لم يدر بخلد احد ان يأتي يوم يحارب فيه الاسرائيليون بعضهم البعض في ساحة حرب بعيدة تماما عن الدولة العبرية ،لكن هذا ما حدث بالفعل فهذه فتاة اسرائيلية انضمت للحرب في صفوف الاكراد ضد تنظيم داعش وآخرين من عرب 48 يحملون الجنسية الاسرائيلية يحاربون في صفوف داعش ضد الاكراد. الفتاة التي انضمت لصفوف المقاتلات الكرديات تدعي جيلا روزنبرج 31 سنة من تل ابيب سافرت الي العراق بجواز سفر كندي و من هناك تم نقلها الي كردستان بشمال العراق و انضمت مباشرة الي المقاتلين الاكراد، و في حوار عبر الهاتف مع اذاعة صوت اسرائيل قالت جيلا انها انضمت للاكراد بدافع ايديولوجي وقامت بنشر صورها مع الأكراد علي صفحة الفيس بوك الخاصة بها وكشفت انها تعرفت علي المقاتلين الاكراد عن طريق الفيس بوك ونسقت معهم عملية انضمامها لهم .. و بذلك تكون جيلاقد خالفت القوانين الاسرائيلية واذا ما عادت الي اسرائيل ستقوم اجهزةالامن باعتقالها وتقديمها الي المحاكمة مثلما حدث و سيحدث لعرب اسرائيل الذين انضموا لداعش. و منذ حوالي اسبوعين بعث وزير السياحة الإسرائيلى "عوزى لينداو" بخطاب إلى رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو يحذره فيه من انضمام بعض الإسرائيليين من عرب 48 للقتال فى صفوف تنظيم داعش وطالبه بسحب الجنسية من هؤلاء المواطنين وكتب لينداو يقول أنه طبقا لتقديرات جهاز الشاباك والشرطة الإسرائيلية فإن هناك مالايقل عن 30 إسرائيليا انضموا إلى صفوف داعش وهؤلاء على حد قوله يتمتعون بكافة الامتيازات والحقوق التى يتمتع بها باقى مواطنى إسرائيل إضافة إلى إطلاعهم على معلومات حساسة تخص الدولة . وفى خطابه حذر لينداو من أن الأمر لا يعدو كونه مسألة وقت حتى يتحول هؤلاء المواطنون إلى قنابل موقوتة أو أسلحة موجهة لصدور باقى الاسرائيليين ، فمنذ عدة أيام كشف شاب من قرية عربية تسمى يافيع بعد عودته من رحلة سياحية إلى تركيا أنه سافر إلى تلك الرحلة مع ثلاثة من أصدقائه إلا أن الثلاثة تركوه فى تركيا وعبروا الحدود إلى سوريا للانضمام إلى داعش. كان الإسرائيليون الأربعة وهم من عرب 48 قد توجهوا فى رحلة سياحية إلى تركيا بمناسبة عيد الأضحى لكن بعد عبور ثلاثة منهم الحدود انقطع الاتصال بهم تماما وتحاول أسر هؤلاء الثلاثة الاستعانة بأعضاء الكنيست العرب لمعرفة مصيرهم وإعادتهم إلى إسرائيل . ويتساءل يارون بلوم وهو مسؤل سابق بالمخابرات الإسرائيلية قائلا : هل مثل هذه الظاهرة تبعث على القلق ؟ ويجيب بنعم. ثم يتساءل مرة أخرى هل هي سائدة ومنتشرة في اوساط عرب إسرائيل ؟ ويجيب ب لا بل ويحذر من التسرع باتهام عرب إسرائيل بأنهم موالون لداعش. ويضيف يارون أنه منذ 2011 انضم الى صفوف تنظيم داعش أفراد من عرب إسرائيل وآخرون قبلهم انضموا إلى اسامة بن لادن الذي كان تنظيمه القاعدة يتبنى نفس الافكار الجهادية المتطرفة.و يشير يارون إلى ان انتشارفكر السلفية الجهادية يعتمد بشكل أساسى هذه الايام على تكنولوجيا الاتصال في عالم الفضاء الإلكترونى والفيسبوك والتويتر تلك الوسائل التى تسمح باجراء اتصال مع النشطاء في مناطق القتال بشكل مباشر. والى جانب القتال، يقوم تنظيم داعش بحملة تجنيد ذكية و غريبة ومغرية للمتأسلمين في اوروبا(وهؤلاء أكثر من مليون) وأشخاص أخرين يعيشون فى إسرائيل. ويرى المراقبون هذه ليست ظاهرة بل "موضة" سائدة لدى الشباب الضائعين، ممن لا يرضي التيار المتطرف للسلفيين في اسرائيل أو المتطرفون من الحركة الاسلامية نوازعهم القومية. ويشيرون إلى أن هناك مؤشرات دالة وواضحة لاولئك الذين ينضمون الى التنظيمات الإرهابية. فالمنضمون كانوا ينتمون الى الجناح الشمالي من الحركة الاسلامية فى إسرائيل بل والى جماعة السلفيين المتطرفين، رجال مسجد "شهاب الدين" في الناصرة، برئاسة الامام الأكثر تطرفا في الوسط العربي الاسرائيلي – الشيخ ناظم سليم ساكفة. ومنذ ثلاثة عقود ومجموعة ساكفة هذه تتمركز في الجليل الادنى، وبشكل محدد في المثلث الجغرافي إكسال – يافيع – الناصرة. الظاهرة هامشية، ولكن الى جانب ذلك فان ظاهرة التجنيد والانضمام الى تنظيم داعش يحملان معنى خطيرا، بسبب استعداد أعضائها للعمل بوحشية كبيرة باسم الاسلام. والخوف هو أن اولئك القلة ممن اجتازوا الحافة الايديولوجية، وشاركوا فى عمليات القتل بأنفسهم فى سورياوالعراق يرغبون في تكرارذلك مرة اخرى في اسرائيل لدى عودتهم. وسينضم اليهم شباب آخرون من المتشددين دينيا والذين قد يدفعهم اليأس وعدم وجود أمل إلى الاسراع بشن حرب جهادية داخل إسرائيل . في الغالب، يدور الحديث عن مجموعات صغيرة يصعب على أجهزة الأمن اختراقها ويقول يارون : من تجربتي في المخابرات، أعرف ان الجهاز قادر على تحديد هوية هؤلاء الاشخاص مثل حبشي وغيره، ويعرف كيف يحبط تنفيذ أى عمليات محتملة .