قصص واساطير تنظيم داعش تعتبر واحدة من الموضوعات الثابتة لدى الصحف والمواقع الاسرائيلية التى تجد فى تلك القصص الوسيلة المناسبة للكشف عن خطورة الجماعات المتطرفة فى الشرق الاوسط والدول المجاورة، وتكشف الصحف عن لجوء بعض الجرحى الى العلاج فى المستشفيات الاسرائيلية عبر الحدود السورية من اجل تلقى العلاج اللازم بسبب اعتداءات داعش كما تسرد قصص استدراج التنظيم للشباب الاوروبى وهو الامر الذى يلفت انتباه الشباب الاسرائيلى طوال الوقت. اما عن آخر القصص التى اثارتها الصحافة الاسرائيلية فى الفترة الاخيرة فهى قصة الاسرة اليهودية الفرنسية التى اختلفت توجهات وافكار شبابها وافرادها ليكتشفوا ان كل شخص فى مكان مختلف تماما عن الآخر، وسردت الصحف قصة ليئة ورفائيل اللذين تربيا معا ولكن فى النهاية اختارت ليئة الالتحاق بالجيش الاسرائيلى فى حين اختار رفائيل اعتناق الاسلام والانضمام الى داعش. أكدت الصحف ان القصة ليست خيالية وانما قصة حقيقية مأساوية بسبب النهاية التى لحقت برفائيل ومقتله فى النهاية، وتقول ليئة فى لقاءاتها الصحفية لجريدة "بماحانييه" التى حملت خلالها صور ابن عمها وحاولت اخفاء ملامح وجهها، وقالت انها كانت تشارك ابن عمها فى جميع الاعياد والاحتفالات فهما من مواليد فرنسا واحتفظا بديانتهما اليهودية وكانا صديقين مقربين، وتسببت اختلافهما حول الكيان الصهيونى وقضايا الشرق الاوسط فى النزاع بينهما بسبب اعتناق كلا منهما اراء مختلفة. وقررت المجندة التى اختارت اسم "ليئة" لتخفى اسمهما وهويتها الحقيقية الالتحاق بالجيش الاسرائيلى، وهما الامر الذى تفخر به عدد من العائلات اليهودية وتعارضه عدد منها بسبب رفض الكيان الصهيونى فى الشرق الاوسط، فهى تؤدى الخدمة العسكرية ضمن صفوف الجيش الاسرائيلي المحتل منذ عام واحد فقط، واستكمل ابن عمها رفائيل دراسته بهندسة الاتصالات، ثم انضم لتنظيم داعش فى سوريا وعلمت اسرته فى اتصال هاتفى من فرنسا انه تحول الى التنظيم لتدخل فى نوبة بكاء هستيرية، فهو بمثابة شقيقها الذى تقع بينهما شجارات مثل اى شقيقين وكانا يلعبان سويا وعندما كبرا اصبحا صديقين مقربين ولكن منذ ان تغيرت اتجاهاتهما انقطعت علاقتهما تماما. لفتت قصة ليئة وروفائيل انظار الصحف والمحللين الاسرائيليين الى جانب هام فى قصتها وهو ان ابن عمها لم يخف هويته اليهودية او وجود اقاربه فى اسرائيل، وكشف لتنظيم داعش حقيقة عائلته بشكل كامل ولكن كان وجوده بينهم بمثابة فخر لهم لأنهم نجحوا فى استدراج شاب يهودى، وهو الامر الذى يفسر وجود عدد من الاسرائيليين ضمن قوات داعش واعتبارهم صيد ثمين لدى داعش، والد رفائيل يهودى فرنسى متدين ووالدته مسيحية كانت على وشك اعتناق اليهودية ولكن صعوبة الامر دفعتها الى البقاء على ديانتها، وتؤكد ليئة انه تربى بين ديانتين مختلفتين تماما عن افكاره، ولكن كل مشكلته انه كان يعانى من رفض الجالية اليهودية له لأنه ابن لأم مسيحية بالرغم من اعتباره يهوديا بين اصدقائه، ولكن عندما بلغ سن 18 سنة قرر ان يعتنق الديانة الاسلامية بسبب بحثه عن هويته الدينية وبعد دراسته للأديان الثلاثة ، شعر بميول نحو الديانة الاسلامية وتردد على احد المساجد وتعرف على مبادئ الاسلام المعتدلة. سافر رفائيل الى دبى لإستكمال تعليمه ودراسته وتعمق فى دراسة اللغة العربية والاسلام، وعاد الى فرنسا ثم اعلن سفره من جديد وتوجه الى تركيا ومنها توجه الى سوريا ليلتحق بتنظيم داعش، وبالفعل اتصل بوالده ليؤكد انه سيبقى فى سوريا فترة ويخدم فى مجال الكمبيوتر فى احد المعسكرات التابعة للتنظيم، ولم تمر ثلاثة اشهر فقط حتى وصلت لوالديه رسالة تؤكد انه قتل برفقة اثنين من رفاقه فى غارة شنها عليهم الجيش السورى ودفن فى سوريا، ومنذ تلك اللحظة توقفت حياة والديه بعد شعورهما بالصدمة وعمل والد رفائيل فى احدى الجمعيات الفرنسية التى تختص بمواجهة ظاهرة استدارج وسفر الشباب الاوروبى للإنضمام الى تنظيم داعش.