسرحيات التي أبرزت علاقة السلطة بالمثقف ومن يقرأ المسرحية سوف يجد أن "عبد الصبور" حاول التمرد على النظام السياسي. حيث جعل من بطلها "سعيد" نموذجا للمناضل الوطني المصري الذى يتمرد على السلطة قبل ثورة 1952 ويبدأ الشاعر في الوصف الجسماني لملامح "سعيد" على لسان ليلى فتقول ليلى على لسانها :
يبدو لي أن المرأةَ لا تعرفُ معنى للحبِّ بدون المحبوبْ
ما أعرفُهُ أنِّي حينَ أراكْ
تلتفُّ حواليْكَ عيوني كالخيْطِ على المغزَلْ
ما أعرفُهُ أني أتخيَّلُكَ كثيراً في وحدتيَ الرطبهْ
أحياناً أتخيَّلُكَ كما أنْتْ
وكأنِّي أرسمُ صورتَكَ بأنْفاسي
جبهتُكَ المشرقةُ الصُّلبهْ
عيْناكِ الطيبتانِ المتعبَتانِ، وإرخاءُ الهُدْبِ المُثْقَلْ
شاربُكَ المُهمَلْ
كفَّاكَ المتكلِّمتانِ، وعيناكَ الصامتتانِ تُنيرانِ وتنطفئانْ
مشيتُكَ المرهقةُ المتماسكةُ الخطواتِ
كمشيةِ جنديٍّ بينَ قتاليْنِ مريريْنْ
تظل "ليلى" تحب "سعيد" عبر المسرحية وهو يكافح ضد السلطة ولكنه يتحول في النهاية إلى شخص مهزوم
لا تسأم " ليلى " من حبه ترى فيه مناضلًا سياسيًا وتعشقه، ولكنه لا تعرف أن به خراب نفسى كبير جراء فشله في التمرد على النظام. تذهب إلي شقته بحثًا عن الحب فلا تجد عنده إلا التآكل، والخراب النفسي، وتذكارات الطفولة السوداء .
مثقفون: "عبد الصبور" قامة شعرية كبيرة.. لا بد من تخصيص جائزة تحمل اسمه
سنوات تمر على رحيل الشاعر صلاح عبد الصبور وما زال حقه لم ينله من التكريم الكافي الذى يقدر قيمته الشعرية كرائد مجدد في الشعر العربي. هكذا اتفق عدد كبير من الشعراء وهم يتذكرون الراحل مطالبين بتخصيص جائزة عربية تكريما له على مشواره الإبداعي كرائد في مجال الشعر، كما طالبوا الصحف الثقافية بإعادة نشر إنتاجه الشعرى لتطلع الأجيال الجديدة على إبداعه الفذ.
الشاعر فريد أبو سعدة طالب بطرح جائزة للشعر العربي باسم الشاعر الكبير صلاح عبد الصبور مؤكدا في تصريحات خاصة ل" البوابة نيوز" أنها تأخرت كثيرا لشاعر كان رائدا في خصوصية تجربته. مؤكدا أن هناك العشرات ممن نسميهم رائدين ولكن 90% منهم متشابهون وعموميون ، أما تجربة " عبد الصبور" فكانت لها خصوصية مميزة لروحه المصرية الخالصة التي أثرت في كل الأجيال من بعده مما وضعه في مكانة خاصة لا يدانيها أحد. مضيفا بقوله: جميعا خرجنا من عباءته بالاتفاق معه أو بالخلاف ويكفى أنه الوحيد بعد شوقي الذى أضاف إلى المسرح الشعرى روحًا حداثية ملهمة لم يستطع أحد تجاوزها على حد علمي.
وأضاف أبو سعدة:" بعض التلاميذ من مدرسته حصلوا على جوائز لم ينلها في حياته القصيرة والمضيئة كالشهاب بل وحتى جائزة النيل لم يتطوع أحد باقتراح إعطائها لاسمه تقديرا لدوره الاستثنائي في الحداثة الشعرية العربية . كما طالب "سعدة" وزير الثقافة بتخصيص جائزة باسمه..
