هي كانت بالنسبة لها الأم التي تعطيها الحنان والأسرة التي تمنحها الاستقرار .. بدلا من تلك التي ألقوا بها في الشارع قبل عشرين عاما مضت! في الوقت نفسه كانت الشابة الحسناء بالنسبة للأم.. الابنه التي لم تنجبها والرفيقة التي شاركتها حياتها ووحدتها.. بعد أن حرمها الله منه نعمة الإنجاب! فكانت كل واحدة تكمل ماينقص لدي الأخري.. لكن فجأة وبدون أسباب.. تحولت علاقة الحب إلي مشاكل.. وانتهت رحلة العطاء داخل محكمة أسرة مصر الجديدة.. بعد أن أقامت المليونيرة العجوز دعوي قضائية تطالب فيها بإنكار نسب ابنتها بالتبني.. والسطور المقبلة تحمل تفاصيل الدعوي المثيرة! في الشارع الهاديء بالحي الراقي.. كانت تعيش الزوجة الارستقراطية الحسناء مدام فريدة مع زوجها المهندس محمد.. وبالرغم من الثراء والحياة الراقية التي يعيشان فيها.. كان هناك دائما شيء ينقصهما.. والملل كان يسيطر علي حياتهما.. خاصة الزوجة التي كانت تقضي معظم الوقت بمفردها بينما زوجها في عمله.. أو خارج البلاد نظرا لسفره المستمر! سبب المشكلة عدم وجود الاطفال التي تشيع الدفء في البيت.. وبعد زواج ثلاث سنوات.. خرجت الزوجة تبحث عن الحلول الطبية لمحاولة إنجاب طفل يملأ حياتها.. لكن كل الحلول باءت بالفشل.. بعد أن جاءت كل التحاليل والتقارير الطبية بنتيجة واحدة وهي أنها تعاني من عيب خلقي يحول بينها وبين الانجاب! ورغم انها بذلت كل ما في وسعها من جهد.. وأنفقت كل ما يمكنها من مال.. بل وعرضت كل ما تملكه مقابل انجابها طفل.. لكن إرادة الله كانت فوق كل شيء.. واستسلمت اخيرا الزوجة للقدر! ومرت السنوات وصلت عشر سنوات علي زواجها.. كانت قد فقدت فيه كل أمل.. وفجأة لعب القدر دوره من جديد في حياة مدام فريدة.. فقد كانت في إحدي زياراتها لأقاربها..وعادت إلي منزلها في وقت متأخر من الليل.. وبعد ان قامت بوضع سيارتها بالجراح.. وبينما هي في طريقها للدخول إلي العقار الذي تسكن فيه.. سمعت صوت بكاء طفل صغير عمره لايتعدي ايام قليلة ! اسرعت إلي مصدر الصوت .. فوجدت طفلة رضيعة ألقت بها أمها بقسوة أمام مسجد يبتعد عدة أمتار قليلة عن منزل مدام فريدة.. وبعد ان ضمتها بين أحضانها بحنان وحب.. تلفتت حولها حتي تتأكد من أن أحاد لم يرها.. وحملتها إلي منزلها! وبالطبع كانت الرضيعة سبب خلاف بين فريدة وزوجها.. الذي اعتلي منصبا كبيرا في عمله.. فهو يريد إبلاغ الشرطة عن عثورها علي اللقيطة.. اما زوجته راحت تبكي وتتوسل إليه ان يتركها حتي تعوضهما عما فقداه .. واستسلم لها اشفاقا عليها! وراحت الزوجة تسأل إحدي صديقاتها.. وكان النصيحة ان تسجلها في الاحوال المدنية وباي اسم أب وهمي.. لأن زوجها رفض رفضا قاطعا ان تكتب باسمه..وبالفعل استخرجت فريدة شهادة ميلاد للطفلة الرضيعة التي اختارت لها اسم «ناريمان».. وقد أدرجت لها اسما وهميا للأب ليس له أي وجود في الحقيقة.. وأثبتتها لنفسها بعد أن أدرجت فيها اسمها عند خانة الأم.. ومنذ ذلك الوقت وهي ابنتها! مرت السنوات وكبرت ناريمان التي تمتلك قدرا كبيرا من الجمال بين أحضان فريدة التي كانت أكثر من أم لها.. وقامت بتربيتها وتعليمها علي أعلي مستوي.. حتي أصبحت في الجامعة.. وفي رحلة تربيتها كان زوجتها قد مات بعد إصابته بعدد من الامراض! وفجأة بعد مرور أكثر من عشرين عاما.. تملكت الامراض جسد فريدة هي الاخري وعادت بشريط ذكرياتها إلي تلك اللحظة التي عثرت فيها علي الرضيعة.. وشعرت أنها فعلت شيئا يخالف شرع الله.. وأسرعت إلي مشيخة الأزهر تتساءل وحصلت بالفعل علي فتوي تفيد بأن مافعتله هو حرام شرعا خاصة وانها سوف ترثها في كل الملايين التي كان قد تركها لها زوجها وورثها هي عن أبيها الثري.. وكان لابد ان تكتفي باعتبارها بنتا لها بالتبني ! اسرعت فريدة دون تفكير إلي محكمة أسرة مصر الجديدة.. وقامت برفع دعوي ضد ابنتها تطالب فيها بإنكار نسبها.. وتقدمت بكل الاوراق التي تثبت انها تعاني من عيب خلقي يحول دون الإنجاب..وكذلك مايثبت ان المدعية الأم هي أرملة المهندس محمد بموجب عقد زواج شرعي مؤرخ عام 1983 أي سابق علي العثور علي اللقيطة.. مما يفيد من أن الأب وهمي وانه يستحيل انجاب الصغيرة! وبعد ان تقدمت بطلب تسوية امام لجنة فض المنازعات الأسرية يحمل رقم1035 تسوية مصر الجديدة.. تم إحالة الدعوي إلي المحكمة.. وامام المستشار هشام ابراهيم رئيس المحكمة وبعضوية المستشارين محمد العناني ومحمود أحمدين وبحضور مصطفي بكري سكرتير الجلسات.. حضرت الأم وأكدت علي رغبتها في انكار نسب ابنتها لها ..بسبب الأضرار الجسيمة التي تتعلق بوريثتها بعمد وفاتها.. وكذلك مخالفة ما أمره به الله سبحانه وتعالي وكذا القوانين المعدة لذلك.. وقد تم حجز الدعوي للحكم في 26/12 القادم!