يحمل ملف التنظيم الارهابى داعش الكثير من الغرائب و الاسرار التى تكشف عن فئات و اشخاص فى العالم يعكسون حال اوطانهم فهناك المراهقين ممن انخدعوا فى التنظيم و اعتقدوا انه سيمنحهم الامان ليتركوا اهلهم و مدنهم و يسافروا بعيدا ثم ينخدعوا ليصبحوا ضحية فكر ارهابى لا يعرف الرحمة ..و هناك من يناضلون دفاعا عن اوطانهم من غزو التنظيم المتطرف الذى ينتقم ممن يخالفه بكل ما يمتلك من قوة.. اما الجديد فى الامر و ما يلفت الانتباه نحو عالم آخر هو ظهور فتيات اسرائيليات و يهوديات يحاربن ضد او مع داعش لتصبح إسرائيل طرفا فى حرب تحاول ابعادها عن اراضيها بشتى الطرق مكتفية بالاستفزازات الاسرائيلية التى يشنها اليمين المتشدد فى القدس و تلقى ضربات المقاومة الفلسطينية لترفع حالة الطوارئ فى كل مكان.. منذ اسابيع قليلة تناولت الصحف و وكالات الانباء العالمية و الاسرائيلية خبر لم يصدقه الكثيرون حول وجود فتاة اسرائيلية تحارب بين الكرديات ضد داعش.. جاءت كلمات الخبر قليلة دون تفاصيل حول تلك الفتاة او معلومات حولها ليصبح واحدا من الاخبار المرتبطة بداعش و التى لا يعلم احد هل هى صحيحة ام خيالية .. و من جديد تصدر الخبر الإذاعات و الصحف الاسرائيلية التى روت تفاصيله من خلال عرض قصة المجندة الاسرائيلية بصورتها و سيرتها الشخصية للمرة الاولى.. الجيش الاسرائيلى تحمل قصة المقاتلة الاسرائيلية جيل روسنبرج الكثير من التشويق ..و تناولت الصحف العبرية تفاصيل قصة حياتها و التى بدأت منذ ولادتها فى كندا اثناء وجود عائلتها اليهودية بها و استمرت حياتها هناك حتى عامها ال 22 لتقرر قطع دراستها بمجال التدريب على قيادة طائرات البوينج و تلتحق بالجيش الاسرائيلى .. لم تكن الخدمة فى الجيش الاسرائيلى هى كل طموحاتها فتمنت ان تلتحق بصفوف جهاز الاستخبارات الاسرائيلية او الموساد بعد خدمتها فى الجيش كمرشدة لمقاتلى التخليص و الانقاذ ..و يبدو ان انضمامها للموساد هو وسيلتها للحصول على الاموال سريعا .. لم تتحقق طموحات المجندة الاسرائيلية روسنبرج بل ازدادت محنتها المادية و عانت من ازمات مالية خانقة و تزامن هذا الامر مع دراستها للغة العبرية لتبدأ علاقتها بصديق امريكى نجح فى استغلال احتياجها المادى ليقوما سويا بإرتكاب جرائم نصب على اموال كبار السن فى امريكا بتذاكر اليانصيب ليحصلا على مئات الآلاف من الدولارات و لكن فتح مكتب التحقيقات الفيدرالى FBI التحقيق بالتعاون مع الشرطة الاسرئيلية بعد تلقيه شكاوى نصب عديدة ليتم اعتقالهما و تسليمهما الى الولاياتالمتحدةالامريكية و بالفعل تمت محاكمتهما ليسجنا اربع سنوات فى السجون الامريكية .. نقطة تحول! لم تذكر الصحف العبرية الاسباب التى دفعت المجندة الاسرائيلية جيل روسنبرج الى الانضمام مع المقاتلين الاكراد ضد داعش الا ان التقارير اكدت ان الفيس بوك و مواقع التواصل الاجتماعى كانوا طريقها للتواصل مع المقاتلين الاكراد لتتطوع و تنضم للقتال بين صفوفهم و بالفعل وصلت الى مطار عمان لتنجح فى عبور الحدود الى كردستان العراقية ثم عبرت الحدود الى سوريا و هناك انضمت الى وحدات الحماية الشعبية