أما الشاعر الفلسطيني موسى حوامدة فقد أشاد بتجربة "عبد الصبور" مؤكدا أنه أدخل التفاصيل إلى القصيدة دون أن يفقدها شعريتها كما لفت إلى بساطة قصائده وعمقها في الوقت نفسه، وهوما يصعب الكثيرين فعله لأنه حفظ المسافة جيدا للقصيدة البسيطة حتى لا تهبط بمستواها إلى الأرض، لكنه احتفظ بالشكل الفني لبناء القصيدة وبالشك الدرامي للمسرح الشعري الذي تركه وعلى قمته " مأساة الحلاج "
كما أكد "حوامدة" على أن " عبد الصبور" شاعر كبير يستحق بلا مجاملة أن يكون نموذجا للشعرية العربية في القرن العشرين ولقصيدة الحداثة العربية ويجب أن يتوقف الظلم الذي طال الشاعر في حياته وبعد مماته.
وأشاد الشاعر صلاح اللقاني بالراحل صلاح عبد الصبور مؤكدا أنه نقطة مهمة على منحنى تطور الشعرية العربية فلقد افتتح بديوانه "الناس في بلادي" زمنا جديدا للشعر العربي عامة والشعر في مصر خاصة. وأستطرد" اللقاني" كان انتقاله لنظام التفعيلة بدلا من الشكل العمودي للقصيدة ثورة في حد ذاته أثارت غضب المؤسسة الأدبية المحافظة، وقد رأينا كيف تعامل عباس محمود العقاد مع شعره في المجلس الأعلى للفنون والآداب ، عندما أحال كتاباته إلى لجنة النثر للاختصاص.
ونبه " اللاقنى " لدور "عبد الصبور" في خلق معجم جديد وتراكيب جديدة كانت تمهيدا لدرب سارت عليه أجيال من الشعراء من بعده ٬ أما دوره في التأسيس لمسرح شعري فقد كان رائدا في هذا الجانب ، حيث تجاوز الأفق الذي أبدع فيه أسلافه من أحمد شوقي حتى عبد الرحمن الشرقاوي كما أكد اللقاني علي أن طرح جائزة باسمه تكريم للشعر.
في سياق مواز وصف الشاعر سمير عبد الباقي "عبد الصبور" بالقامة الشعرية الكبيرة ولأنه من أوائل الشعراء الذين بدءوا كتابة قصيدة التفعيلة الحديثة مع بدر شاكر السياب ونازك الملائكة، وله دور كبير وبارز في تطوير الشعر الحر الحديث٬ ولفت إلى إنجازات "عبد الصبور" في تطوير تجربة المسرح الشعرى التي بشرت بإمكانية تأسيس مسرح شعري عظيم .
واستطرد عبد الباقي: "عبد الصبور أحد الشعراء المحدثين العرب والمصريين وأستاذ في مدرسة الشعر الحديث وقام بدوره بشكل كبير ورائع٬ حيث كان من الرعيل الأول الذي اشتغل وخاض معركة لأجل الشعر الحديث".
واستنكر "عبد الباقي" تقلص مساحة الشعر في صفحات الجرائد الثقافية مطالبا الأخيرة بتسليط الضوء على "عبد الصبور" بإعادة نشر قصائده من جديد ليتذكره المصريون بدلا من البكاء على القبور فقط .
