بأمسية شعرية ضمت تنوعا بين كبار وشباب الشعراء أختتمت مساء أمس الاحتفالية التي أقامتها الهيئة المصرية العامة لقصور الثقافة بمناسبة مرور 33 عاما علي وفاة الشاعر الكبير وهي الاحتفالية التي استمرت ليومي 15 و16 سبتمبر بقصر ثقافة الزقازيق، وقد تضمنت فعاليات الأمس الجلسة البحثية الثالثة التي تحدث فيها الناقد والمخرج المسرحي د.عمرو دواره، وأدارها الناقد محمود الديداموني، وقد اكد دواره اعتزازه بمشروعين الأول إنشاء الجمعية المصرية لهواة المسرح عام 1982 م والتي استمرت حتي الآن، والمشروع الثاني توثيقه للمسرح المصري منذ نشأته عام 1870م حتي الأن ويصدر في 12 جزء تضم بيانات كاملة عن الفرق المسرحية وصور للمشاهد المختلفة للعروض المسرحية توضح إختلاف الديكور والممثلين في كلاً منها، ثم أشار دواره أن صلاح عبد الصبور كان محظوظاً بتقديم كل نصوصه علي المسرح، لذلك استطاع تطوير أدواته المسرحية ثم قدم بانوراما عن نشأه المسرح الشعري الذي بدأ عالمياً منذ الإغريق وصولاً إلي الشاعر الكبير وليام شكسبير وتقديمه مسرحياته الشعرية للمسرح العربي، فقد بدء مسرحاً غنائياً من خلال مارون النقاش في لبنان, أبو خليل القباري في سوريا ويعقوب صنوع في مصر، وعُرف المسرح الشعري مع الشاعر الكبير أحمد شوقي ومن بعده عزيز أباظه علي أحمد باكثير ثم عبد الرحمن الشرقاوي الذي قدم أيضاً المسرح السياسي، كما أن هناك أتجاه آخر في المسرح الشعري وهو شعر العامية الذي قُدم من خلال بيرم التونسي وبديع خيري ونجيب سرور كما تطرق دواره إلي سمات مسرح صلاح عبد الصبور مؤكدا عدم وجود الشعب في نصوصه المسرحية موضحا أن البطل في تلك النصوص هو الشاعر المثقف الثائر الذي هو نفسه صلاح عبد الصبور، بالإضافة إلي أن القهر والفقر أحد السمات الرئيسية في مسرحه بجانب الرمز الذي كان واضحاً في أعماله، وقد قدم الديداموني سيرة ذاتية ل د.عمرو دواره الذي أخرج أكثر من 55 عرضاً مسرحياً وصدر له 25 كتاباً في مجال الفنون المسرحية. أعقب ذلك إقامة جلسة للشهادات قدم فيها الناقد عبد العزيز موافي شهاداته عن عبد الصبور مشيراً أن عبد الصبور كان من أشد الرافضين لقصيدة النثر، حتي أنه كان يهاجمها ولكن الأقدار شاءت أن يكون ديوانه الأول بعنوان 'الناس في بلادي' عام 1957م بمثابة 'المنافستو' غير المعلن لقصيدة النشر والتي وصلت إلي ماوصل اليه الديوان في حقبه التسعينات، وبالتالي فإن النموذج الحداثي نهض علي أطلال النموذج الحديث, وفي هذا مفارقة تاريخية وفنية، وأكد موافي أن السمات العامة في قصيدة النثر كانت هي نفسها السمات التي ميزت ديوان صلاح عبد الصبور وهي 'السرد, الحدث الإنطباعي, الشاعر يمثل كائناً هامشياً' ويطرح الأسئلة علي العالم دون أن يمتلك القدرة علي الإجابة عنها، وأخيراً تم تداول اللغة التي كانت ظاهرة أساسية في الديوان أصبحت هي المصدر الرئيسي الذي تصدر عنه قصيدة النثر التعينيه, عبر هذه السمات نجد هناك تطابعاً بين السمات الشكلية للعمل الأول لعبد الصبور الذي جاءت قصيدة النثر إمتداداً له في مراحل زمنية لاحقه. تلي ذلك إقامة أمسية شعرية أدارها نبيل مصيلحي قدم فيها الفائزين في المسابقة المركزية أيمن ثابت وأحمد منير قصائد من الدواوين الفائزة، ثم قدم شعراء الشرقية قصائد من أعمالهم وهم 'عطيه شواش, ليلي العربي, محمد هلال, مصطفي أمين, حسن هدايت, محمود رضوان, عاطف السيد, أسماء سليمان' ثم قرأت الكاتبة الصحفية نفيسة عبد الفتاح مسرحية 'مأساة الحلاج' لصلاح عبد الصبور، أعقبها تقديم قراءات من شعر صلاح عبد الصبور قدمها الشعراء محمد الشهاوي 'أحلام الفارس القديم', ممدوح متولي قصيدة من ديوان 'شجر الليل', وإيهاب البشبيشي ألقي ثلاث قصائد قصيرة لعبد الصبور الأولي 'أغنية للشتاء', الثانية 'الحب في هذا الزمن', مذكرات الصوفي' كما ألقي الشاعر أحمد عنتر مصطفي قصيدة كتبها في الذكري الأولي لوفاته.