(حقاً اتق شر من أحسنت اليه) هذا المثل الشعبي ينطبق بالفعل على أبطال هذه الواقعة الذين عقدوا صفقة مع الشيطان لإختطاف طفل لم يتجاوز عمره 7 سنوات..استغلوا عمل أحدهم في فترة سابقة مع والد المجنى عليه ومعرفته العديد من المعلومات اللازمة حول أسلوب حياته ومواعيده حتى سنحت لهم الفرصة لتنفيذ مخططهم.. فأثناء ذهاب بلال لشراء بعض المستلزمات فؤجئ بشخصين يستقلان دراجة بخارية خطفا الطفل وذهبا به الى شريكهما الثالث داخل مخزن بالبساتين، ثم بعد ذلك اتصلوا بأسرة المجنى عليه وطلبوا منهم فدية نصف مليون جنيه مقابل إطلاق سراح الطفل.. ولكن فى النهاية سقط أفراد التشكيل العصابى فى قبضة رجال مباحث المعادى ليواجهوا جزاء جريمتهم التى ستزج بهم خلف القضبان.. أخطر 48 ساعة فى حياة أسرة الطفل بلال! وكيف استطاع رجال المباحث حل لغز هذه الجريمة؟ هذا ما سنرويه في السطور القادمة......................... بلال طفل يبلغ من العمر 7 سنوات الاسبوع الماضى تعرض للاختطاف على يد 3 أشخاص ماتت الرحمة من قلوبهم التى تحولت الى أحجار.. ليس له أى ذنب سوى أن والده رجل ثرى معروف جيداً بين أهالى المعادى.. والده لديه سلسلة محلات شهيرة كان يعمل لديه شاب يدعى علاء منذ فترة سابقة ولكنه طرده من العمل بعد أن حدثت بينهما خلافات، وفي يوما ما تعرض علاء لضائقة مالية ولم يجد حلاً لها، فاختمرت في ذهنه فكرة اختطاف نجل رجل الأعمال وبالفعل استعان باثنين آخرين في تنفيذ مخططه.. بدأ المتهمون التخطيط جيداً لجريمتهم واخذوا يجمعوا المعلومات اللازمة عن مواعيد الأسرة وميعاد خروج الطفل بلال من منزله وقام أحدهم بمراقبة المنزل 24 ساعة وعندما شاهد بلال يخرج من منزله اعطى الإشارة لزملائه وقام اثنين منهم يستقلان دراجة بخارية بخطف الطفل وفروا به هاربين.. وعندما شاهدهم الأهالى أسرعوا إلى أسرة بلال وأخبروهم بالمكروه الذى اصاب ابنهم.. الأم سقطت مغشيا عليها والأب وقف عاجزاً لا يدرى كيف يتصرف هل يبلغ الشرطة أم ينتظر العصابة ليتفاوض معها؟!.. مرت 10 ساعات على الأسرة دون أن يتصل بهم أحد لدرجة أن الأب أخذ ملابسه واستعد للذهاب إلى مركز الشرطة وأثناء خروجه من المنزل وجد هاتفه يرن ودار معه هذا الحوار ابنك عندنا لو عاوزه صاحى ادفع 500 ألف جنيه! مين اللى بيتكلم! لو ابلغت الشرطة سوف نرسله لك جثة داخل جوال! حاضر بس انا عاوز اسمع صوت ابنى! حضر اموالك وهنبلغك بميعاد التسليم! اغلق الطرف الآخر الهاتف دون أن يعرف الأب هوية الشخص الذى يتحدث معه.. ولكن الصوت ليس بغريب عليه.. الرعب والقلق يسريان فى قلب الأب خوفا من أن يكون مكروه قد اصاب ابنه ظل يفكر الأب لمدة ساعة ماذا سيفعل ولكن فى النهاية عجز عن التفكير وقرر الذهاب إلى قسم شرطة المعادى وهناك وقف أمام مكتب الرائد عيد توفيق معاون المباحث وطلب من أحد الحراس أن يسمح له بالدخول لأنه يريد الإبلاغ عن جريمة ما.. دقائق قليلة وكان معاون المباحث يجلس أمامه ويتلق منه تفاصيل البلاغ فاخبره بأن نجله بلال تعرض للخطف وتلقى إتصال من مجهول طلب منه نصف مليون جنيه مقابل إطلاق سراحه.. بدأ ضباط المباحث يجمعون التحريات عن