مأساة حقيقة شهدتها صالات الوصول بمطار القاهرة الدولي خلال أيام عيد الفطر المبارك دفع ضريبتها المعتمرون المصريون بسبب حجزهم علي رحلات الخطوط السعودية القادمة من الأراضي المقدسة وخاصة من جدة , فقد فوجئ أكثر من حوالي خمسة آلاف معتمر مصري بعدم وصول حقائبهم وتخلفها فور وصولهم مطار القاهرة الدولي بل الأغرب من ذلك عدم قيام أي مسئول من الخطوط السعودية بالرد علي استفسارهم وتركهم داخل صالة الوصول قبل عيد الفطر بيومين ليأتي عليهم العيد وهم يبحثون عن حقائبهم بمهبط المطار بدلا من أداء صلاة العيد وقضاء ذلك الوقت الجميل وسط أسرهم التي كانت في انتظارهم هي الاخري بالمطار وحتي الآن لم يتبين من تصريحات المسئولين أسباب هذه الأزمة وما الدوافع التي أدت إلي ذلك خاصة أن هناك سؤالا محيرا قاله كل المعتمرين لماذا جاءت المشاكل هذا العام ؟! وحتي الآن لم يجيب أي من المسئولين بقطاع الطيران المدني المصري أو نظيره السعودي علي هذا السؤال الذي قد تكون إجابته ستريح الجميع خاصة وان موسم الحج علي الأبواب والخطوط السعودية سوف تشارك في سفر وعودة حجاج بيت الله الحرام والخوف من تكرار مأساة مثل هذه مرة ثانية . جاءت بداية الأزمة منذ صباح يوم الأحد الماضي عندما توجهت أعداد كبيرة من المعتمرين المصريين إلي المطارات السعودية وخاصة في جدة بهدف العودة مرة ثانية إلي مطار القاهرة بعد قضائهم عمرة رمضان الكريم وحضور ختم القران داخل بيت الله الحرام , الأعداد كانت كبيرة خاصة وان الخطوط السعودية تنظم حوالي 25 رحلة عودة يوميا مما دفع سلطات مطار القاهرة لتخصيص صالة وصول خاصة بها لإنهاء إجراءات المعتمرين المصريين الذين انتظروا خارج مطار جدة عدة ساعات داخل الأتوبيسات دون أن يسال عنهم احد وخاصة أن معظمهم كبار السن ويحتاجون لعناية واهتمام اكبر من ذلك , وبعد ساعات الانتظار الكثيرة وعدم السؤال عنهم اضطروا لصب غضبهم علي أي مسئول هناك مما دفع السلطات السعودية إلي تسفيرهم إلي مصر بأي ثمن علي عدة رحلات طيران لتأتي بداية الأزمة فور وصولهم مطار القاهرة الجوي ليفاجئ كافة الركاب بعد الحصول علي ختم الوصول بعدم وصول حقائبهم علي نفس الطائرة التي نقلتهم من هناك مما دفع أعداد كبيرة منهم علي الانتظار داخل صالة الوصول أملا في وصول الحقائب علي احدي الرحلات الاخري القادمة من هناك وخاصة أن اغلب العائدون من خارج القاهرة ولديهم صعوبة في العودة مرة ثانية للمطار الذي لم تصل إليه حقائبهم كما كنا مصور لهم , الأعداد بلغت ذروتها لدرجة انه تم غلق الصالة وتحويل وصول باقي الرحلات إلي صالات وصول أخري بالمطار حتي يتم تفادي هذه المشكلة إلا أنها تطورت بشكل كبيرة حتي باقي الصالات لم تستوعب الأعداد وحالة الغضب الشديد التي تسيطر علي المعتمرين مما دفعهم إلي تحطيم أجزاء من مكتب الخطوط السعودية بمطار القاهرة , تزامن مع ذلك قيام أعداد كبيرة من المعتمرين المصريين بالمطارات السعودية بتنظيم اعتصام لإعادتهم إلي القاهرة بكامل حقائبهم يضاف إلي ذلك تقديم المعاملة الجيدة لهم مثل باقي الجنسيات التي كانت معهم بالمطار وهو الأمر الذي تم تنفيذه بعد ذلك . بداية انفراج الأزمة بعد الضغط الكبير الذي مارسه العديد من المعتمرين داخل مطار القاهرة الدولي وداخل وخارج مطار جدة , بدأت السلطات السعودية في إيجاد بعض الحلول أوالها تلخص في إرسال طائرتين شحن بضائع علي كل واحده 70 طن امن حقائب المصريين المتخلفة بمطار جدة والتي كانت تشكل جزء كبير من المشكلة , ثم انتظام وصول الرحلات الإضافية بشكل كبيرة بتخلف حقائب المعتمرين عليها بنسبة 20٪ ثم انتظم الجسر الجوي الآن لعودة المعتمرين المصريين بشكل كبير إلا أن نسبة تخلف الحقائب مازالت موجودة علي كافة الرحلات , ثم بدأت بعد ذلك رحلة المعاناة الثانية داخل ارض مهبط المطار فقد اضطرت سلطات مطار القاهرة الدولي إلي تفريغ حمولات الطائرتين بأرض المهبط وبالتحديد بجوار صالة (4) المخصصة للطائرات الخاصة لتوافر مساحة كبيرة هناك استوعبت كميات الحقائب التي لا تعد ولا تحصي بسبب أعدادها الكبيرة التي لم يتخيلها احد , وقامت كافة السلطات بتنظيم ورديات عمل داخل الصالة لمساعدة المعتمرين في الحصول علي حقائبهم وتسهيل إنهاء إجراءات استلامها , كما قامت شرطة المطار بزيادة أعداد الدوريات الأمنية