مرت منذ أيام كما تمر كل عام ذكري الجلاء البريطاني عن مصر والذي يوافق 18 يونيو من كل عام ، وهو يوم رحيل آخر جندي إنجليزي عن مصر عام 1956 .. ذكرى باهتة .. لا طعم لها.. ولا أعرف حقيقة كيف تطغى مناسبات أقل قيمة على هذه المناسبة التى حلم بها ملايين المصريين ؟ كيف تطغى ذكرى حركة للجيش حتى لو أيدها الشعب على ذكري جلاء الاحتلال عن هذا البلد ؟.. كيف تطغى ذكرى حرب أكتوبر مع جلال قدرها والتي حررت 12 كيلو متر من أرض سيناء على ذكرى تحرير مليون كيلو متر مربع هي مساحة مصر كلها ؟.. هل هذا التجاهل متعمد أم أنه خطأ ضمن مئات الأخطاء الكبيرة التي نعيش آثارها ونظل محبوسين فيها .. لماذا تنسى مصر الرسمية والشعبية يوم الجلاء الذي فقد آلاف المصريين أرواحهم من أجله ، وضاعت ملايين من ساعات العمل وبذلت مئات الآلاف من الخطب والمقالات من أجل هذا اليوم . لو كان نسيان يوم الجلاء متعمد ممن حكمونا منذ 1956 وحتى الآن ، وجب على باحثينا ومفكرينا أن يجدوا السبب.. أخشى أن يكون سبب ذلك واقعية من نوع ما وضعت المناسبة الكبيرة فى زاوية النسيان فقد مر على مصر احتلالات كثيرة ولو قررنا أن نحتفل بذكرى جلاء كل احتلال لضاعت على الدولة ساعات عمل كثيرة !! فقد مر على مصر غزاة كثر وامتد مجموع سنوات الاحتلال لما يقرب من 14 قرناً وفق تقدير البعض .. مر علينا هكسوس وليبيين "شيشنق " وأشوريين ثم فرس ثم الاسكندر المقدوني فالبطالمة ثم الرومان فالبيزنطيين فالفتح العربي الإسلامي - أتحفظ على مساواته بباقى الاحتلالات التي مرت علينا - ثم حكمنا الأمويين فالعباسيين واستقل بنا ولاة ثم حكم المماليك بأنواعهم ثم العثمانيين فالفرنسيين ثم الانجليز وهؤلاء كان يجب التعامل مع جلاءهم بطريقة مختلفة باعتباره آخر الأحزان وإن كان البعض يعتقد أننا خضعنا لاحتلال آخر والله أعلم !!