اتفقت السعودية وتركيا علي ضرب سوريا، وحاولتا استخدام العراق أيضا، لوقف المسيرة السورية في النهضة وبناء قوة عسكرية تواجه إسرائيل، هذا ما لا يزال معلنا علي السطح، وسبقه تمهيد تضليلي أسموه تكوين التحالف الإسلامي للغرض ذاته، وإن كان تحت مسمى المقاومة و القضاء على إرهاب داعش! هذا باختصار ما قاله الرئيس، وشدد على خطورته، بل وأضاف أن السعودية لا تزال تحت إمرة الأمريكان و البريطانيين، مشيرًا إلى ملابسات طرح العاهل السعودي خطة تأسيس "الحلف الإسلامي" لمواجهة نفوذ الجامعة العربية، وكشف أن كلاً من واشنطن ولندن، وراء الفكرة، وهما اللتان كانتا تعتبران الدين حائلاً دون انتشار الأفكار الاشتراكية والتحررية. ومن وراء ذلك، بدأت تتكشف المؤامرة الأمريكية/ الإسرائيلية ضد سورية بأيدي سعودية وتركية، تلك المؤامرة التي أدركها الزعيم المصري، وفضحها، وهذا ما يؤيدها من قول العاهل السعودي للرئيس الأمريكي في رسالة له "سوريا هي الثانية التي لا يجب ألا تسلم من هذا الهجوم ، مع اقتطاع جزء من أراضيها ، كيلا تتفرغ هي الأخرى فتندفع لسد الفراغ بعد سقوط مصر" إلى أن يقول السعودي لشقيقه الأمريكي" نرى ضرورة تقوية الملا مصطفى البرازانى شمال العراق ، بغرض إقامة حكومة كردية مهمتها إشغال أي حكم فى بغداد يريد أن ينادى بالوحدة العربية شمال مملكتنا فى أرض العراق سواء فى الحاضر أو المستقبل،علمًا بأننا بدأنا بإمداد البرازانى بالمال و السلاح من داخل العراق، أو عن طريق تركيا و إيران.. يا فخامة الرئيس (الأمريكي طبعًا) إنكم ونحن متضامين جميعا سنضمن لمصالحنا المشتركة و لمصيرنا المعلق، بتنفيذ هذه المقترحات أو عدم تنفيذها، دوام البقاء أو عدمه، وبذلك نعطى لأنفسنا مهلة طويلة لتصفية أجساد المبادئ الهدامة، لا فى مملكتنا فحسب، بل وفى البلاد العربية ومن ثم بعدها، لا مانع لدينا من إعطاء المعونات لمصر وشبيهاتها من الدول العربية إقتداءً بالقول ( ارحموا شرير قوم ذل ) وكذلك لاتقاء أصواتهم الكريهة فى الإعلام ولكن الرئيس المصري أسقط هذا التحالف/ المؤامرة؛ وفضح نواياه, خاصة وأنه كان يرى أن من شكلوا كيانه هم مثال للعمالة للاستعمار والصهيونية هذا غيض من فيض تحتفظ به ملفات أجهزة المخابرات في الجمهورية العربية المتحدة وخاصة إقليمها الشمالي "سورية"، ولا شك أن الإقليم الجنوبي أيضاً يحتفظ بالكثير منها، وإن كان ما سبق تراه وتقرأه من خلال فيديو للرئيس المصري الراحل الزعيم جمال عبد الناصر، وكأنه يتحدث عما يحدث اليوم، وكأن عينيه ترصدان تفاصيل سيناريو المؤامرة ( الآن ) التي يعاد تنفيذها بالأيدي ذاتها وبذات المطامع. ويتبقي سؤال استنكاري: هل تطوع أحد أبناء حورس، وطرح مثل هذا الفيديو وملابساته، وأوراق تلك الفترة منذ الخمسينيات وحتى الآن على مائدة الرئيس السيسي؟! أظن أن كثيرين فعلوا هذا، بل ولدي يقين أن السيسي رآه عشرات المرات، ولعله يعرف الكثير والكثير، ولكنه يتكلم في أقل القليل، خاصة وهو رغم انشغاله بالشأن الخارجي، علمًا أن أمرًا كهذا هو شأن داخلي في الصميم قبل أن يكون شأنا خارجياً، ما يؤكد أنه لا فصام بين ماهو داخلي وخارجي، ورغم أنوف نخبوية بغيضة، فإن سوريا هي امتداد مصر وعمقها الاستراتيجي، وبقاء الجيش الوطني السوري هو من أوليات الأمن القومي المصري، فهو جيشنا الأول؛ شاء من شاء وأبى من أبى!