ورجال المباحث علي مدار ال24 ساعة يوميا لحراسة الحقائب المنتشرة علي ارض المهبط وامتصاص غضب المعتمرين . تسهيلات المطار وأكد المهندس احمد حافظ رئيس شركة ميناء القاهرة الدولي أن تحسن وانتظم كثيرا في رحلات الوصول خاصة علي الخطوط السعودية حيث أصبحت نسبة التخلف للحقائب علي الطائرات انخفضت إلي حد كبير بعد 70٪ مما أدي إلي تكدس كبير وزحام غير عادي لم تشهده صالات المطار من قبل مما وضع شركة الميناء في موقف محرج بالرغم أنها قدمت موسم سفر أكثر من رائع للخطوط السعودية , وقال أن مسئولو الشركة السعودية قدموا وعود إلي شركة الميناء القاهرة يؤكدون أن رحلات العودة سوف تشهد انتظام كما هو متبع خلال كافة الأوقات من العام , وقال أن الخطوط السعودية أرسلت طائرتين شحن تحمل حقائب المعتمرين المتخلفة وحمولة كل طائرة حوالي 70 طنا من الحقائب , وان شركة الميناء قامت بتفريغ الحمولة داخل ارض المهبط أمام صالة الوصول (4) وأكد انه كل ساعتين يتم وضع حقائب جديدة للمعتمرين حتي لا تحدث تكدس وزحام أكثر من المتواجد , وأضاف انه قام بعمل كافة الاجتماعات مع جميع الجهات العاملة بالمطار للتيسير علي المعتمرين أثناء استلام حقائبهم , كما أضاف حافظ أن مبني الركاب رقم (3) الذي يستقبل رحلات مصر للطيران ليس به أي مشاكل تذكر وهي مجرد تأخيرات في الوصول فقط دون حدوث تخلفات حقائب كما هو متبع في الخطوط السعودية , وقال أن مصر للطيران ملتزمة تماما خلال موسم العمرة والتخلفات التي تأتي إنما هي تخلفات عادية . في نفس السياق أكد مصدر امني بشرطة ميناء القاهرة الدولي أن حوالي 2500 معتمر مصري تسلموا حقائبهم من داخل ارض المهبط , وأضاف أن علي المعتمرين الاطمئنان لان هناك خدمات أمنية علي مدار ال24 ساعة يوميا تقوم بحراسة الحقائب دون حدوث سرقات كما تردد خلال الأيام الماضية , وقال أن هناك تنسيقا كاملا مع رجال الجمارك حتي لا تحدث أي أزمات أثناء تسلم الحقائب لأصحابها , وأضاف انه تم نقل جزء كبير من رجال الجمارك إلي صالة (4) للتيسير علي المعتمرين أثناء استلام الحقائب وخروجهم بها من المطار دون حدوث أي مشاكل أو مشادات , وقال أن هناك تعليمات لكافة الضباط والجنود بامتصاص غضب المعتمرين والتيسير عليهم داخل ارض المهبط خاصة خلال أوقات ارتفاع درجة الحرارة بالإضافة أن الجميع يعرف الضغوط التي تعرض لها المعتمرين أن كانت أثناء موسم العودة بالإضافة أن جزءا كبيرا منهم لديه حالة إرهاق غير عادية مما شاهده في المطارات السعودية . المعتمرون قالوا ومن داخل ارض المهبط بالمطار كان لنا عدة لقاءات مع المعتمرين المصريين الذين توجهوا باللوم علي وسائل الإعلام المصرية وكذلك الحكومة التي لم يشعروا أنهم قدموا أي شئ لهم خلال تلك الأزمة مطالبين وسائل الإعلام بالوقوف معهم وعرض مشكلتهم علي مساحات كبيرة في مختلف وسائل الإعلام ومحاسبة حكومة شرف علي حس وصفهم علي المأساة التي شهدها المعتمرين خلال أيام العيد , فقد أكد الحاج فرج صالح (70 عاما) من الغربية أن ما تعرض له المصريين مهزلة كبيرة في المطارات السعودية وهو خير شاهد فرغم كبر سنه إلا أن السلطات السعودية جعلته ينتظر داخل الأتوبيسات بالمطار حوالي 10 ساعات من اجل أن يدخل لإنهاء إجراءات سفره ويعود إلي القاهرة بينما كانت الجنسيات الاخري مثل التونسيين والجزائريين يقومون بالمرور وإنهاء إجراءات سفرهم عائدين إلي بلادهم دون أي مشاكل , وقال بالحرف الواحد لم يرحموا كبر سني بل المأساة الثانية هي فور عودتي من هناك إلي القاهرة فوجئت بعد وجود حقائبي فماذا افعل رغم إني قمت بسداد ثمن التذكرة كاملة . كما أكد محمود فرج (45 عاما) مدرس من الغربية أن الشعب المصري وجد معاملة سيئ من السلطات السعودية مشيرا من وجهة نظره أن المعاملة هناك كانت متغيرة عن كل عام بسبب محاكمة مبارك ووجود تعاطف كبير من السعوديين ظهر من خلال المعاملة السيئ داخل المطارات والتأخيرات المتعمدة من جانب الخطوط السعودية حسب وصفه بالرغم من إقلاع باقي أسطول الخطوط السعودية بالجنسيات الاخري التي وجدت معاملة كريمة هناك تتمثل في الوجبات التي تم توزيعها وزجاجات المياه مع أن ذلك لم يحدث تماما مع المصريين , وطالب بتدخل الحكومة المصرية والتحقيق في هذه المسالة قبل بدء سفر أفواج الحجاج حتي لا يحدث معهم ما يحدث الآن .