تستعد خزينة النادي الأهلي لاستقبال واستلام ما يزيد عن 150مليون جنيه عدا ونقدا تضاف لأرصدة النادي في ميزانيته الحالية.. المبالغ المتحصلة في صفقة العمر نتاج بيع وتسويق نجمي الفريق الأحمر رمضان صبحي والجابوني ماليك إيفونا.. ما هي أسرار تلك الصفقات وغيرها؟ وهل ما حدث بسبب السياسة التسويقية التي ينتهجها الأهلي؟ أم أنها لعبة حظ؟ وهل هناك إهدار مال بالمعني الحقيقي في صفقات التعاقد مع المدربين الأجانب؟ ومن الذي يمول تلك الصفقات سواء في المنتخب الوطني أو الأندية؟ تساؤلات عديدة ترددت في الآونة الأخيرة عن المصادر الرسمية لتمويل الأهلي وغيره من الأندية لصفقات المدربين الأجانب.. وجاءت التساؤلات في أعقاب فوز الأهلي ببطولة الدوري الممتاز وأيضا بعد تلقيه هزيمتين متتاليتين في بطولة أبطال الدوري الأفريقي.. التساؤلات المطروحة والتي ترددت كثيرا تدور حول أحقية المدرب الهولندي في الحصول علي 160 ألف دولار شهريا، بالإضافة إلي 40 ألف دولار شهريا لمساعديه خاصة بعد ظهور الأهلي بمستوي متذبذب ولم تقتنع الجماهير حتي اللحظة بقدرات المدرب الهولندي مارتن يول، وكانت تلك الجماهير تصمت وتسكت وقت أن كان مانويل جوزيه يتقاضي 90 ألف دولار شهريا، بالإضافة إلي المصروفات الخاصة التي كانت باهظة للغاية وقتها. المدرب الهولندي ومساعداه يتكلفون مليوني جنيه شهريا بالتمام والكمال في الوقت الذي تعاني فيه مصر كلها من ندرة العملية الأجنبية، إلا أن الردود تجيء دائما أبدا سريعة للغاية بأن الأهلي وخزينته لا يدفع أي مليم.. وحقيقة الأمور تؤكد أن إيرادات الأهلي من حقوق الرعاية وإيراداته من عدد من الأسهم المملوكة له في أحد الفنادق الكبري تتيح له التعاقد مع مدربين علي مستوي عال للغاية وبأضعاف مثل هذا المبلغ الذي يؤكد رئيس الأهلي أنه غير مبالغ فيه بالمرة وأن هناك فائضا في ميزانية الأهلي وأن خزينته لا تعاني نقصا من أي شيء علي الإطلاق. والكلام عن مارتن يول وتكلفته العالية انزوي واختفي من جديد بعد أن عقد الأهلي صفقتين هامتين في تاريخه لبيع نجميه رمضان صبحي المحترف في ستوك سيتي الإنجليزي وماليك إيفونا بمبلغ يقارب ال150مليون جنيه. وهذا الموسم لم تحفل بورصة المدربين بأرقام مخيفة مثلما كان يحدث من قبل سواء علي مستوي المدربين المحليين أو الأجانب باستثناء مارتن يول الهولندي وكذا بعد ترك حسن شحاتة الجبل الأخضر حيث كان يتقاضي 200 ألف جنيه مصري في أعلي قيمة كان يتقاضاها مدرب مصري حتي الآن، وإن كان إجمالي ما يحصل عليه الجهاز الفني للزمالك بعدد كبير يمثل رقما قياسيا جديدا في تكلفة المدربين والأجهزة الفنية، ويبحث الزمالك بالفعل عن مدرب أجنبي. وقبل التعرض لبورصة المدربين المحلين والأجانب فهناك أيضا هيكتور كوبر الأرجنتيني المدير الفني للمنتخب الوطني الذي يتقاضي 95 ألف دولار شهريا يدفعها اتحاد الكرة من حقوق الرعاية للاتحاد وللفرق القومية بعد أن نفض وزير الشباب والرياضة يديه من مسئولية دفع أي مبالغ نقدية بعملات صعبة للمدربين الأجانب.. ونفس ما قيل وتردد عن مارتن يول يقال الآن عن الأرجنتيني الذي يحصل علي ما يقرب من مليون جنيه شهريا، ولم يحقق أي إنجاز علي الإطلاق. وبالرغم أيضا من ارتفاع بورصة تقدير المدربين المصريين في وقت من الأوقات وحصول البعض علي مبالغ ضخمة مبالغ في تقديرها فإن البورصة انخفضت بعض الشيء الموسم المنقضي عن الموسم قبله حيث وصل مرتب ميدو مع الإسماعيلي إلي 150 ألف جنيه، وحصل حسام حسن علي 130 ألف جنيه شهريا ويحصل إيهاب جلال من المقاصة علي 70 ألف جنيه، في الوقت الذي كان يحصل فيه فتحي مبروك علي 30 ألف جنيه فقط من الأهلي وحصل علي المركز الثاني الموسم قبل الأخير وتقرر رفع قيمة راتبه إلي 130 ألف جنيه إلا أنه لم يهنأ بالزيادات الأخيرة وتم عزله، ووصل مرتب شوقي غريب إلي 80 ألف جنيه من الإنتاج الحربي في فترة من الفترات وهو ما كان يوازي نصف ما يحصل عليه عندما كان مديرا فنيا للمنتخب الوطني. بورصة المدربين حسب الأهواء وحسب التربيطات وليس لها أي معيار بالنسبة للمدربين المصريين ودائما أبدا ما تمثل ارتفاعا مبالغا فيه أو انخفاضا ملحوظا جدا خاصة في الأندية التي تعاني من الأزمات المالية. ولنا أن نتخيل أن الأهواء والأمزجة تتدخل في إقصاء مدرب ناجح وهدم ما بناه في لحظة وإقصائه بدون سبب من أجل التعاقد مع مدرب أجنبي وهو ما يحدث وحدث بالفعل في نادي سموحة الذي أقصي حلمي طولان المدير الفني لسموحة والحائز علي المركز الثالث بعد الأهلي والزمالك من أجل التعاقد مع فييرا البرازيلي المدير الفني الأسبق للزمالك تحت شعار تطوير المفهوم من أجل حصد البطولات. وإذا كان هذا هو الحال بالنسبة للمدربين فإن الأوضاع تتغير وتتبدل بالنسبة للاعبين وسعي الأندية للتعاقد مع لاعبين جدد أجانب ومصريين وبيع واستثمار النجوم مثلما حدث في الأهلي في صفقتي رمضان صبحي وماليك إيفونا وسوف يوجه الأهلي أكثر من نصف المبلغ الذي حصل عليه من أجل شراء لاعبين والتعاقد مع نجوم آخرين لسد الفراغ وتقوية الصفوف والمعروف أن الأهلي دفع من قبل في صفقة إيفونا 2.5 مليون دولار وسوف يحصل الأهلي علي 8 ملايين دولار من تيانجين الصيني ويبحث عن مهاجمين جدد لتقوية صفوفه مع بدء الموسم الجديد ومحاولة استكمال المسيرة الأفريقية.