للكرديات ممن تحاربن ضد داعش و نقل محرر الشئون الخارجية بالمحطة الاذاعية التى كشفت عن قصة المقاتلة قولها " الاكراد مثل اليهود تماما .. اشخاص طيبون يحبون الحياة و يناضلون من اجل الاستقرار" .. و كشف التقرير انها تتواجد على بعد ثلاثة كيلومترات من مقاتلى داعش و تخضع لتدريبات مكثفة و جولات ميدانية متمنية ان تصل الى ميادين القتال و تتمنى ان تفيدها خلفيتها العسكرية فى التقدم ضمن صفوف الاكراد.. تأكيدات الصحف و الاذاعات الاسرائيلية حول روسنبرج لا تدع مجالا للشك فى صحة القصة و لكن غابت عدة نقاط منها كيفية حصولها على المال فهى الفتاة التى تحب المال ليدفعها الى ارتكاب حوادث سرقة و نصب و كيف تغير محور حياتها تماما لتناضل مع فئات عرقية تختلف تماما عن اصولها و خلفياتها فهى اسرائيلية يهودية..و الاهم من ذلك هل كشفت الاسرائيلية عن هويتها الحقيقية للأكراد .. و هل سيجعلونها ضمن وحداتهما بعد انتشار قصتها ؟ و لكن ما اكدته التقارير الصحفية ان هناك عقوبات قاسية تنتظرها فى حالة عودتها الى اسرائيل بسبب إجتيازها الحدود الى سوريا التى تعتبرها اسرائيل دولة معادية .. اليهودية الداعشية قصة أخرى إهتمت بها وسائل الاعلام العبرية و الفرنسية على السواء .. بطلتها فتاة يهودية تدعى سارة و هى فرنسية الجنسية و انضمت الى صفوف داعش لتشعل غضب الطائفة اليهودية فى فرنسا التى اصبحت من اكثر الدول التى ينضم شبابها و فتياتها الى صفوف داعش.. سارة عمرها 18 سنة و اصبحت واحدة من بطلات قصص داعش بعد ان هربت دون علم والديها الى اسطنبول جوا ثم انتقلت الى سوريا لتنضم الى صفوف داعش لتصبح اول فتاة يهودية تعلن انضمامها لصفوف التنظيم المسلح بعد ان خدعت والديها و هربت دون علمهم.. قصة المقاتلة الاسرائيلية ضد داعش فتحت تساؤلات عديدة حول علاقة داعش بإسرائيل خاصة بعد طرح مهاجمى داعش سؤال حول اسباب عدم مهاجمتهم لإسرائيل ليرد التنظيم الارهابى عبر قنواته المنتشرة على الانترنت مؤكدين ان حربهم الاولى ضد المنافقين داخل الوطن العربى و قرروا تأجيل قضية تحرير القدس لتثير الشبهات حول علاقة داعش بإسرائيل التى لا تمسها تهديدات التنظيم الارهابى على الاطلاق و هو الامر الذى تناوله موقع ديبكا الاستخباراتى الاسرائيلى الشهير حين جاء فى مقال فيه ان هناك اوجه شبه بين علاقة اسرائيل بتنظيم حماس و علاقة الولاياتالمتحدةالامريكية بتنظيم داعش و جاء فى المقال "سمحت الحكومة الاسرائيلية برئاسة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو و وزير الدفاع بتعزيز حماس عسكريا و بناء منظومة صواريخ و انفاق فى قطاع غزة و الآن يحاربونه بسلاح الجو الاسرائيلى و هو ما فعله الرئيس الامريكى باراك اوباما حين سمح بتعاظم تنظيم القاعدة فى العراق و الشام ثلاث سنوات ليصبح اقوى التنظيمات الارهابية .. و نفس التكنيك اتبعته اسرائيل حين اعتقدت ان الضربات الجوية ستحطم حماس و اعتقد اوباما انه سينجح فى قصف داعش الا ان تجربة افغانستان و باكستان كانت درس يجب التعلم منه ..و تسبب هذا المقال فى نشوب خلافات حادة بين الاحزاب اليسارية و اليمنية فى اسرائيل..