ربما يكون غباء الزوج أو ذكاء الزوجة هو السبب وراء اكتشاف الحقيقة التي اخفاها الزوج عن زوجته لشهور طويلة .. لكن لكل كذبة نهاية مهما طال بها الزمن .. وكما يقولون "الكذب عمره قصير"! اراد الله أن يظهر الحقيقة امام عينيها من خلال غسيل الزوج .. لتكتشف أن زوجها الشاب الذى اعتقدت انها ملكت الدنيا بالزواج منه .. قد تزوج عليها بأخرى .. لتكون نهاية اغرب قصة طلاق شهدتها محكمة اسرة الجيزه! الاحلام الواسعة كانت تسيطر على عقل الشابة الحسناء نهلة .. هى من اسرة ميسورة الحال .. فوالدها موظف كبير فى احدى المؤسسات الحكومية .. ووالدتها فى منصب كبير بإحدى الوزارات .. ولها من الاشقاء اثنين فى كليات مرموقة! من خلال معارف والديها .. تعرفت نهلة على رامى الشاب الوسيم ابن الاسرة الثرية التى لا تقل عن مكانة اسرتها الاجتماعية فى اى شىء .. وهو يمتلك كل مقومات الشاب الذى يسيطر على عقل اى فتاة فى مثل سنها .. شاب وسيم على درجة كبيرة من الرفاهية فى اختيار ملابسه وسيارته وكل ما يخصه .. وكل هذا حتى يتماشى مع وظيفته المرموقة التى يشغلها! اصبحت كل احلام نهله الحصول على قلب وعقل رامى .. حتى تحقق حلمها بالارتباط به .. ووضعت الخطة حتى تكسب قلبه .. حتى نجحت فى النهاية من تحقيق حلمها عندما اعلن لها عن رغبته فى الارتباط بها .. لكن كان هناك شىء واحد ينغص على نهله حياتها ويسمم افكارها .. وهو ان رامى متعدد العلاقات .. وكل يوم بصحبة فتاة مختلفة .. وكانت كلما تكتشف نهله يخدعها بكلامه المعسول بأنه لا يحب غيرها ولا تشغل قلبه أى امرأة اخرى .. لكنهن مجرد فتيات كان على علاقة قديمة بهن ويحاول الابتعاد عنهن قبل ارتباطه بها! ولم تجد نهله سوى أن تصدق كلامه لانها لم تتخيل حياتها بدونه .. وقد رسمت كل حياتها المقبلة معه .. ولم ترغب فى أن تهد سعادتها التى طالما حلمت بها .. وتم اعلان خطبتهما .. بعدها كانت مشكله كبيرة عندما اكتشفت نهلة أن خطيبها صاحب المركز المرموق على علاقة بفتاة اخرى .. كاد عقلها يطير واشتعلت الخلافات بينهما وكانت حيرتها بين الابتعاد او أن تكمل حياتها معه .. لكنها قررت ألا تتركه على امل أن يحقق وعوده الكثيرة بالا يكرر خيانته لها .. وبأنها ستكون المرأة الوحيدة فى حياته .. وفى اقل من عام ونصف من الخطوبة بعد الانتهاء من تأثيث عش الزوجية بإحدى المناطق السكنية الجديدة الراقية .. وكان الزواج فى احد الفنادق الكبرى .. ليطير بعدها الزوجين لقضاء شهر العسل خارج البلاد! وكانت سعادتهما عندما زفت اليه خبر حملها فى طفلها الاول .. ومرت الشهور والسنوات وكانت سعادة الزوجه عندما رزقها الله بطفليهما الصغيرين فى عمر الزهور الرقيقة .. كما كانت سعادة الزوج التى لا توصف بعد أن اصبح أباً لطفلين! لكن كما يقولون تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن .. فقد عادت المشاكل مرة اخرى الى الزوجين .. وذلك عندما رأت الزوجة الشابة بالصدفة وحدها رسالة غرامية ارسلتها له احدى الفتيات على هاتفه المحمول .. راحت تصرخ الزوجة نهله فى وجه زوجها .. وحملت طفليها وتركت له منزل الزوجية .. لكن بعد فترة من تدخل الاصدقاء والاسرتين تم التصالح بين الزوجين بعد ان خدعها الزوج من جديد .. واخبرها بأنه لا يجمعها بها أية علاقة بل انها تحاول الاقتراب منه لكن دون جدوى! وعادت الزوجة التى حاولت ان تصدق كلام الزوج .. الى منزل الزوجية .. ومرت الايام والشهور حتى كانت الصدفة الغريبة والمثيرة التى لم يصدقها عقل الزوجة حتى الآن .. عندما وقعت الحقيقة امام عينى الزوجة الشابة! ففى احد الايام حضرت الزوجة شنطة سفر زوجها .. الذى كان دائم السفر لظروف عمله .. وودعته بابتسامتها المعتادة ودعائها له .. وبعدها بيومين اخذت الزوجة طفليها واصطحبتهما الى احد المولات الكبرى وتسوقت لأبنائها ولشراء بعض مستلزمات المنزل .. وفى طريق عودتها الى المنزل .. وقفت الزوجه بسيارتها امام احد المحلات التجارية بمنطقتها الجديدة الراقية بالقرب من منزلها .. لتشترى شيئا لطفلها الصغير الذى كان يبكى .. وكأن الله يضع الحقيقة امام عينى الزوجة! وهى عائدة تركب سيارتها مرة اخرى بينما بتلقى بعينها الى الاعلى .. لتجد صاعقة امام عينيها فملابس زوجها التى أحضرتها من يومين بيديها فى شنطة سفره "منشوره" على احبال غسيل فى بلكونة بعقار جديد الانشاء .. الصدمة ربطت لسانها وهزت قلبها! وقفت الزوجة نهلة بجانب سيارتها تنظر بدهشة وحسره على البلكونة .. وكأنها تقول لنفسها ليتنى لم انظر اليها وليتنى فى كابوس افيق منه بسرعة .. لكن مع الاسف الشديد كل الملابس التى تراها الزوجة هى بالفعل ملابس زوجها .. وراحت تتصل به لتسأله عن اخباره .. لكنها وجدت هاتفه المحمول مغلق! لم تتحكم نهله فى اعصابها وتصرفاتها .. وطلبت من ابنها الكبير الاهتمام بشقيقه الاصغر حتى عودتها .. واسرعت الى العقار التى بها "المنشر" .. سألت البواب عن صاحب الشقة ووقع كلامه كالقنبلة على آذانها انها شقة "رامى .." صاحب المركز المرموق وزوجته مدام "ر"! اسرعت الزوجة الى الشقة .. ليكون المشهد المثير .. وراحت تدق الجرس لتفتح لها شابة حسناء تصغرها سنا بقليل .. سألتها "ر" عن هويتها وهى تقول "من انتى؟!" ..ولم تكمل سؤالها لتجد زوجها خارج من احدى الغرف يتساءل عن الطارق وهو يعتقد انه البواب ليفاجأ بزوجته امام عينيه! كادت تسقط الزوجة مغشيا عليها .. وتساقطت الدموع مثل المطر من عينيها وتذكرت ان طفليها الابرياء فى السيارة بانتظارها .. دون ذنب لهما فيما يحدث .. وعادت مسرعة الى سيارتها .. بعد ان وقف الزوج فى مكانه صامتا من هول الصدمة لا يعرف ماذا يفعل؟! اسرعت الزوجة المصدومة الى منزلها لتأخذ حقيبة ملابسها ويتمكن الزوج من اللحاق بها الى المنزل .. لم تتمكن نهله ان تنطق بأى كلمة بعد ان اخبرها زوجها بالحقيقة الصادمة .. وهى انه "ر" زوجته صاحبة الرسالة التى كانت على هاتفه المحمول .. وانه تزوجها منذ شهور قليلة لكن دون انجاب لانهما اتفقا على تأجيل الانجاب حتى يعلم الجميع بزواجهما .. وبأنه كان سيخبرها بزواجه من اخرى لكن كان ينتظر الوقت المناسب! نظرت اليه الزوجة نهله والدموع لا تتوقف من عينيها .. ولم تتحدث سوى بكلمة واحدة فقط "طلقنى" .. واسرعت الى منزل اسرتها اخبرتهم بما حدث واكدت اصرارها فى حصولها على الطلاق! ورغم المحاولات للصلح بينهما لاجل الطفلين .. لكن اصرت الزوجة على طلبها بالطلاق .. واصر الزوج على محاولات الصلح من اجل طفليه .. فأسرعت الزوجة بصحبة محاميها ياسر الدمرداش الى محكمة اسرة الجيزة لتتقدم بدعوى طلاق للضرر ضد زوجها الشاب صاحب المركز الموموق .. حملت رقم 1908 لسنة 2014 .. كما تقدمت بدعوى تطلب فيها الحصول على نفقة لها ولطفليها والاحتفاظ بشقة الزوجة كمسكن حضانه! وحضر الزوج الى المحكمة مرة واحدة .. ليؤكد على رغبته فى الاستمرار مع زوجته .. لكن اصرارها على طلبها جعله يتفق معها على الطلاق واكد على استعداده التام لان يعطيها كل حقوقها الشرعية وحقوق طفليهما .. كما اتفق على ان يتركهم يعيشون فى منزل الزوجيه لانه حق الابناء فى أن يعيشا بمنزلهما .. واشترط شيئا واحدا فقط وهو ان يرى ابناءه مرة كل اسبوع وبأن يقضيا معه يوما كاملا ويبيتان معه حسب ظروف عمله! خرج الزوجان من المحكمة بعد ان اتفقا على كل شىء .. وسجلاه فى الاوراق الرسمية امام مكتب تسوية المنازعات الاسرية .. لتنتهى بذلك سطور اغرب دعوى طلاق شهدتها المحكمه!