وقال الشاعر ناصر دويدار: إن تجربة صلاح عبد الصبور الشعرية تمثل حالة فلسفية وكان دائما ما يعقد حوارا فلسفيا بين الموت والحياة، كما أن مدرسته تخرج منها أجيال عديدة ولكن للأسف لم يخرج شاعر واحد له تجربة فريدة على غرار تجربة " عبد الصبور" التي يمكن وصفها بالتنويرية والتي جعلته رائدا من رواد الكتابة الحديثة ورائدا للمسرح الشعرى وللغته الرشيقة العميقة والعنيفة والصادمة في الوقت ذاته ، وأضاف: ""لو يدرى أرباب التناحة وأصحاب الجلد السميك وأصحاب البرود الإنساني كيف مات هذا العملاق عندما قال له صديقه الرسام بهجت عثمان: " أنت خُنت يا صلاح" فلم يحتمل قلبه الرقيق الكلمة"".
وفى السياق ذاته طالبت الشاعرة فاطمة المرسى بتدشين جائزة للشعر العربي تحمل اسم "عبد الصبور" لدوره في تجديد الشعر العربي ولثقافته الواسعة التي تميز بها والتي خلقت ثورة في عالم الشعر.
وقال الشاعر عاطف عبد العزيز: إن " عبد الصبور" كان حالة استثنائية بكل مقياس ليس لكونه رائدًا من رواد القصيدة التفعيلية ولكن بحسبانه مثقفًا من طراز رفيع يندر وجوده من جهة، ولإنجازه في مجال المسرح الشعري من جهة أخرى، وربما تكون مسرحياته "مأساة الحلاج" ، "ومسافر ليل"، "وليلى والمجنون" معتبرا تلك الدواوين من أكبر العلامات في المسرح الشعري العربي.
وتطرق إلى تجربة " عبد الصبور" إلى تجربة مجلة " الكاتب" والتي تولى رئاسة تحريرها. مؤكدا أنها فتحت طريقا لنشر شعر جيل السبعينيات لتكون أول منبر رسمي يقدم تجربة هذا الجيل ويلقي الضوء عليها. واصفا وفاته بالخسارة الفادحة والهائلة والتي تكبدتها الثقافة العربية من جراء غيابه المفاجئ، وأضاف :" بالطبع اسم عبد الصبور يستحق أن تؤسس جائزة باسمه فهو يشرف أي جائزة".
أما الشاعر سمير درويش فقد أكد ل" البوابة نيوز" أن "عبد الصبور " من أهم الشعراء المعاصرين بعد شوقي، وأنا تأتى أهميته من أنه فهم عميقًا فكرة تطور القصيدة العربية، وأهميته لاستمرارها وتدفقها فلم يركن إلى تغيير الشكل- كما فعل أقرانه- بأن حولوا الظلفتين إلى سطور واحتفظوا بالروح القديمة، وبجمالياتها وفلسفتها فحين تقرأ جل شعراء قصيدة التفعيلة من الرواد حتى الآن ستجد أنهم يكتبون قصيدة عمودية خالصة، مع تفاوت في عدد تفعيلات كل بيت، كما يكتب جل الشعراء الآن قصيدة تفعيلة خالصة ويكسرون تفعيلاتها ويطلقون عليها اسم "قصيدة النثر".
وأضاف درويش: " قبل صلاح عبد الصبور كان الشعراء يرتجلون الشعر في المناسبات قصيدة طويلة بمناسبة خروج الملك لأداء فريضة الحج، قصيدة أخرى بمناسبة عيد الجلوس، ستة أبيات بمناسبة تعيين ناظر الحقانية، أربعة في تعيين ناظر الري، بيتان في عيد ميلاد بنت ناظر الزراعة.. إلخ، وهو بهذا صنعة خالصة يستعرض خلالها الشاعر قدراته اللغوية، وتمكنه من تكوين صورة شعرية أساسها التشبيه، وكلما باعد بين المشبه والمشبه به صار أشعر، لذلك فالأمر على هذا النحو جعل الشعر صنعة خالصة دون قضية أو رسالة، والأهم دون تطوير حقيقي للجماليات التي تخرج به من أسر التشبيه، ولفت "درويش" إلى أن " عبد الصبور" خرج بالقصيدة إلى الفقراء، كما في ديوانه الأول " الناس في بلادي"، كما غاص داخل نفسه وهمومه، وهو أمر ليس مألوفًا في الشعر العربي، كما أنه طوع الشعر للدراما حين كتب المسرح الشعري، فجاءت مسرحياته ناصعة، نموذجًا لما يجب أن يكون عليه هذا الفن، وهو مثال لم يكتب قبله ولا بعده مع الأسف. كما أنه أحد المنظرين المهمين للقصيدة الجديدة التي كتبها، وأطروحاته النظرية تقول ذلك، سواء تزييلاته للمسرحيات أو كتاباه المهمان، لكن المهم على الإطلاق- حسبما أرى- أنه قال صراحة إنه إذا تعارض الوزن مع الرسالة فإنه ينتصر للرسالة، ففتح الباب واسعًا أمام التجريب، باعتبار أن الشعر ليس قرآنًا، وأن العمود الشعري ليس منزلاً من السماء.
