قصف الطيران السوري أمس مواقع يسيطر عليها الأكراد في الحسكة شمال شرق سوريا. وتعد هذه المرة الأولي التي يستهدف فيها الطيران السوري مواقع تحت سيطرة الأكراد في سوريا منذ بدء النزاع الذي تشهده البلاد منذ منتصف مارس 2011. وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الضربات الجوية أصابت ستة مواقع علي الأقل في المدينة − التي تسيطر جماعات كردية علي معظمها − ومواقع لقوات الأمن الداخلي الكردية المعروفة باسم ∩الأسايش∪ مضيفا أن ∩هناك قتلي ومصابين∪. وذكر المرصد أن هناك معلومات عن تمكن قوات الجيش السوري من الدخول إلي أسوار الكليات العسكرية في حلب، لكن دون أن تثبت مواقعها هناك. وأوضح المرصد أن المعلومات الواردة تفيد بأن قائد المدرسة الفنية قتل في الاشتباكات. ومن شأن السيطرة علي الكليات العسكرية هناك تغيير الأوضاع الميدانية. وكانت وكالة الأنباء السورية قد ذكرت أن الجيش نفذ عمليات مكثفة علي تجمعات ومحاور تحرك مسلحي ∩جيش الفتح∪ وتنظيم داعش في حلب، وأنه استهدف محيط الكليات العسكرية. في غضون ذلك، نشر نشطاء سوريون صورة يظهر فيها طفل صغير تم إنقاذه من تحت الأنقاض في أعقاب غارة جوية مدمرة علي حي القاطرجي الذي تسيطر عليه الفصائل المسلحة في حلب. وتداولت وسائل التواصل الاجتماعي صورة الطفل السوري وهو جالس علي كرسي برتقالي داخل سيارة إسعاف في حالة صدمة وإنهاك ويغطيه الغبار والدم باد علي وجهه. وقال أطباء في حلب إن الصبي يدعي ∩عمران قديش∪ ويبلغ من العمر خمس سنوات. ونشر مركز حلب الإعلامي عبر مواقع التواصل مقطع فيديو للصبي وكانت أكثر اللقطات تأثيرا فيه عندما حاول الطفل مسح الغبار عن وجهه، ليكتشف وجود دماء. وذكرت تقارير أن الطفل وصل لأحد المستشفيات وتم علاجه، ولكن دون حضور والديه. وتعيد صورة عمران إلي الأذهان صورة إيلان الكردي، وهو صبي صغير سوري غريق عثر علي جسده ملقيا علي شاطئ في تركيا، التي أظهر تداولها النتيجة المروعة لأزمة المهاجرين في أوروبا. وكشف تقرير لمنظمة العفو الدولية أن أكثر من 17 ألف شخص قتلوا في السجون السورية منذ اندلاع الحرب الأهلية في سوريا قبل أكثر من خمس سنوات، متحدثة عن روايات تعذيب ∩مروعة∪ تتنوع بين السلق بالمياه الساخنة وصولا إلي الضرب حتي الموت. وأعلن مبعوث الأممالمتحدة الخاص لسوريا ستافان دي ميستورا أمس أنه يسعي لتنفيذ هدنة في حلب مدتها 48 ساعة مع مجموعة الدول التي تعمل لتنفيذ وقف الأعمال القتالية. وأكد دي ميستورا للصحفيين في جنيف أن ∩وقف القتال لمدة 48 ساعة في حلب − كبداية − يتطلب مجهودا شاقا ليس فقط من القوتين الرئيستين (روسيا والولايات المتحدة) ولكن أيضا من كل من لهم نفوذ علي الأرض∪. من جانب آخر، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أن واشنطن تعكف علي دراسة ما إذا كانت روسيا قد انتهكت قرارا لمجلس الأمن بشأن التعاملات العسكرية من خلال استخدامها قاعدة جوية إيرانية لشن ضربات عسكرية داخل سوريا.