تحمل كلمة الدراويش الكثير من المعاني في الثقافة المصرية الشعبية، فهم دراويش أولياء الله الصالحين، ولكنها تغير وحملت معاني ودلاله أخري في كرة القدم، دروايش الكرة المصرية الإسماعيلي، وكان أول فريق مصري يفوز بكأس الاندية الأفريقية، وأطلق عليه دراويش الكرة المصرية لوجود أكثر من لاعب يحمل اسم دراويش، وكان من بينهم حارس المرمي حسن مختار والذي ساهم في فوز الدراويش ببطولة الدوري العام وكأس الاندية الافريقية، والذي لبي نداء خالقه، فرحل عن عالمنا، تاركا خلفه الكثير من الأعمال الرائعة والإنجازات في علم كرة القدم خاصة حراسة المرمي. أطلقوا علي حسن مختار لقب صانع حراس المرمي، واستطاع أن يقدم لمصر وعلي أمتداد سنوات طويلة العديد من الحراس الذي تألقوا تحت الثلاث خشبات، ومنذ أن اعتزل كرة القدم مع الدراويش برازيل الكرة المصرية تفرغ في استثمار موهبته في صقل وتنمية قدرات حراس المرمي، وعلي امتداد سنوات طويلة أستطاع مختار أن يقدم الكثير في عالم تدريب حراس المرمي في مصر وفي الدول العربية. وقام حسن بتدريب العديد من الحراس الذين لمع نجمهم أمثال »عصام الحضري وعادل مأمور وأحمد شوبير» ولا زال اللاعبون حتي الآن ينهلون من خبراته ويسعون ليصبحوا مثله. تزوج من الفنانة رجاء الجداوي بعد أن لاقت شهرة واسعة في مجال الفن، ولديها منه ابنة، واعتبرت الفنانة رجاء الجداوي زوجها من أفضل الرجال الذين عرفتهم في حياتها، وكانت تقول عنه »رغم جديته في الحديث والتعامل مع الآخرين، إلا أنه يملك قلبا حنونا ودافئا، ويحب أسرته وعائلته بشكل كبير، حتي أنها تحبه، ويحبه أولاده، ويعتبروه أبا فوق مثالي.. وكانت الجداوي تلقب زوجها حسن مختار بالكشكول، لأن كل شئ يشكل عائقا بالنسبة له، يعتبره هامشا، ويكمل دون الحاجة لأن يتصنع المشكلة أو يكبرها، ويبكي علي أطلالها. الانضمام للمنتخب هناك الكثير من المحطات الهامة والسيرة الغنية والثرية في حياة الراحل فهم من مواليد بورسعيد في 26 1 1944، وقد شهدت حياته وسيرته الذاتية الكثير من المحطات ففي عام 1965: لعب كحارس مرمي لأول مرة في نادي بورفؤاد موسم 63/64 ثم مع نادي القناة، وكان النادي الأخير قد هبط من الدوري الممتاز إلي دوري الدرجة الثانية، ونتيجة وجود الكابتن حسن مختار حارسا لمرماه عاد للصعود إلي الدوري الممتاز. ويعد عام 1966 من المحطات الهامة في مسيرته الكروية، فلقد كان الوحيد الذي تم أختياره ليلعب مع منتخب مصر من أندية الدرجة الثانية، حيث كان يلعب في ذلك الوقت مع نادي القناة بدوري الدرجة الثانية قبل عودته لبورفؤاد في العام الثاني للعب في الدوري الممتاز عام 1967. اما المحطة المهمة في مسيرته أنه عام 1968 وقع عقد انضمامه للعب في ليبيا بعد أن توقف الدوري الممتاز وكرة القدم في مصر بسبب ظروف حرب 67 واقتصر لعب كرة القدم في مصر علي المباريات الحبية فقط. رحلته مع الإسماعيلي ويشهد عام 1969 التوقيع علي عقد انضمامه للنادي الإسماعيلي كحارس مرمي وكان في ذلك الوقت يبلغ من العمر الخامسة والعشرون من عمري، ولعب مع نادي الإسماعيلي بطولة أفريقيا في جميع مبارياتها، وكانت أول بطولة تدخل مصر عام 1969 وكان اللعب امام 130 ألف متفرج، وقد حقق في ذلك الوقت بداية شهرته العريضة كحارس مرمي متميز. ونأتي لعام 1974 والذي شهد أن وقع في السبعينيات عقد انضمامه كحارس مرمي مع منتخب قطر لكرة القدم وكان العقد ينص علي أن يلعب للمنتخب القطري وينال الجنسية القطرية المزدوجة، ليتمكن من لعب مباريات المنتخب القطري في دوري الخليج. احتراف التدريب وبعد أن ظل حارسا أمينا تحت الثلاث خشبات بدأت رحلته في عالم التدريب ففي عام 1975 بدأ العمل كمساعد مدرب للمنتخب القطري لكرة القدم، مع جهاز تدريب متكامل للمدرب الانجليزي والمعروف »فرانك ويجنال» حيث كان قد اعتزل في نفس ذلك الوقت اللعب كحارس، وبدأ في تدريب حراس المرمي بالمنتخب القطري أولا: ومن بين المحطات العامة في حياته عام 1976 انتقل لمرحلة تدريبية أخري عندما ذهب إلي السعودية فعمل مع المدرب البرازيلي »جوبير» ومساعده البرازيلي ايضا »بيندر ليكسمبورج» والأخير درب منتخب البرازيل، ويدرب في عام 2005 نادي ريال مدريد الشهير. ومن بين المحطات الثرية في حياته كمدرب لحراس المرمي أن عمل ولمدة تسع سنوات مع تسعة أجهزة تدريب مختلفة وعلي مستوي عالمي. في عام 1948: كان بداية التدريب كمدرب حراس مرمي في المنتخبات الوطنية المصرية وقام بتدريب كل حراس المرمي، وإلي حد أن جميع مدربي حراس المرمي الموجودين في الساحة الرياضية المصرية قمت بتدريبهم كحراس مرمي ومن هؤلاء: أكرامي، ثابت البطل، عادل المأمور، وأحمد شوبير، احمد ناجي، ايمن طاهر، نادر السيد، مصطفي كمال، عصام الحضري، طارق سليمان . وفي عام 1970: نال وساما من الرئيس جمال عبدالناصر، وعام 1972: نال وساما من الرئيس محمد أنور السادات. أشهر المدربين وشارك في التدريب مع المدربين الانجليز في قطر وعلي رأسهم المدرب »فرانك ويجنال» لاعب فتنجهام فوست» وتعامل مع عدد أجهزة برازيلية مرموقين مثل: بوركوبيو والذي درب نادي اتلاتيكو، وكوزورو والذي كان ضمن الاحدي عشر لاعب في تاريخ الكرة البرازيلية وقد عمل لمنتخب كرة القدم في تاريخ البرازيل منذ بدايتها إلي أن كان ضمن هذا المنتخب، قلب دفاع ومعه بيليه، جوفيتا، دبدي، فانا، زجالوا وغيرهم جوبير، قندليه لوكسوبوج، كما أنه عمل ايضا مع جهاز روسي في نادي الشارقة بالإمارات العربية. تلك كانت رحلة الراحل مع كرة القدم، وصناعة حراس المرمي سواء في مصر أو الدول العربية، فليرحمه الله وليسكنه فسيح جناته.