فن الحرب للمفكر الصيني العظيم : سون تسي ترجمة: ربيع مفتاح الحرب هي الحرب.. تختلف الأزمنة، وتتطور تقنيات السلاح، لكن تبقي الفلسفة العامة، وما تتضمنه من قواعد حاكمة للحروب كما هى تقريبا، فالجوهر باق، وفى القلب منه مايمكن أن يكون الجانب الذى نطلق عليه وصف «الفن»، بأكثر مايكون الأمر مرتبطا بالعلم وتطوراته. من ثم فإن كتاب «فن الحرب « للمفكر الصينى سون تسى يظل مرجعا يعود إليه طالب العلم فى المعاهد العسكرية، تماما كما يمثل مرجعا لا غنى عنه للقائد العسكرى المحنك، إلا أن نظرة كليهما تتباين بالتأكيد، بل إن أهمية «فن الحرب» يتجاوز المعنيين بالشأن الدفاعى إلى المهتمين بشئون الاستراتيچية فى دوائرها الواسعة، المتجاوزة لميادين القتال، إلى كواليس صنع القرارات السياسية، الاقتصادية، الإعلامية... الخ ...................... «قد يتحير سائل يتابع الإيقاع اللاهث لما يطلق عليه «حرب الجيل الرابع» خلال أقل من أربعة عقود، ويمارس حقه المشروع فى السؤال: «هل مايزال «فن الحرب» ال «سون تسى» صالحاً كمرجع لأرباب الحرب فى القرن الحادى والعشرين؟ الإجابة فى كلمة واحدة: نعم ولست بحاجة للإشارة إلى أن الكتاب كان ضمن المتاع الضرورى للضباط الأمريكيين الذين شاركوا فى حرب الخليج، والمغزى والدلالة لا تخفى على أولى الألباب. إن العبقرية الفذة التى تمتع بها «سون تسي» تتمثل فى جمعه بين بصيرة اخترقت الأزمان عبر أكثر من 25 قرنا من جهه، والقدرة الهائلة على التنظير العسكرى، من جهة أخرى وهو سليل عائلة من القادة البارزين، من ثم فإن المناخ الذى صاحب تنشئته كان داعما لجهده فى إنتاج كتاب على صغر حجمه، وقلة سطوره، ظل خالدا، ومؤثرا، ومرشدا لأى قائد، ليس فقط فى ساحات الحروب، وإنما كذلك لكل صانع قرار باختلاف الميدان الذى يعمل به. وإذا كان تاريخ البشرية، منذ فجره الأول، قد عرف معنى الصراع وإراقة الدماء التى سالت أنهارا عبر آلاف السنين، فإن ماحفظه من معارك كثيرة غير أنه بالمقابل لم يحفظ من الإجتهادات النظرية فى المجال العسكرى مايترجم قيمة باقية، من ثم فإن «فن الحرب» يكتسب أهمية استثنائية، ومكانة يصعب أن تدانيها مؤلفات عسكرية أخري، على الأقل من المنظور التاريخي. «لم يختر «سون تسي»أن يؤرخ لانتصار ملك، أو فتح قائد، لكنه جنح للأصعب والأبقي، عندما تصدى بإجابة تقاوم الزمن على السؤال الأزلى للبشر: كيف تنتصر على العدو؟