والد الطفل وتبين أنه حسن السير والسلوك وليس له أى خصومات مع أحد وأثناء السير في فريق البحث وردت معلومة لضباط المباحث بأن علاء العامل الذى كان يعمل منذ فترة لدى الأب هو وراء ارتكاب الواقعة، وأنه اشترك مع اثنين في جريمة الخطف واخفوا الطفل في مخزن بمنطقة البساتين.. وبسرعة البرق انطلقت قوة أمنية إلى المخزن وتم تحرير الطفل المختطف وضبط المتهمين. فريق بحث! بدأت الواقعة عندما تبلغ للعقيد محمد مصطفى، مأمور قسم شرطة المعادى، من جمعة عبد العال عيد49 سنة رجل أعمال ومقيم دائرة القسم بإكتشافه غياب نجله بلال 6 سنوات وفي وقت لاحق تلقي إتصالا هاتفيا من مجهول مفاده إختطاف نجله ومطالبته بمبلغ 500 ألف جنيه مقابل إطلاق سراحه. وبإخطار اللواء خالد يوسف، مساعد الوزير لقطاع أمن القاهرة، أمر بتشكيل فريق بحث ضم اللواء خالد متولى حكمدار القاهرة واللواء محمد قاسم مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة واللواء عصام سعد نائب المدير واللواء نائل ثروت مساعد مدير الأمن، واللواء محمود خلاف رئيس مباحث قطاع الجنوب لكشف غموض الحادث وضبط مرتكبيه وإعادة المجنى عليه، وأسفرت تحريات العميد هشام عامر مفتش المباحث والعقيد أشرف عبد العزيز وكيل فرقة الجنوب والمقدم محمد عاكف رئيس مباحث المعادى إلى أن وراء ارتكاب الواقعة كل من علاء عبد الرحمن سيد36 سنة سائق ومقيم دائرة قسم شرطة البساتين عامل سابق طرف والد المجنى عليه، ورمضان عبد الله محمد، عامل ومقيم دائرة قسم شرطة البساتين، ومحمد رضا عبد السلام، عامل ومقيم دائرة قسم شرطة البساتين، وعقب استصدار إذن من النيابة العامة تمكن الرواد: عمار عبد الحميد وعيد توفيق وهانى حداد معاونوا المباحث والرائد محمود عاطف بقطاع الجنوب وكل من حسن محمود وعماد حمدى ومحمد عبد الله ومحمد إسماعيل ومحمد صالح وحسن فهمى، أمناء البحث من ضبطهم وبمواجهتهم اعترفوا بارتكابهم الواقعة، وأضاف الأول نظرا لسابقة عمله طرف والد المجنى عليه وعلمه بثراءه ولمروره بضائقة مالية اختمرت فى ذهنه فكرة خطف نجله ومساومته لإطلاق سراحه مقابل مبلغ مالى وفى سبيل ذلك استعان بباقى المتهمين وفى تاريخ الواقعة قام كلا من الثانى والثالث باستدراجه وخطفه مستخدمين فى ذلك الدراجة البخارية رقم ص ط ث 547 ملك المتهم الثالث واحتجازه بمخزن كائن أسفل عقار المتهم الثانى وأقتصر دوره والرابع على تأمينهما أثناء ارتكاب الواقعة ومساومة اهليته على إطلاق سراحه، وتم بإرشادهما إطلاق سراح المجنى عليه لمكان احتجازه وضبط الدراجة المستخدمه فى الحادث. تم تحرير المحضر اللازم، وأمر المستشار أحمد مجدى مدير نيابة المعادى بحبس المتهمين 4 أيام على ذمة التحقيق واستعجال تحريات المباحث حول الواقعة. أخبار الحوادث ألتقت بالطفل المجني عليه وتحدثنا معه فقال انا كنت رايح اشترى حلوى من السوبر ماركت اللى جنب بيتنا وانا ماشى لقيت موتوسكل عليه اثنين جذبونى عليه بشدة ودخلونى مخزن ومعرفش هما كانوا عايزين منى ايه، ولقيتهم جابولى علبة كشرى وبعدين سابونى لمدة يومين من غير أكل، وفى الآخر لقيت البوليس وبابا داخلين المخزن ومسكوا العصابة.