بالطبع كنت أعلم أن الصديق أيمن بدرة رئيس تحرير »أخبار الرياضة » اختار الأستاذ الصديق محمد رجب ليكتب الأسبوع الماضي للمرة الأولي مقالا بعنوان »زملكاوي وغاوي», ليكون هو النظير»الأبيض» لما سأكتبه في هذه الزاوية »الحمراء». وقررت أنتظار ما سيكتبه الأستاذ رجب في زاويته الأولي لأنني توقعت أن يخيب رجاء رئيس التحرير في صناعة مباراة ساخنة بين الأهلي والزمالك علي صفحات »أخبار الرياضة ».وبالفعل كان الصديق العزيز محمد رجب عند حسن ظني فقد بادرني بالثناء بأكثر مما استحق ووصفني بأوصاف تحمل أجمل المعاني وهكذا كتب الأسبوع الماضي أنه في انتظار» حامد عزالدين واحد من أعز أصدقاء العمر الذين اخترتهم في حياتي عقلا وعاطفة، فهو انسان يحمل قلب عصفور وصحفي من فلتات صاحبة الجلالة وسياسي بين ضلوعه قلب أسد وموسوعة ثقافية تخطف سمعك إذا تحدث في أي مجال وترق له مشاعرك حينما يحدثك عن الاسلام الوسطي..» هكذا كتب رجب عني فقولوا لي بالله عليكم كيف يمكنني أن أكون قاسيا أو ساخرا أو منتقدا أو مهاجما في مواجهة رجل مثل هذا الصديق الذي تخرج بامتياز من مدرسة الصحفي الكبير الصديق محمود صلاح رائد الكتابة الانسانية في مجال الحوادث والعنف .. فالأستاذ محمد رجب هو انسان مرهف الحس ابن بلد يمتلك خيال كتاب القصة والسيناريو ..يستطيع بخياله أن يحول خبرا صغيرا للقبض علي قاتل الي قصة انسانية لا تستطيع أن تتوقف عن قراءتها حتي يضع هو لوحة »النهاية ». يدخل بقلبه وانسانيته وصوته الخفيض »الهامس » الي عقل وقلب شخصية المجرم - قاتلا أو لصا- ليقدم الجانب الانساني الخفي منه .. ولأنه - في الأصل- دارس للقانون فإن القاريء قد يظن أنه يقرأ مذكرة للدفاع لا مجرد خبر صحفي . واذا كان رجب وهكذا أناديه - اختارني صديقا بعقله وقلبه فإنني أيضا استقبلته بقلبي وهو متعدد المواهب والاهتمامات .
ومن شدة محبتي له لم أكن أعرف حتي الأسبوع الماضي أنه » يا للقسوة » زملكاوي علي رغم معرفتي بصداقته القديمة للأستاذ مرتضي منصور المحامي الكبير الذي أعلن زملكاويته علي كبر . وعلي رغم ذلك فإنني سأرجو الصديق محمد رجب أن يتحملني لو صدرت مني عبارة »كده أو كده » فهو الذي أختار أن يكون في الزاوية المقابلة واذا ما منعتني محبتي له من بعض الهجوم فسوف أطالب رئيس التحرير أن يعفيني أو أن يبحث لي عن »زملكاوي آخر » !.
أعيش هذه الأيام فترة من الاختلاف الشديد مع بعض جماهير الأهلي من أجيال الألتراس عبر صفحات الفيس بوك »لعنه الله وقاتل الذين صنعوه لأهداف صهيونية » .. فكثير من مستخدمي الفيس بوك وتويتر خصوصا غير المعروفين بشخوصهم وشخصياتهم صاروا أقرب شبها بهؤلاء الذين يكتبون علي جدران دورات المياه وهم علي يقين أن أحدا لن يعرف من هم فيفلتون من أي عقاب حتي لو كان عقابا معنويا فيتخلوا عن كل الأصول والقيم والأخلاق ولا ضير من نشر الأكاذيب والافتراءات ضد من يختلفون معهم ببساطة لأننا في مناهجنا التعليمية لا نهتم كثيرا »ولا قليلا » بالتركيز علي تعليم النشء ثقافة الاختلاف . وهؤلاء الذين يطالبون بحريتهم في التعبير باعتبارها من أهم سمات الديمقراطية يتصرفون وكأن الحرية لابد أن تكون حصرية لهم أما غيرهم فلا .. وهم يتحدثون عن حرية السب والشتم دون أي اعتبار لحقيقة أن الحرية تعني المسؤولية
فأنت يا هذا حر في أن تخلع ملابسك وتسير دون سروال بشرط أن تكون داخل غرفتك وراء أبواب مغلقة لأن من حقي أنا الآخر أن لا تؤذيني وتفرض علي متابعتك وأنت لم تستر عورتك .. وأنت يا هذا حر في أن تضع ساقك فوق المنضدة بشرط أن لا يكون الآخر جالسا أمامك .. سبب الخلاف الشديد هو مجرد أن كتبت علي صفحتي الشخصية أشيد بشخص المدير الفني البرتغالي جوزيه بيسرو الذي » نفد بجلده» - متحملا الشرط الجزائي في فسخ عقده - من مناخ استثنائي »كئيب» تعيش فيه مصر ويقاسي منه المصريون منذ يناير 2011 حتي اليوم .. »زهق » الرجل وأبلغ رئيس النادي - الذي تعاقد معه برغبته في فسخ العقد- وعندما طالبه بالبقاء مع وعد بتحقيق الاستقرار سأله : وهل تضمن لي أن تكون أنت نفسك في موقعك الأسبوع المقبل ؟!. ولأن الأهلي جزء أصيل من مصر المحروسة فقد ترك هذا المناخ الكئيب »الفلتان » آثاره علي الأهلي وجماهيره بالطبع .. فأصبحنا نبحث عن كيفيه استعادة الهيبة والاحترام بعدما صار الأدب استثناء والحوار في خبر كان . وعلي الله قصد السبيل .