أما الشاعر سعيد شحاته فقال أن صلاح عبد الصبور أحد أهم العلامات البارزة المضيئة في سماء الشعر العربي والعالمي ٬ قرأناه بعد أن حفظنا الشعر الجاهلي في الجامعة عن ظهر قلب، فعشقناه بعد أن فاض الكيل من المدرسة الجاهلية التي استمر تدريسها في قسم اللغة العربية بآداب كفر الشيخ ثلاث سنوات ونصف.
مضيفا: كنا أنا ومعظم جيلي لا نكف عن قراءة الآخرين، ويكتشف القارئ أن معظم مشاهير هذا العصر من الكتاب لم يفلتوا من براثن هذا العملاق، العديد منهم سار على صراطه ومعظمهم أعاد صياغته ٬ والنماذج كثيرة وكل صاحب ضمير يمكنه أن يميز، ولكن الاضمحلال لا يمكن أن ينصف هذه القامة التي قتلها الظلم والاتهامات الباطلة فمن هاجموه لم يكتفوا بقتله جسديًّا ورحيله عن الدنيا باتهاماتهم المقيتة الباطلة، ولكنهم زادوا الطين بلّة بتجاهل لوركا المصري، وإن كنت أطلق على لوركا نفسه عبدالصبور الإسباني. مؤكدا أن من اتهمه، ظلمه حيًّا وقتله ميتًا .
كما استهجن " شحاتة" عدم طباعة أعمال الشاعر الراحل لافتا إلى أنها لا توزع بالشكل الجيد في حين أن معظم آراء الأصدقاء ترجح أن شاعرًا كعبد الصبور يجب أن تكون أعماله في كل بيت مصري ولو بالإكراه.
كما أعرب شحاته عن استيائه من عدم تكريم صلاح عبد الصبور قائلا: "نسمع في الآونة الأخيرة عن معاجم بأسماء كتاب في بعض الدول الثرية لتكريم كتابها، وعن جوائز ضخمة بأسماء كتاب أقل من هذا العملاق بمراحل في دول أخرى تسعى لتعظيم كتابها الكبار، أما نحن فاكتفينا أن نمنح مي عبد الصبور ومعتزة بعض الجنيهات مقابل نشر أعماله، هل هذا هو التكريم..؟ "
مطالبا بتخصيص جائزة عالمية ضخمة باسم صلاح عبد الصبور لمنحه جزءًا ضئيلا من حقه الذي يستحقه..
القصائد المسموعة لصلاح عبد الصبور:
أمسية الدوحة عام 1980
http://www.youtube.com/watch?v=ymMo5u_eqfc
قصيدة للشاعر صلاح عبد الصبور بصوت دكتور على الكُنيسى
http://www.youtube.com/watch?v=jlk7fvKC3e8
أغنية قد كنت عطرًا من مسرحية الحلاج لصلاح عبد الصبور
http://www.youtube.com/watch?v=Zae7aCw5Bmw


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.